4) ليتورجيات الكنيسة:
الليتورجيا ليست ساعات محددة يقضيها المؤمنون معًا الكهنة والشعب سواء اشتركوا معًا في القداس الإلهي أو رفع بخور باكر وعشية أو في مناسبات أخرى مثل المعمودية أي إنسان أو زواجه إنما هي فكر يعيشه كل عضو من أعضاء جماعة المؤمنين، يتذوقه ويختبره كل أيام حياته وليس فقط حينما يجتمع مع أخوته للعبادة الجماعية في أية صورة من صورها إنما يحمل هذا التمتع والتذوق في قلبه حتى في لحظات انفراده مع نفسه في مخدعه الخاص..
* بمعنى آخر أن (الليتورجيا) هي حياة تعيشها الكنيسة، من خلالها تتعرف على طبيعتها وتحقق غايتها وتنعم بكيانها وحياتها ونموها في السيد المسيح.
1. ليتورجيا سماوية: هي تكشف عن الحياة السماوية كحياة ليست بغريبة عنا ولا بعيدة فكل الليتورجيات القبطية تتسم بالفكر السماوي فترفع المشتركين فيها إلى شركة التسبيح مع كل طغمات السمائيين وبذلك تنير بصيرتهم لإدراك أسرار السماء الخفية فتتمتع بعذوبتها من أعماق قلبها.
2. ليتورجيا كتابية: هي في حقيقتها كشف عن كلمة الله وأيضًا تتمتع بالحياة الإنجيلية فلهذا حرصت كل الليتورجيات ليس فقط أن تضم قراءات كثيرة من الكتاب المقدس بعهديه (كما نرى في رفع بخور عشية وباكر والقداس والأجبية) خاصة من سفر المزامير ورسائل معلمنا بولس الرسول ورسائل الجامعة والأناجيل الأربعة.. ولكن أيضًا تقدم صلاتها وتسابيحها عبارات كتابية ونجدها تحمل فكرًا إنجيليًّا عميقًا حتى من الممكن أن نقول أن الليتوجيات تقدم لنا تفسيرًا مبسطًا لروح الإنجيل..
3. ليتورجيا عقائدية (إيمانية): ترتبط الليتورجيات القبطية بالعقائد الإيمانية الكنسية فبطقوسها ونصوصها تكون قادرة على تعليم حتى الأطفال إيمان الكنيسة ومفاهيمها وعقائدها الخاصة بالله وعلاقتنا به وعلاقتنا بالسمائيين وبالقديسين.
* فالليتورجيات هي مدرسة عملية للشعب تفتح أبوابها للبسطاء كالأطفال وللدارسين اللاهوتيين كالكبار والمعلمين..
* والليتورجيات القبطية تعلن العقيدة بعد أن عنها الجفاف العقلاني.
* كما تعطى الليتورجيات العقائد مفاهيم لاهوتية أصلية يعيشها المؤمن في لحظات عبادته أو صلواته.
أمثلة على ذلك:
1) لحن بشفاعات والدة الإله..
2) لحن آمين آمين آمين بموتك يا رب نبشر..
3) قطعة القداس [قدوس قدوس قدوس.. الذي جبلنا وخلقنا ووضعنا في فردوس النعيم..، وقام من بين الأموات..، ففيما نحن أيضًا نصنع ذكرى آلامه المقدسة وقيامته من بين الأموات وصعوده إلى السموات..].
4) صلاة الاعتراف الأخيرة.. [وأخذه من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله.. وجعلنا واحدًا مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.. أؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين..].
وغيرها الكثير من الصلوات..
4. ليتورجية حياتية: هي ليتورجيا تسمى حياة المؤمنين اليومية والأسرية أيضًا.. فهي الدنيامو المحرك لهم في حياتهم الواقعية.. فلا يوجد فصل بين العبادة الجماعية والحياة الواقعية.. بمعنى آخر أن لا يشعر المؤمن أن العبادة الليتورجية هي مجرد واجب يلتزمون به بجانب أعمالهم الخاصة وإنما هي جزء لا يتجزأ من حياتهم ككل، فتصل الكنيسة بعض الصلوات لشعورها باحتياج أولادها لهذه الصلوات..
1) أوشية الراقدين.
2) أوشية المرضى.
3) أوشية المسافرين.
4) أوشية أهوية السماء أو مياه النهر أو الزروع والعشب.
5) الذين ليس لهم أحد أن يذكرهم (القداس الكيرلسي).
6) أوشية خلاص العالم.
* فالكنيسة الأولى عاشت مع أولادها كما تعيش معهم حتى الآن في حياتهم اليومية تصلى من أجلهم..
ونلاحظ أن الكنيسة الأولى أمنت ووضعت طقوسًا قريبة لما بين يدينا الآن من:
1) صلوات الأجبية ساعاتها السبعة.
2) صلوات رفع بخور عشية وباكر.
3) صلوات السحر (التسبيح).
4) صلوات الافخارستيا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/nicea-church/ecclesia-liturgy.html
تقصير الرابط:
tak.la/qktz5qj