* أحب شعبه وكان كثير التعليم والوعظ، كثير الرحمة على الفقراء والمحتاجين.
* وجه البابا عنايته لبناء كنيسة فخمة وبجوارها أنشأ دارًا لسكناه في الإسكندرية، كما إنصرف إلى تجديد الكنائس وتزيينها بالأيقونات والنقوش والزخارف. ثم قام البابا برحلة رعوية عمل خلالها على تثبيت قلوب المؤمنين على العقيدة الأرثوذكسية.
* عانى البابا من البطريرك الملكي بالإسكندرية يوليانوس، والذي كان طبيبًا ماهرًا مشهورًا يحترمه الملوك المسلمين لأجل مهنته. دُعي إلى دار الخلافة في بغداد وعالج بعض أقرباء الأسرة المالكة، وفي مقابل ذلك حصل على أمر بتسليمه جميع كنائس الإسكندرية، فثار الشعب الأرثوذكسي عن بكرة أبيه ومنعه، ولم يستطع نوالها. اِدّعى البطريرك الملكي أن البابا قد أقام كنيسة الملاك ميخائيل والتي دعاها كنيسة التوبة على أرض حكومية، ولكن البابا أكد ملكية الأرض وانها ليست ملك الحكومة، ومع ذلك اضطر البابا إلى دفع غرامة ضخمة.
* وحدثت في عهده مجاعة نتيجة نقص الحصاد، فكان البابا، بالإضافة إلى الصوم والصلاة في حرارة وإستعطاف، يفتح مخازن الكنيسة للمحتاجين من الشعب وتوزيع ما فيها على الجميع من مسلمين ومسيحيين، كما أخذ يحث الأغنياء من شعبه على المسارعة إلى مد يد العون لاخوتهم، وبهذا استطاع البابا أن يخفف من حدة المجاعة.
* حدث أن تولى ولاية مصر والٍ جديد حسب أن الدين الإسلامي يأمر بهدم الكنائس، فأمر بهدم عدد كبير منها رغم أنه أحسن معاملة الأقباط، وأدى توهمه هذا إلى قيام بعض المتعصبين بهدم عدد آخر من الكنائس. ولما علم البابا بأخبار التخريب ذهب ليقف بنفسه على ما جرى، وأقام القداس في كنيسة تهدم سقفها وكانت دموعه تنساب على خديه طيلة مدة الصلاة. وظهر له ملاك الرب عن يمين المذبح وعزاه وأعلمه أن صلواته أُستجيبت، وأن البابا الذي سيخلفه سيجدد كل الكنائس المتهدمة. فرح الأنبا يوأنس وامتلأ قلبه سلامًا واطمأن إلى حال الكنيسة.
* إهتم بشئون الكنائس وعمر ما خرب منها ورد أرباب البدع إلى الرأي القويم وأبرأ مرضي كثيرين وأخرج من بعضهم الشياطين وقال لبعضهم أن ما أصابكم حدث نتيجة تجاسركم علي التناول من الأسرار المقدسة بجهل، فاحفظوا نفوسكم منذ الآن من الكلام الرديء الذي يخرج من أفواهكم.
* وكان في أيامه أن هاجم جراد كثير، فأكل الزروع وكل شيء أخضر في الأرض، وحدثت مجاعة، ولكن البابا طلب من كل المسيحيين الأرثوذكسيين الخروج للصلاة وطلب الرحمة من الله وأمامهم الكهنة بالمجامر حتى يرفع الله عن الشعب تلك الضربة وهذه التجربة المريرة. ويسألوا الله أن يرفع هذا الغضب. وقبل الله صلاتهم وكان الجراد يطير ويسقط في البحر وخلص الله البلد من التجربة بصلاته.
* أوقع اضطهادًا على الرعية بسبب بلية أتت لهم أن وجد بعض الأشرار جثث قتلاهم على باب البيعة، فظنوا أن المسيحيين فعلوا بهم ذلك واضطهدوهم إلى أن لبس البابا الحداد والحزن والمسوح لكي يرفع الله هذه البلوى عن البلد.
* كان بين الأقباط عدد غير قليل قد وافق على قرارات مجمع خلقيدونية، فكان البابا يصلي من أجلهم ليل نهار بدموع حتى يرجعوا عن طريق ضلالهم، واستجاب الرد لصلواته ودموعه فحرك قلب رئيس هذه الجماعة ويدعى إبراهيم كما حرك قلب أبيه الروحي جُرجَه إلى التوبة الصادقة، فقبلهما البابا مع كل جماعتهما وناولهم من الأسرار الإلهية.
* توفي هارون الرشيد وإختصم ابناه المأمون والأمين على الخلافة أدت إلى حرب طاحنة بينهما وكان نصيب مصر من الشقاء نتيجة لهذه الحرب نصيب الأسد. كما عانت مصر أيضًا من وفود خمسة عشر ألف لاجئ من بلاد الأندلس إليها، كانوا قد قاموا بثورة فاشلة ضد الخليفة الأموي الذي قهرهم وأمر بنفيهم، فعاثوا في مصر فسادًا إذ كانوا يضرمون النار في بيوت العبادة ويتحرشون بالمصريين الآمنين. رأى البابا أن يواسي شعبه في محنته فكان يتجول بينهم يعزيهم ويشددهم غير أن الأندلسيين أخذوا يضيقون على البابا الخناق حتى اضطروه في آخر الأمر إلى ترك الإسكندرية، وأخذ يتنقل من بلد إلى بلد لمدة خمس سنوات لا يستقر في مكان حتى لا يقع في أيديهم، إلى أن استطاع الأمير عبد العزيز إعادة الاستقرار إلى البلاد.
* أغارت قبائل البربر على وادي النطرون وخربوا الأديرة وقتلوا الرهبان القاطنين فيها، ولم ينجُ من أيديهم سوى عدد قليل تشتتوا في أنحاء الصحاري الشاسعة. فعاود الحزن قلب الأنبا مرقس الثاني وبكى بكاءً مرًا على الأديرة وساكنيها وتضرع إلى الله أن يجعل هذه الكارثة خاتمة حياته، لأن ما حل في عهده من بلايا قد حطم قلبه وملأه ألمًا على ألم، فإستجاب الرب لتضرعاته وأرسل إليه ملاكًا يقول له: "لا تجزع أيها الخادم الصبور لأنك ستنتقل إلى الأخدار السمائية يوم عيد القيامة المجيدة.
← انظر أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: قسم تاريخ البطاركة.
* جدد الكنائس وعمر الأديرة
* توجه البابا في بداية الصوم المقدس لدير أبو مقار كعادة الآباء البطاركة، وعَمَّر البيع هناك وشيَّد مأوى الرهبان. فإغتاظ الشيطان لذلك النجاح وسلط عليه الوالي الذي أخذ يطالبه بالمال ويرغمه على الدفع، حتى أنه قدم أواني الكنيسة لعدم وجود المال. ولكن الوالي أرجعها ثانية بسبب حدوث معجزة أثناء تكسير هذه الأواني، إذ انسكب دم كثير مثل دم الخروف المذبوح، وشدد الوالي طلبه للمال، ولكنه مرض وخاف إذ خرج دم من كأس كان قد أخذه، وقد ارجع الأواني للبابا ثانية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/pastoral-work/popes-of-alexandria-48-50.html
تقصير الرابط:
tak.la/43tj8dz