- متى يقول (أقوم الآن..) ويقدم توبة نقية قوية ويصلح هذا السلوك الخاطئ الذي يوقعه في عدة خطايا (اللسان – الفكر – الحواس).. لأن " غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 1: 20).
عليه أن يبحث عن جذور هذه الخطية في داخله ويعالجها.
* فقد يكون السبب الأساسي لهذا الغضب هو وجود كبرياء داخل الإنسان ولا يعرف الإنسان ذلك لأنه لا يفحص نفسه.
* هذا الكبرياء الذي يكمن داخل الإنسان لا يحتمل كلمة معارضة من الآخرين أو كلمة توجيه أو نقد يشعر الإنسان أنه أحسن من الكل وأفضل من الكل.
* وإذا دخل هذا الشعور للإنسان فكيف يجرؤ أي مخلوق على وجه الأرض أن يوجه له أي ملاحظة.. تدخل الذات داخل قلب ومشاعر الإنسان وتسيطر عليه وتجلس متربعة على عرشها (قلب الإنسان) وتنمو وتقوى إلى أن تصبح هذه المشاعر المركز الوحيد داخل الإنسان يدور حولها وهى التي تحركه في كل موقف.. وتحرك مشاعره وتصرفاته وردوده مع الآخرين.
* يصبح إنسانًا حاد السلوك مع الآخرين في كل المواقف.. رد فعله أمام أي موقف لازم يكون لصالحه وهو الذي يحكم فيها.. ويسيطر على الموقف ولا يهتم أو ينظر إلى الأخر.. لا يحترم مشاعر الآخرين.. لا يبالى بمن قد يجرحهم بردوده الحادة أو أسلوبه المستفز (لا يهتم بالطرف الأخر).. المهم أنا فقط.
* وربما يكون السبب هو حب هذا الشخص للمديح والكرامة فيريد كل من يتقابل معه يمدحه ويوقره ويقدم له كل إكرام.. يريد الكل تحته.. هو فقط فوق والكل أسفل.
* أو قد تكون رغبته في تنفيذ رأيه أيًا كانت أراء الآخرين صائبة أم خاطئة المهم رأيه هو يؤخذ به وينفذ دون مناقشة أو مراجعة أو تعديل.. ويسعى هذا الشخص إلى تنفيذ رغباته الشخصية دون التفكير فيها أو السماع لأي شخص أن يفكر فيها ويقول رأيي.. فهو دائما يعتبر رأى الآخرين ضد رأيه.. أو على الأقل أي رأى مخالف له فهو ضده ويأخذ الموقف العدواني من الأخر.. لماذا يعارض رأى.. لماذا يعدل على أفكاري وتصرفاتي.. أنا تصرفاتي وأفعالي وقراراتي هى الصحيحة الصائبة (من هذا أو ما هو مستواه الفكري أو الاجتماعي الذي يعدل علىّ أو يلغى رأيي..؟!!)
* وقد يكون السبب الرئيسي أو الأساسي داخل هذا الشخص الذي يسبب له الغضب المستمر هو كراهيته لإنسان ما أصبح لا يحتمل منه أي كلمة.. وصلت العلاقة بينهم إلى طريق مسدود.. نحن دائما نختلف في الرأي.
* يحدث هذا مثلًا بين الأزواج (في بعض الحالات الاستثنائية) قد يختلف الزوج مع الزوجة ويفقدان لغة الحوار بينهما.. لمجرد اختلاف في وجهات النظر في النقاط المهمة في الحياة الزوجية ويكون أحدهما من النوعيات التي تعتز برأيها ولا تسمح لأي شخص آخر أن يعدل عليه أو يلغى رأيه.
* ومن هنا يبدأ الخلاف المستمر.. كل طرف لا يحتمل رأى الطرف الآخر.. الشخص المعتز برأيه يريد أن الآخر يسمع له باستمرار وبدون مناقشة.. بل ينفذ كل ما يقوله له بالحرف الواحد دون تردد أو تراخى أو تعديل.. وإذا لم يحدث ذلك نجد رد الفعل عنيفًا جدًا ضد الطرف الآخر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. . على شريك حياته الذي وقف منذ أيام أو شهور أو سنوات (هو وهى) أمام مذبح رب الصباؤوت ليُعلن للكل اقتران هذا الإنسان بهذه الإنسانة ليصبحا " ليس بعد اثنان بل جسدًا واحدًا" (مت 16: 6) وبمرور الأيام والشهور والسنين نجد الاثنين الذين اقترنا في سر الزيجة ببعضهما البعض يفترقان عن بعضهما البعض بسبب ديكتاتوريه أحد الأطراف وتمسكه برأيه.. بل ترتب على ذلك حالة غضب مستمر من الطرف الآخر.. تؤدى إلى الكراهية.. ويصبح الشخص لا يحتمل كلمة واحدة ولا حرف واحد من الطرف الأخر.. فعندما يراه أو يسمعه تموج بنفسه ومشاعره حالة من الغضب والثورة العصبية الداخلية والخارجية ولا يستطيع أن يتحكم في أعصابه.. ويؤدى ذلك إلى التلفظ ببعض الألفاظ الغير لائقة في لحظة غضبه.. وهذا أمر متوقع أن يحدث بسهولة من الإنسان الغاضب.. فأثناء غضبه لا يستطيع أن يلجم لسانه ويتحكم في ألفاظه.. بل يتلفظ بما يمليه عليه فكره دون تفكير في ذلك أو أي مراعاة لمشاعر الطرف الأخر.. ويصل الإنسان إلى طريق مسدود ويقول لست اعرف ماذا افعل.. أنا أصبحت عصبيًا جدًا.. ولست أستطيع أن أحتمل كلمة من فلان.. أنا باغضب وباتنرفز بمجرد أن أرى وجه فلان أمامي.. حتى ولو لم ينطق بحرف واحد.
* في هذه الحالة ومثيلها يجب البحث عن الأسباب الداخلية التي تؤدى بالشخص إلى هذا السلوك الغير لائق.. لا يجب أن نتهم الطرف الأخر بالخطأ المستمر ونقول: هو أسلوبه استفزازي.. هو بيعمل بعض التصرفات التي لا أحتملها.. هو.. هو..
* طيب وماذا فيَّ أنا من الداخل..؟ هل فحصت نفسي لأكتشف عيوبي..؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/target/when.html
تقصير الرابط:
tak.la/6rn3h3m