* إذن فعلينا بإصلاح الأسباب التي تؤدى إلى ذلك وليس مجرد إصلاح الأعراض الخارجية.
- أكبر مثل على ذلك لو فرض أن مريضًا ارتفعت درجة حرارته وأصبحت تؤذى أعضاء جسمه أو تهدد حياته.. هل من المعقول أن نعالج ارتفاع درجة الحرارة هذه بوضع كمادات ثلج لكي تشعر أن درجة حرارة جسمه قد انخفضت أو نعطيه مثلا قرص أسبرين ونكتفي بذلك؟.. بأن تنخفض درجة حرارته الآن.. ثم بعد ذلك ماذا يحدث.. سوف ترتفع درجة الحرارة مرة أخرى بمجرد انتهاء تأثير أو فاعلية قطعة الثلج أو قرص الأسبرين.
- ولكن يجب البحث عن السبب الذي أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة هذه.. ما هو المسبب لذلك؟ ربما يكون حدث التهاب في اللوز أو تكون بؤرة صديدية في الفم أو أحد الأعضاء بسبب تلوث الجسم بأي ميكروب أو حدث حمى في جسم الإنسان..
هذه المسببات تحتاج إلى علاج الجسم كله من الداخل وليس إعطاء مسكن أو علاج خارجي مثل قطعة الثلج لخفض درجة الحرارة فإذا تعاملنا مع الميكروب الداخل بهذه الطريقة فسوف يعاود الهجوم على الجسم مرات أخرى أشرس من الأولى بل يؤدى إلى بعض الأمراض الأخرى التي يتسبب في ظهورها.
* هكذا يجب علينا إصلاح نفوسنا من الداخل وليس مجرد إصلاح من الخارج..إصلاح للشكليات والمظاهر.
* قد ينمو الإنسان في سلوكه الخارجي أمام الناس وليس كل الناس بل بعضهم.. ويتظاهر بمظهر اللطيف.. المحب.. الطويل البال.. ولكن على العكس تمامًا يكون مع الآخرين.
* هذا الإنسان إذ يخدع أحد بمظهره وأسلوبه اللطيف لا يخدع أحدًا بل يخدع نفسه.. لان المرض سوف يظل موجودًا بداخله.. بل ينمو وينتشر الميكروب إلى أن يسيطر على الجسم كله ويصل لمرحلة أن الطب يعجز عن العلاج ويقول الأمر خرج خارج أيدينا.. هذا ما يحدث مع الشخص المخادع الذي يظهر من الخارج بصورة ومن الداخل يكمن المرض.. تكمن الخطية.. يكمن السلوك الغير مطلوب ولا مرغوب.
* بل عندما نريد أن نصلح من سلوكنا أو بعض تصرفاتنا إنما نصلح القلب من الداخل.. لابد أن أفحص داخلي.. لا بُد أن أعمل الفحوصات اللازمة الكافية لاكتشاف المرض لا أتهاون في ذلك.. لان التهاون يولد بعض الأمراض الأخرى التي تظهر متعاقبة.
* عندما تريد الإصلاح يجب أن نصلح الأسباب الحقيقية التي تنبع منها الخطية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. .. وحينئذ يأتي العلاج بالنتيجة المرجوة تأتى التوبة بأثمارها التي كلا منا يشتهى أن يذوق حلاوتها ويتمتع بها.
* وعندما نكتشف أخطاءنا الداخلية ونسعى في إصلاحها حينئذ تستمر التوبة وتستمر كل الممارسات الروحية التي نبدأ فيها.. نبدأ ونستمر.. وليس العكس لأن طريقة العلاج سوف تكون طريقة سليمة تأتى بالنتيجة الفعالة المرجوة هذا ما قاله الرب لملاك كنيسة أفسس " أذكر من أين سقطت وتب" (رؤ2: 5).
* لابد من وضع يدنا على السبب الداخلى.. ليس على المظهر الخارجي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/target/inside.html
تقصير الرابط:
tak.la/d4vf3q6