4) المعجزة الأولى لإشباع الجموع (مر30:6-43):
* يبدو لنا في قبوله الآتين إليه:
[ فالجميع إذ علموا تبعوه فقبلهم ] (لو11:9).
المسيح له المجد يرحب بكل من يقبل إليه قائلًا [ من يقبل إلىّ لا أخرجه خارجًا ] (يو37:6).
[ فلما خرج يسوع رأى جمعًا كثيرًا فتحنن عليهم إذ كانوا كخراف لا راعي لها ].
* تحنن السيد المسيح على الجمع وشفى مرضاهم وأطعمهم.
* التلاميذ أظهروا للجمع حنانًا شكليًا في صورة كلمات نطقوا بها، إذ قالوا لمعلمهم [اصرفهم لكي يمضوا إلى الضياع والقرى حوالينا ويبتاعوا لهم خبزا لان ليس عندهم ما يأكلون ] (مر36:6)... أما هو فلم يقبل أن يصرفهم جائعين فأطعمهم، وهذا هو الحنان العملي.
* وهكذا فعل دائمًا... تحنن على الأبرص فشفاه (مر41:1)... وعلى أرملة نايين فأقام لها ابنها من الموت.
* عطية التعليم. [ فابتدأ يعلمهم كثيرا...(مر34:6)... كلمهم عن ملكوت الله... (لو11:9) ].
علمهم أولًا قبل أن يشبع بطونهم،لأن الغذاء الروحي أهم من الغذاء الجسدي وأسبق [ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله] (مت4:4).
وفي تعليمه كلمهم عن ملكوت الله الذي هو أهم موضوع تعليمي لنا... ولذلك:
كان يطوف [ يكرز ببشارة الملكوت ] (مت23:4).
* عطية الشفاء. [ والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم ] (لو11:9).
لعقولهم وأرواحهم قدم التعليم... ولأجسادهم قدم الشفاء والشبع.
* عطية الشبع. [ فأكل الجميع وشبعوا ].
في المسيح الرب الشبع الحقيقي... فيقول له داود [ أمامك شبع سرور ] (مز11:16)... [ أشبع إذ استيقظت بشبهك ] (مز15:17).... والسيد المسيح يقول عن نفسه [ من يُقبل إلىّ فلا يجوع ] (يو35:6).
* عطية الوفر. [ ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوة ومن السمك ].
الجميل والعجيب أنه بعد أن أعطى شبعًا للألوف، أعطى وفرًا مقداره أكثر من مقدار الأصل، فقد فضل عنهم اثنتا عشرة قفة مع أن الأصل كان خمسة خبزات فقط.
[ فقال لفيلبس من أين نبتاع خبزا ليأكل هؤلاء. وإنما قال هذا ليمتحنه لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل. ] (يو5:6-6).... [ فقال لهم كم رغيفًا عندكم ] (مر38:6).
* كان يعلم مقدمًا إجابة فيلبس، ومع ذلك امتحنه لكي يكشف له ضعفه.
* وقد يمتحن الإنسان لكي يظهر فضائله الكثيرة... فقد سأل [من لمس ثيابي] في حادثة شفاء نازفة الدم، لكي يشجعها على التقدم إليه معترفة بنعمة الشفاء بلمسها إياه، فيعلن إيمانها أمام الجميع.
[فأجاب وقال لهم أعطوهم انتم ليأكلوا ].
هناك أنواع من العطايا يوصينا الرب بتقديمها إلى الآخرين... أعطوهم طعامًا ليأكلوا... أي سدوا احتياجاتهم المادية... [بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم ] (مت40:25).
[ إئتوني بها إلى هنا ] (مت18:14):
قبل أن يصنع المعجزة العظيمة طلب من تلاميذه أن يقدموا له الطعام القليل الذي لهم.
ذلك لأنه أراد أن يشركهم معه في المعجزة... تشريفًا لهم بالعمل معه وتشجيعًا لهم أن يعملوا ما يستطيعون عمله دون أن يحتجوا بضعف إمكانياتهم، فيقدموا الخبز والسمك القليل الذي معهم، ثم يعمل هو ما لا يستطيعون عمله فيحول القليل إلى الكثير... وهذه هي عادته دائمًا:
في معجزة إقامة لعازر دعا الجمع لرفع الحجر... وأقام هو الميت.
في معجزة شفاء الأعمى طلب منه أن يذهب ويغتسل في بركة سلوام... وصنع هو له العينين.
في عرس قانا الجليل طلب من الخدام أن يملأوا الأجران ماء... وحول هو الماء إلى خمر.
[ فأمرهم أن يجعلوا الجميع يتكئون ].
[فأمرهم أن يجعلوا الجميع يتكئون.... على العشب الأخضر].
مائدة في منتهى البساطة... لا مقاعد ولا أطباق ولا أدوات للآكل... وكأن السيد المسيح قد قصد أن يذكر العالم بالبساطة التي كانت لآدم في الفردوس قبل الخطية وسببت له السعادة.
[فأمرهم أن يجعلوا الجميع يتكئون رفاقًا رفاقًا... فاتكأوا صفوفا صفوفا مئة مئة وخمسين خمسين ].
أجلسهم في نظام جميل ولعل الهدف من ذلك:
أن يعلمنا اللياقة والترتيب والنظام في أعمالنا [ ليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب ] (1كو40:14)
أن يساعد التلاميذ على التوزيع في هدوء، إذ يختص كل تلميذ بعدد معين من الصفوف.
أن يحافظ على ما تبقى من كل صف من الكسر، فلا تدوسه الأقدام إذا كانوا واقفين متزاحمين.
[فأخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ].
أخذ من الولد 5 خبزات وسمكتين ليطعم بها الجموع.
فرغم أنه هو الله المعطى، إلا أنه في اتضاع ولكي يعطينا بركات متضاعفة، يأخذ منا.
[ أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين... (مر41:6)... قال لتلاميذه اجمعوا الكسر الفاضلة... (يو12:6) ]
أخذ الخمس خبزات والسمكتين وأشبع بها الألوف.... ثم أمر بجمع الكسر الفاضلة.
[ورفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الأرغفة ].
أخذ الطعام القليل في يده وباركه، فشبعت الجموع.
ولذلك يسمى إنجيل الخمس خبزات والسمكتين في القراءات الكنسية (إنجيل البركات) ويقرأ في الأحد الخامس من الشهر القبطي.
[ أخذ يسوع الأرغفة وشكر ] (يو11:6).
رغم أنه الله الغير محتاج أن يشكر، ولكي يعلمنا الشكر.
[الأرغفة الخمسة والسمكتين... فأكل الجميع وشبعوا... ثم رفعوا من الكسر...].
* الخمس خبزات والسمكتين كانت تكفى لإطعام عدد قليل جدًا لا يمكن أن يزيد عن خمسة أشخاص، فخلق السيد المسيح من العدم خبزًا وسمكًا يكفى لإشباع الألوف ويفيض عنهم أكثر من الأصل.
خلق في عرس قانا الجليل الخمر من العدم، إذ لم يكن يوجد سوى ماء فأوجد مادة أخرى تختلف عن الماء هي الخمر.
وخلق في البحر سمكًا كثيرًا من العدم، إذ أن بطرس قضى الليل ولم يأخذ شيئًا.
وخلق للمولود أعمى عينين من الطين الذي خلق منه آدم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/mark-dogma/feeding-the-multitude.html
تقصير الرابط:
tak.la/3k3vm5m