صحيح أنه إلى حد محدود من الفصاحة يبدو أنه يدافع عن قضية أولئك الذين يشهدون لصحة المسيحية بموتهم في الكلمات التالية: "وأنا لا أصر على القول بأنه إذا اتبع إنسان طريقة معينة من التعليم الصالح، وتعرض للخطر من الناس لهذا السبب، فإنه يجب أن يرتد أو يتظاهر بالارتداد، أو يعلن صراحة المعدول عن آرائه". ثم هو يدين أولئك الذين يدّعون بأنهم لا يعتنقون الآراء المسيحية أو ينكرونها، مع أنهم يعتنقونها فعلًا، قائلًا: "إن مَن يعتنق رأيًا معينًا يجب أن لا يتظاهر بإنكاره أو يعدل عنه علنًا".
وهنا يجب إدانة كلسس بمناقضة نفسه بنفسه. لأنه ثابت من بعض مؤلفاته الأخرى أنه كان أبيقوريًا. أما هنا، فلأنه اعتقد أنه يستطيع مهاجمة المسيحية بفاعلية أقوى بعدم الاعتراف بآراء أبيقور، فقد ادعى بأن في الإنسان شيئًا أفضل من العنصر الأرضي في طبيعته، وهذا الشيء مماثل لله، وقال "إن الذين يكون فيهم هذا العنصر – أي النفس – في حالة سليمة يسعون دوامًا في طلب ما يماثل طبيعتهم، أي الله، ويرغبون دوامًا في أن يسمعوا شيئًا عنه، ويذكرونه".
لاحظ إذن النفاق في صفاته، فإنه بعد أن قال إن الإنسان الذي اعتنق طريقة معينة من التعليم الصالح يجب أن لا يتنصل منه إذا ما تعرض للخطر بسببه، أو ينكره علنًا"، يورط نفسه الآن في كل أنواع المناقضات. لأنه أدرك بأنه إذا اعترف بأنه أبيقوري فأنه لا يصدق عندما يهاجم الذين ينادون بعقيدة العناية الإلهية، وينادون بأن الله يهيمن على العالم. ونحن قد سمعنا بأنه كان هنالك شخصان باسم كلسس، وكان كل منهما أبيقوريًا. عاش أولهما في عصر نيرون، أما هذا فقد عاش في عصر أدريان، وبعد عصره.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/anti-faith.html
تقصير الرابط:
tak.la/jnpwq8t