St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   02_B
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

 بِيسيديّة

 

اللغة الإنجليزية: Pisidia - اللغة اليونانية: Πισιδία.

 

مقاطعة من أعمال آسيا الصغرى شمالي بمفيلية. وكانت إحدى مدنها تسمّى إنطاكية وتضاف إليها، فبقال إنطاكية بيسيدية تميزًا لها عن إنطاكية في سورية. وكانت جزءًا من إقليم غلاطية الروماني وتسير من وسطها سلسلة جبال الطورس وكان سكانها شجعانًا إلى حد أنه لم يتمكن من إخضاعهم لا الفرس ولا الرومان. وقد بشّر بولس الرسول في إنطاكية وفي مقاطعة بيسيدية (أع 14: 24).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(1) الموقع:

كان اسم بيسيدية يطلق اساسا على الاقليم الجبلي الذي كان يمتد من سلسلة جبال طوروس التي تشرف على سهول بمفيلية الساحلية إلي الوديان التي كانت تربط اباميا وانطاكية بايقونية. وكانت تحدها ليكية من الغرب، وفريجية من الشمال، وايسورية من الشرق. ولم تكن هناك حدود طبيعية تفصل بين ايسورية وبيسيدية.

 

(2) تاريخها:

يذكر زينوفون ان البيسيديين كانوا مستقلين عن ملك فارس في اواخر القرن الخامس قبل الميلاد. وقد وجد الاسكندر مشقة في اخضاع مدن بيسيدية. وعلى مدى التاريخ القديم، كان يسكن جبال بيسيدية شعب محارب شديد المراس يميل إلي السلب والنهب. وقد اسند الرومان إلي امينتاس ملك غلاطية، مهمة اخضاع هذا الشعب. وعند موته في 25 ق.م. اصبحت بيسيدية مع سائر املاكه جزءا من ولاية غلاطية الرومانية. وقد اخذ أوغسطس على عاتقه العمل على استتباب الامن في جبال بيسيدية وايسورية في الشرق، فاقام خمس مستعمرات عسكرية في بيسيدية والجبال الشرقية: في كريمنا وكوماما واولباسا وباريس ولسترة. وكانت تربط بيهما جميعا طرق عسكرية. وكان مقر الحامية الرئيسية في انطاكية التي كانت تقع في فريجية غلاطية بالقرب من حدود بيسيدية الشمالية. وقد اكتشف في 1912 م نقش جاء فيه ان كيرينيوس المذكور في (انجيل لوقا 2: 2) وكان واليا على سورية في سنة ولادة المسيح كان حاكما فخريا لمستعمرة انطاكية، وقد بدات صلته بانطاكية من وقت حملته العسكرية على الهوموناديين الذين قاوموا امينتاس وقتلوه في نحو 8 ق.م. وقد اطلق على انطاكية هذه اسم " انطاكية بيسيدية " تمييزا لها عن غيرها من المدن المسماة بهذا الاسم.

وقد ظلت بيسيدية جزءا من ولاية غلاطية حتى 74م، حين ضم الجزء الاكبر منها إلي الولاية التي تكونت من ليكية وبمفيلية، واصبحت المدن البيسيدية في هذا الجزء تنتمى إلي بمفيلية، وظل الجزء الشمالي من بيسيدية تابعا لغلاطية حتى عصر دقلديانوس حين ضم الجزء الجنوبي من ولاية غلاطية (بما فيه مدينتنا انطاكية وايقونية) مع اجزاء من ليكاونية واسيا في ولاية واحدة باسم " بيسيدية " وعاصمتها انطاكية، وبذلك اصبحت إنطاكية لأول مرة مدينة بيسيدية ولو ان هناك مايدعو للاعتقاد بان كلمة " بيسيدية " كانت تتسع في مرماها العام لتشمل على الاقل جزءا من فريجية غلاطية، ولعل هذا يفسر لنا عبارة " انطاكية بيسيدية "، وهي عبارة لها مدلول سياسي واداري اكثر منه جغرافي. وظلت انطاكية مدينة فريجية. وقد اكتشفت مؤخرا نقوش تثبت ان اللغة الفريجية ظلت مستخدمة فيما حول انطاكية حتى القرن الثالث بعد الميلاد.

 

(3) الرسول بولس في بيسيدية:

اجتاز الرسول بولس في بيسيدية في طريقه من برجة إلي انطاكية (أع 13 : 14). وكذلك في رحلة العودة (أع 14: 24). ولايذكر سفر اعمال الرسل هاتين الرحلتين بالتفصيل. ويرى البعض ان الرسول بولس يشير بقوله: " باخطار سيول. باخطار لصوص" (2كو 11: 26) إلي ما عاناه في رحلاته في بيسيدية. ويؤيد سير وليم رمزى ذلك بان نقوشا بيسيدية كثيرة تشير إلي رجال الشرطة المسلحين والجنود الذين كانوا يحافظون على الامن في تلك الربوع. بينما تشير نقوش اخرى إلي الصراع ضد اللصوص والنجاة من الغرق في الانهار. ومدينة " اداد" التي تقع على الطريق الذي سار فيه بولس من برجه إلي انطاكية، يسميها الأتراك الآن "كارابولو" (أي مدينة بولس)، ولا شك ان ذلك نتيجة تقليد قديم يربط هذه المدينة والرسول بولس.

وقد ظلت بيسيدية غير متاثرة بالحضارة الهلينية، وكان احتلال الرومان لها في زمن الرسول بولس مجرد احتلال عسكري، ولذلك فمن غير المحتمل ان يكون الرسول بولس قد كرز بالانجيل في بيسيدية في تلك الاثناء، فلم تكتشف أي نقوش مسيحية في بيسيدية فيما عدا في الجزء الشمالي الغربي منها ترجع إلي ما قبل عصر قسطنطين واعتراف الدولة بالمسيحية، وهذا أمر على النقيض تماما مما اكتشف في فريجية.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/02_B/B_321.html

تقصير الرابط:
tak.la/7g6psa2