بعد هذا تناول الرواية من إنجيل متى، وربما أيضًا من الأناجيل الأخرى، الخاصة بنزول الحمامة علي المخلص عندما عمد يوحنا، وأراد مهاجمتها واعتبارها من صنع الخيال. لكنه بعد أن مزق - حسب ظنه - رواية ميلاد مخلصنا من عذراء، لم يشأ أن يقتبس الحوادث التالية حسب ترتيبها, لأن الغيظ والكراهية ليست لهما طريقة منظمة وعندما يثور الناس ممتلئين عداوة شخصية، فإنهم ينطقون بأي كلام يخطر بعقولهم لما يهاجمون مَن يبغضون، طالما كانت حدة غضبهم تعوقهم عن أن يرووا اتهاماتهم بحرص وبترتيب.
فلو كان قد راعى الترتيب لكان قد أخذ الإنجيل، وقدم اعتراضاته علي القصة الأولي، ثم الثانية، وهكذا مع البقية، إذ أراد انتقاده. لكن كلسس، الذي يدّعي معرفة كل شيء، بعد انتقاد رواية ولادة المسيح من عذراء، استمر في الاعتراض فتناول الرواية المتعلقة بظهور الروح القدس في شكل حمامة وقت المعمودية. وبعد ذلك هاجم النبوة الخاصة بمجيء مخلصنا، ثم عاد إلي ما هو مدون عن ميلاد يسوع، إلي رواية النجم والمجوس الذين جاءوا من المشرق ليسجدوا للطفل.
وإذا ما أمعنت النظر وجدت لكلسس أقوالًا كثيرة مشوشة في كتابه. ومن هذا يستطيع مَن يحافظون علي النظام والترتيب أن يبرهنوا بأنه كان متغطرسًا ومتكبرًا عندما أطلق علي كتابه اسم «التعاليم الصادقة» وهذه تسمية لم يستخدمها أي واحد من الفلاسفة البارزين. فأفلاطون قال بأن الرجل العاقل لا يكون واثقًا من مثل هذه الأمور الغامضة وكريسبس Chrysippus، الذي كان يصف دوامًا الأسباب التي تأثر بها، أحالنا علي أشخاص نستطيع أن نصفهم نحن أكثر منه. إذن فقد كان كلسس أكثر حكمة من هذين الرجلين ومن اليونانيين الآخرين. وقد كان مما يتفق مع تأكيده بأنه يعرف كل شيء أنه أطلق علي كتابه اسم «التعاليم الصادقة».
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/other.html
تقصير الرابط:
tak.la/nx94w54