الفصل السادس والأربعون: 1 | 2 | 3 | 4 | 5
منذ وقت التجسد افتضحت العِبَادة الوثنية، واستشارة الأوثان، والتكهُّن بالغيب (العِرافة)، والأساطير الخرافية، والأعمال الشيطانية، والسحر، والفلسفة الوثنية. بينما نرى العبادات القديمة محلية جدًا ومستقلة بعضها عن بعض، نرى عِبَادة المسيح جامِعَة وعلى نسق واحد.
1- ومتى بدأ البشر يهجرون عبادة الأصنام إلا عندما حل الله -كلمة الله الحقيقي- بين البشر؟ ومتى بطلت استشارة الأوثان بين اليونانيين وفي كل مكان، وصارت نافلة، إلا عندما أظهر المُخَلِّص نفسه على الأرض؟
2- ومتى ظهرت حقيقة من دعاهم الشعراء آلهة وأبطالًا، واتضح بأنهم مجرد بشر يفنون، إلا منذ أتم الرب نصرته على الموت، وحفظ الجسد الذي اتخذه غير فاسد، إذ أقامه من الأموات؟
3- ومتى احتقرت غواية وجنود الشياطين، إلا عندما تنازلت -من أجل ضعف البشر- قوة الله، “الكلمة”، سيدها كلها، وظهر على الأرض، ومتى ابتدأت فنون السحر ومدارسه تُداس إلا عندما صار الظهور الإلهي “الكلمة” بين البشر؟
4- وبالإجمال متى صارت حكمة اليونانيين جهالة، إلا عندما استعلنت حكمة الله الحقيقية على الأرض؟ فقديمًا ضل العالم بأسره، كل مكان فيه، بعبادة الأوثان، ولم يعتقد البشر إلا في الأوثان كآلهة. أما الآن ففي العالم كله تجد البشر يهجرون خرافة الأوثان ويلجأون للمسيح، وإذ يعبدونه كإله يعرفونه به أيضًا الآب الذي كانوا يجهلونه.
5- والأمر المدهش أنه بينما تنوعت المعبودات وتعددت، وصار لكل مكان وثنه الخاص، وذاك الذي كان يعتبر إلهًا بينهم لم يكن له سلطان على المكان المتاخم ليقنع الشعوب المجاورة بعبادته، بل كان بالجهد يعبد بين شعبه، لأنه لم يعبد أحد قد إله جاره، بل بالعكس كان كل واحد يتمسك بوثنه، معتبرًا إياه سيد الكل - ترى المسيح وحده يعبد بين كل الشعوب إلهًا واحدًا متساويًا، وما لم يستطع أن يعمله ضعف الأوثان، أي إقناع حتى من يعيشون بينها، فعله المسيح، إذ أقنع، ليس من يعيشون بين يديه فقط، بل كل بلاد العالم ليعبدوا ربًا واحدًا، وفيه يعبدون الله أباه.
← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/pagan-philosophy-exposed.html
تقصير الرابط:
tak.la/5mggn2p