خامسًا: إيطاليا:
* عاش بتولًا في حياة نسكية رائعة من صلاة وصوم وسهر، ومن حبه في هذه الحياة، أنشأ فرقة للعذارى اللواتي وقفن حياتهن لمجد الله، وخدمة القريب. ومن أبرز ما في شخصه من الميزات الأخلاقية: كان الهدوء والسكينة والوداعة والثبات.
* أعمق ما كتبه عن الحياة النسكية هو رسالتان عن البتولية:
· الرسالة الأولى: فقد قدمها إلى كل الأخوة المباركين البتوليين، الذين كرّسوا حياتهم وحفظوا بتوليتهم لأجل ملكوت السموات، وإلى الأخوات القديسات العذارى وتكلم فيها على أن الفضيلة مهمة جدًا للحفاظ على البتولية، وفند ذلك في أثناء حديثه عن فضيلة إنكار الذات، ثم تكلم عن أعداء البتولية وحذر من العلاقات أو بالأحرى الدالة الخطرة بين البتول والجنس الآخر، وذكر بعض بيوت العذارى الذين أباحوا لنفوسهم أن يسكنوا معًا رجالًا ونساء بعضهم مع بعض معرضين نفوسهم للتجارب الشيطانية الشريرة. كما حذر من الكسل الذي يجلب كل فساد وشر، ووضع في هذا قواعد لخدمة البتول وكيف يجب أن يكون. كما تكلم عن قداسة البتولية والبتول الحقيقي من وجهة نظره الطوباوية.
· كما احتوت هذه الرسالة أيضًا على عبارات في منتهى الجمال والقوة لمدح البتولية والبتول. وبلا شك كانت لها الأثر الفعال في إذكاء الحياة النسكية بين المؤمنين، وخصوصًا من هذه الشخصية العملاقة التي كانت مرافقة للرسل الأطهار.
· فيقول عن البتوليين "أولئك الذين هم نور العالم يضيئون لأولئك الجالسين في الظلمة وينصح البتول ليمارس حياة نسكية صارمة فيقول: "إن من تعهد أمام الله بحفظ بتوليته لابد أن يتمنطق بقوة الله ويكون غيورًا ومتحمسًا ليكون عمله في السماء، ولذلك بصلب جسده بمخافة حقه، ومن أجل مخافة الله يمنع نفسه عن قول الكتاب أثمروا وأكثروا ويرذل كل اهتمام عالمي ولذة ومباهج العالم والمرح والسكر والرفاهية والراحة، وينسحب من حياة هذا العالم ومن كل شرك أو عائق وبذلك يكون فوق قمة العالم.
· كما أنه شجع على هذه الحياة بأكثر صراحة فيقول "إن الإنسان الذي يطمع لنفسه في أشياء رائعة وعظيمة، ينسحب وينفصل عن العالم كله، ويذهب ليعيش حياة مقدسة سمائية كالملائكة... إن الله سوف يعط البتوليين مكانًا مميزًا في بيته "، ثم يتساءل بترغيب قائلًا "هل ترغب أن تكون بتولًا؟... هل تعرف مدى الصعوبات في طريق البتولية الحقيقية؟... ويستمر في التشجيع فيقول: جاهد في المُضِيّ قدمًا إلى الأمام وبجرأة وبدون خوف، لكن بشجاعة، متكلًا على الوعد الإلهي بالفوز بإكليل النصرة من خلال يسوع المسيح، ومن يسلك بالكمال في الإيمان وبدون خوف ينال في كل عمل إكليل البتولية الذي هو عظيم في تعبه كما هو مكافأته".
· ويرتفع في مدح عظمة البتولية قائلًا "نزل السيد ابن الله من السماء وولد من بطن العذراء وأخذ جسدًا من عذراء، ومن ذلك نستطيع أن نفهم مدى عظم كرامة البتولية وأنت يا من تتمنى أن تكون مسيحيًا، تمثل بالسيد في كل شيء. ثم يضرب أمثال عن محبة القديسين الذين أحبوا البتولية مثل القديس يوحنا المعمدان والقديس تيموثاوس الرسول... إلخ. فيقول: هؤلاء كُتبت أسماؤهم في سفر الحياة، جميعهم أحبوا وحيوا في القداسة".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/nicea-church/asceticism-italy.html
تقصير الرابط:
tak.la/cb569yf