St-Takla.org  >   books  >   fr-botros-elbaramosy  >   ebooks  >   sunday-school
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب دور مدارس الأحد في المجال الرعوي والروحي - الراهب القمص بطرس البراموسي

3- مشاركة مدارس الأحد للخدمة

 

لقد بدأت كنيستنا القبطية الأرثوذكسية عصرها الذهبي في وحدة قوية وترابط متين محتفظة بوحدانية الروح برباط السلام الكامل، ساعية نحو رجاء واحد دعيت إليه فضحت من أجله بكل شيء وجاهدت لتحقيق هدف واحد وهو نفس الهدف الذي جاء عريسها وفاديها يبذل ذاته من أجل تحقيقه للبشرية آلا وهو الخلاص الأبدي "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يو 3: 16) " وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ." (يوحنا 10: 10) فرسمت كل نظمها وطقوسها لتكون سبيلًا ممهدًا للوصول إلى هذه الغاية إلى أن صارت تقاليدًا موطده على مر الأيام بتسلمها الخلف من السلف كدستور أسمى وصلت به إلى أعلى درجات المجد والبهاء.

St-Takla.org Image: Sunday School at one of Coptic Orthodox Churches in Maghagha village, Egypt - Photograph by Jayson Casper صورة في موقع الأنبا تكلا: خدمة مدارس الأحد في كنيسة في أحد القرى في مغاغة، مصر، تصوير جيسون كاسبر

St-Takla.org Image: Sunday School at one of Coptic Orthodox Churches in Maghagha village, Egypt - Photograph by Jayson Casper

صورة في موقع الأنبا تكلا: خدمة مدارس الأحد في كنيسة في أحد القرى في مغاغة، مصر، تصوير جيسون كاسبر

وكانت كلما حادت عن طريق هذه التقاليد أو النظم فشلت ودب فيها الاضطراب فكان سر قوة كنيستنا القبطية في التفافها حول تقاليدها وقوانينها الواحدة، وشعور أعضائها وقادتها بأنهم جميعًا أعضاء في جسد واحد يعملون جميعًا لتحقيق غاية واحدة لذلك تمسكوا بطريق واحد وسياسة كنسية واحدة فكان الجميع بنفس واحدة.

وإذا تتبعنا أسباب الاضطراب الحالي في شئوننا والضعف البادئ في مرافقنا الكنسية والخدمية والرعوية، والنتيجة التي نلمسها في حياتنا الروحية والاجتماعية كأفراد وككنيسة، لوجدنا كل الأسباب منتسبة إلى مرجع واحد هو الخروج على التقاليد رمز وحدتنا الكنسية والإيمانية، فبعد أن كانت الكنيسة واحده في قيادتها لها رئيس أساقفة يعاونه أساقفة يعاونهم كهنة وهؤلاء لا يكفون على تأدية رسالتهم الكنسية من جميع نواحيها الروحية والاجتماعية فكانوا يستعينون بالشمامسة والكل يخضع لنظام واحد ويعمل لغرض واحد بفكر واحد. وبعد أن كان ذلك هو الشائع والمُتبع أصبح دور الشمامسة الأول غير ممارس الآن وهو المذكور في سفر أعمال الرسل (اع 6: 1 - 7) وحل محله نظام مفكك من جماعات انفردت في سلوك طريق خاص ورسمت لنفسها أسلوبًا متميزًا، ورغم أن هذه الجماعات والهيئات قد قامت في الفترة الماضية بأعمال جليلة إلا أن غرضها قد تحول بالتدريج من خدمة الكنيسة إلى خدمة نفسها كهيئات مستقلة، كالبعض القليل من بيوت ضيافة المسنين وبيوت المؤتمرات وتحولت من مجد الكنيسة إلى مجد كيانها الذاتي وفي وسط هذا الاضطراب عادت الرسالة الأولى إلى الظهور في هدوء وسلام تنمو نموًا تدريجيًا طبيعيًا إذ انبعث الوعي الروحي في بعض أبناء الكنيسة ليعملوا في أحضانها وفق قوانينها وتقاليدها وتحت رئاستها وقيادتها، فبحث أولئك البنون عن مصادر القوه التي أُهملت فيها فوجدوا أن مبدأ الضعف نشأ من إهمال تربية أطفال الكنيسة التربية الدينية الحقة وموالاة افتقادهم فوطدوا العزم على إعادة المجد القديم إلى أمهم المحبوبة ببناء الأساس الأول الذي قام عليه صرح تلك الكنيسة العريقة.

**هذه هي رسالة مدارس الأحد تترسم خطى الآباء لتهتدي إلى سبيل النجاح الذي سلكوه من خدمة رعوية وروحية للنشء تحت مظلة الكنيسة الأرثوذكسية الأم وإيمانها السليم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فبنت أهدافها على أسس كنسية لأن مدارس الأحد جزء من أجزاء الكنيسة... فمدارس الأحد تقوم بدور رائد في توعية الأطفال والشباب عن كل الأمور الروحية التي يحتاجون إليها.

* هذا الوعي يتجلى في مدارس الأحد القبطية في كافة أنحاء الكرازة المرقسية إذ تسعى جميعها للنهج على خطى الآباء والارتماء في أحضان الكنيسة، فهي لا تدعى لنفسها شخصية مستقلة عن الكنيسة أو كيانًا ذاتيًا منفصلًا بل هي في كل تصرفاتها تستلهم روح القانون والتقليد والوحدة المقدسة، فلجنتها العامة لجنة كنسيه بحته لأن رئيسها الأعلى هو غبطة البابا البطريرك ويعاونه الآباء المطارنة والأساقفة ومديرها هو مدير معهدها الإكليريكي (إذا وجد)، وأعضائها هم شمامسة الكنيسة من كل الكرازة ومعهم الخادمات الفضليات اللائي يخدمن البنات والشابات وهؤلاء هم من خصصوا جهودهم لتربية أطفال الكنيسة وبنيها في حياة التقوى والصلاح وحتى مناهجها الدراسية ترسمها على أساس كنسي سليم مسترشدة بجميع مدرسيها وأخذه بخبراتهم الحياتية والعملية مراعية فيها روح الوحدة المقدسة لعلمها أن في الوحدة يوجد سر القوه والبركة والنجاح.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/sunday-school/service.html

تقصير الرابط:
tak.la/fqn9jy8