St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-fayek  >   question-1
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب عندي سؤال (الجزء الأول) - القس بيشوي فايق

7- بما أن نوح يعتبر الأب الثاني للبشرية، فأنه قد ارتكب خطية كبيرة وهي أعظم من أكل آدم وحواء الثمرة، فلماذا لم ترث البشرية هذه الخطية؟

 

السؤال السابع

بما أن نوح يعتبر الأب الثاني للبشرية، فأنه قد ارتكب خطية كبيرة وهي أعظم من أكل آدم وحواء الثمرة، فلماذا لم ترث البشرية هذه الخطية؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 الإجابة:

أولًا: ما ورثه الإنسان:

· الوراثة للخطية لا تعتمد على نوعها، بل اعتمدت على مورثها أب البشرية. لقد ورثنا الخطية الجدية، لأننا كنا في صُلب أبينا آدم، الذي تعدى على وصية الله. وهذا ليس له علاقة بنوع هذه الخطية، وبالتالي ورثنا الطبيعة الفاسدة، إن كل ما يأتي بعد ذلك من خطايا البشر هو تحصيل حاصل لأمر واقع، وما حدث للبشرية كان بسبب خطيئة أبينا آدم وليس أبينا نوح.

· الوراثة هي للطبيعة الفاسدة: لم تكن خطية الأكل من الشجرة خطية بسيطة بل هي خطيرة؛ لما نتج عنها من عواقب وخيمة أدت بالجنس البشري كله لعقوبة الموت، وما بعدها من خطايا البشر هو تحصيل حاصل لأمر واقع وهو الموت، ويمكننا تشبيه ذلك بفيروس خطير دسه إنسان شرير لا يهتم بخسارتك لجهاز الكمبيوتر الخاص بك، ومن وقتها أصبح ذلك الكمبيوتر لا يؤدي وظائفه التي صنع لها بل يعمل بطريقة خاطئة، وهكذا تحكم ذلك الشرير في جهازك، وأصبح يوظفه بحسب إرادته الشريرة، وأصبحت الضرورة ملحة لإصلاح دوائره الداخلية بتدخل ذلك الصانع الصالح لإصلاح ذلك الفساد.

· إن هذه الخطية الجدية هي بداية الشر والفساد؛ لأن بها فسدت طبيعة البشرية الخيرة التي جبلنا الله عليها، وبها أيضًا دخل الشر وعم الفساد جميع البشر كقول الكتاب: "الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ" (رو12:3).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Adam and Eve sent out into the world - from "Story of the Bible", authored by Rev. Hurlbut, 1904. صورة في موقع الأنبا تكلا: طرد حواء وآدم من الجنة - من كتاب "قصة الكتاب المقدس"، إصدار الكاهن هيرلبات، 1904.

St-Takla.org Image: Adam and Eve sent out into the world - from "Story of the Bible", authored by Rev. Hurlbut, 1904.

صورة في موقع الأنبا تكلا: طرد حواء وآدم من الجنة - من كتاب "قصة الكتاب المقدس"، إصدار الكاهن هيرلبات، 1904.

ثانيًا:

وصف لبشاعة تلك الخطية

لم تكن تلك الخطية عدم طاعة لله فقط كما يظن البعض ولكنها:

· هي عدم ثقة في الله ورفض للاتكال عليه وأيضًا رفض الخضوع له ولوصاياه المحيية، وبذلك رفض أبوانا رعايته ونعمته وخيره.

· هي اعتماد أبوينا على ذواتهم الضعيفة.

· هي الثقة في إبليس أكثر من الله، وبذلك ذاق أبوانا نتائج الانفصال عن الله مصدر الحياة الأوحد.

· هكذا ابتدأ فيروس الفساد يدب فيهما، وليفسد من بعدهما كل ما هو جيد في حياة البشرية كلها، كما يفسد الفيروس اللعين برامج جهاز الكمبيوتر الخاص بك.

 

نتائج هذه الخطية:

أما نتائج تلك الخطية فكانت خطيرة على البشر، ويمكننا أن نشبه ذلك بإنسان لم يكن قد اختبر تأثير المخدرات على مزاجه وانفعالاته، وبرغم تحذيرات والديه من خطورة الإدمان قبل من يد أصدقاء السوء أول جرعة مخدرات، ومن يومها انقلب حاله، فدخل في طريق الإدمان وسيطر عليه أصدقاؤه الأشرار، وأصبح محتاجًا ليس لتوبة وندم فقط بل بالأولى لعلاج يُخرج من جسده تأثير هذه السموم، وليعمل مخه وأعضاء جسده بصورة صحيحة.

 

فلنلخص إذًا تلك النتائج فيما يلي:

· انفصل أبوانا عن الله الذي هو الخير والحب والقداسة والصلاح؛ بسبب الخطية التي لا يطيقها الله القدوس، فلم يعودا يشتهيان ويفرحان

بحضور الرب في حياتهما... خسرا قوته ونعمته ودخلا في عداوة معه بمحبتهما للعالم بحسب قول الكتاب: "...أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ" (يع4:4).

· عرفا الشر أي الخطية التي عملت فيهما بالشهوة، وتسببت معرفتهما للخطية في ضعف إرادتهما، وأصبحت طبيعتهما تميل للخطية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى... فلم يقدرا أن يقاوما شهوتهما أو رغبتهما الجامحة التي تعمل بالشر في جسديهما، وازدادا في الشر الذي نتج عنه فسادًا لا حد له كقول الكتاب أيضًا: "فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي، وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ" (رو18:7).

· خضعا للشيطان طمعًا في أن يعطيهما ما في العالم من شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة، ومن ذلك الوقت بدأ الموت يعمل فيهما بالخطية وفسادها، وتلقفهما إبليس ليستخدمهما لحساب أجندته الشريرة؛ لأن الله لم يعد بعد موجودًا في حياتهما كما كان سابقًا، وهما قدما نفسيهما وأعضائهما آلات إثم للشيطان فصارا عبيدًا له كقول الكتاب: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي تُقَدِّمُونَ ذَوَاتِكُمْ لَهُ عَبِيدًا لِلطَّاعَةِ، أَنْتُمْ عَبِيدٌ لِلَّذِي تُطِيعُونَهُ: إِمَّا لِلْخَطِيَّةِ لِلْمَوْتِ أَوْ لِلطَّاعَةِ لِلْبِرِّ؟" (رو16:6).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الاستنتاج:

إذًا موضوع الوراثة ليس لخطيئة شخصية؛ بل للطبيعة الفاسدة التي امتدت إلى بني آدم جميعهم، والذين كانوا جميعهم مازالوا في صلب (جسد) أبينا آدم بالوراثة وكيف يورث الفاسد أي أبوينا الأولين لأبنائهما عدم فساد، بعد أن فسدت طبيعتهما؛ أنها قوانين الوراثة، وهكذا انتظرت البشرية المسكينة تدخُّل الصانع الرحوم والمخلص ليشفي فساد طبيعتها ويغفر خطاياها بتجسده وفدائه وخلاصه.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/question-1/07.html

تقصير الرابط:
tak.la/zjf5q78