مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب شخصية معلمنا بولس الرسول - القس مكسيموس صموئيل

74- التقليد في كنيسة الرسل

 

← مقدمة - بعض الأمثلة السابقة للشريعة المكتوبة - أدلة التقليد الكنسي من كتابات الآباء الرسل - فوائد التقليد - شروط التقليد السليم - حث الآباء الرسل على حفظ التقاليد

 

(1) التقليد في كنيسة الرسل:-

التقليد: هو كل تعليم وصل الينا عن طريق التسليم الرسولي الابائى، غير الكلام الذي ترك لنا كتابة في الكتاب المقدس.

فايماننا المسيحى انتقل شفويا، وكذا كثيرا من التعاليم وانظمة العبادة لذلك تعتبر الكنيسة التقليد المصدر الثاني للتعليم المسيحى بعد الكتاب المقدس. وقد اثبت تاريخيا ان التعليم المسيحى في الفترة المبكرة من تاريخ الكنيسة انتقل شفويا قبل ان يكتب اى انجيل أو رسالة.

***لعل أقدم ما وصل الينا من الشريعة المكتوبة كان على يد موسى النبي الذي عاش في القرنين الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد ولكن التقليد اقدم من هذا بكثير..

St-Takla.org Image: Christianity, faith, Orthodoxy, tradition, Holy Bible, Holy Cross, a Patriarch - Religious and celebration symbols - used with license. صورة في موقع الأنبا تكلا: المسيحية/ الإيمان، الأرثوذكسية، التقليد، الكتاب المقدس، الصليب المقدس، بطريرك - رموز دينية وأعياد - مُستخدمة بتصريح.

* بعض الأمثلة السابقة للشريعة المكتوبة:-

(1) ورد في سفر التكوين أن هبابيل الصديق قدم قربانا لله من أبكار غنمه ومن سمانها (تك4:3). وشرح القديس بولس هذا الأمر بقوله: "بأيمان قدم هابيل ذبيحة أفضل من قايين" (عب 4:11).

س: فمن أين عرف هابيل فكرة الذبيحة التي تقدم قربانا لله؟ ومن أين آتاه هذا الأيمان، ولم تكن في زمنه شريعة مكتوبة؟

ج: لا شك أنه تسلمها بالتقليد من أبيه آدم وأبونا آدم تسلمها من الله نفسه، كل ذلك قبل أن يكتب موسى النبي عن الذبائح المحرقات بـ14 قرن من الزمان.

(2) في قصة مقابلة أبينا إبراهيم لملكي صادق، قيل عنه أنه "كاهن الله العلي" (تك18:14) فمن أين عرف هذا الكهنوت الذي أتاح لملكي صادق أن يبارك أبانا إبراهيم والذي جعل أبرام يقدم العشور لملكي صادق؟ (20:14)ويعتبر بهذا اكبر منه (عب 7،6:7).

وفي ذلك الحين لم تكن هناك شريعة مكتوبة تشرح الكهنوت وعمله وكرامته ومباركته للآخرين.

(3) وحتى في العهد الجديد تم كتابة بعض معلومات عن العهد القديم أخذت بالتقليد:

مثال: بولس الرسول ذكر اسمي الساحرين الذين قاوما موسي النبي فقال"كما قاوم ينيس ويمبريس موسي، كذلك هؤلاء أيضًا يقاومون الحق" (2تي8:3).

ونحن لا نجد هذين الاسمين في أسفار موسي النبي ولا في كل أسفار العهد القديم. ولكن لعل بولس الرسول عرف ذلك عن طريق التقليد.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

* أدلة التقليد الكنسي من كتابات الآباء الرسل:

1- يقول بولس الرسول إلي أهل كورنثوس: "وأما الأمور الباقية فعندما أجئ أرتبها" (2كو34:11).

2- ويقول لتلميذه تيطس أسقف كريت: "من اجل هذا أتركتك في كريت لكي تكمل الأمور الناقص وتقيم في كل مدينة قسوسا كما أوصيتك" (تي5:1).

3- ويقول لتلميذه تيموثاوس أسقف افسس "وما سمعته مني بشهود كثيرين، اودعة اناسا امناء، يكونون اكفاء ان يعلموا اخرين أيضًا" (2تى 2:2).

4- ويقول لأهل فيلبى: "وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورايتموه في فهذا افعلوه" (في 4: 9).

5- ويقول لأهل تسالونيكى: "اثبتوا إذا ايها الاخوه وتمسكوا بالتقاليد التي تعلمتموها سواء بالكلام ام برسالتنا" (2تس 2: 15).

6- ويقول عن سر الافخارستيا: "لانى تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا ان الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا" (1كو1: 23).

7- القرار الذي اصدره مجمع اورشليم في معالجة مشكلة التهود في الكنيسة كان مقتضبا جدا لان اعتمادهم الاكبر كان على التبليغ والشرح الشفوى الذي كلفوا به برنابا وبولس وسيلا...

"رأينا قد صرنا بنفس واحده ان نختار رجلين ونرسلهما اليكم مع حبيبينا برنابا وبولس... يهوذا وسيلا، وهما يخبرانكم بنفس الامور شفاها" (اع 15: 25-27).

* فوائد التقليد:-

1- بالتقليد عرفنا الكتاب المقدس نفسه، فبالتعليم وصلت الينا كتب الله، وما كنا لنعرفها ونميزها بغير هذا الطريق. والمجامع المقدسة هي التي حددت لنا كتب العهد الجديد.

2- التقليد هو الذي حفظ لنا الايمان السليم. سلمه جيل إلى جيل. ولو ترك كل شخص لنفسه يرى ما الذي يفهمه من ايات الكتاب، لوجدت شيع ومذاهب متعددة لا تربطها وحدة في الايمان. لان الكتاب المقدس شيء وطريقة تفسيره شيء اخر.

3- بالتقليد وصل الينا كل تراث الكنيسة وكل نظمها وكل طقوسها.

4- حفظ لنا بعض عقائد وتعاليم، مثل تقديس يوم الاحد ورشم الصليب وشريعة الزوجة الواحدة والصلاة على الراقدين، حفظ لنا عمل رتب الكهنوت.

* شروط التقليد السليم:-

1- لا يتعارض مع الكتاب المقدس (غل 1: 8).

2- ان يكون غير متعارض مع التقاليد الكنسية الاخرى.

3- ان يكون مقبولًا من الكنائس.

* حث الآباء الرسل على حفظ التقاليد:-

1- اذن ايها الاخوة تمسكوا بالتقليدات التي تسلمتموها سواء بالكلام ام برسالتنا (2تس 2: 15).

2- "تجنبوا كل اخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التقليد الذي اخذه منا" (2تس 3: 6).

3- امدحكم على انكم تذكروننى في كل شيء وتحفظون التقليدات التي سلمتها اليكم" (1كو 11: 2).

وللاسف فان اخواتنا البروتستانت في الترجمة البيروتية للكتاب وضعوا كلمة (تعاليم) بدلا من كلمة (تقاليد) في الامور التي تؤيد فكرة التقاليد. واستبقوا كلمة تقاليد في كل ما يدل على التقاليد الباطلة وترفضه الكنيسة المقدسة.

المواهب والألسنة في كنيسة الرسل

شخصية معلمنا بولس الرسول كتب القس مكسيموس صموئيل

عقائد أخرى في عصر بولس

---