اختار الله نسل إبراهيم خليله ليكون شعبًا مقدسًا وأمة مباركة يأتي منها السيد المسيح له المجد، ومع هذا نشأ هذا الشعب ونما في أرض الغربة في مصر والتي عانى فيها المذلة والاستعباد كثيرًا، كقول الله لإبراهيم أب الآباء: "... اعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ" (تك15: 13).
فقد أكرم فرعون مصر يوسف الصديق وعائلته إلى أن ملك فرعون جديد لا يعرف يوسف. هذا اضطهد الشعب وسخرهم في أعمال البناء، وقتل أطفالهم، لأن شعب بني إسرائيل كانوا قد نموا وكثروا، وصاروا أعظم من المصريين، ولكن الله بارك الشعب.. وكان لما رأى المصريون بركة الله لهم أنهم ازدادوا خوفًا منهم، كقول الكتاب: "وَلكِنْ بِحَسْبِمَا أَذَلُّوهُمْ هكَذَا نَمَوْا وَامْتَدُّوا. فَاخْتَشَوْا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (خر1: 12).
ولم تمنع الضيقات والمعاناة الله من مباركة إسرائيل ونموهم وازديادهم في العظمة، لأن بركة الله ونعمته لا يمكن أن يعطلها أحد، كقول الكتاب: "إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أُبَارِكَ. فَإِنَّهُ قَدْ بَارَكَ فَلاَ أَرُدُّهُ" (عد23: 20). وعملت نعمة الله في قلب القابلتين اللتين أوصاهما فرعون مصر بقتل أطفال إسرائيل عند الولادة، ولكنهما خافتا الله، ولم تنفذا أمر الملك، بعد هذا أرسل الله موسى النبي لكي يضرب أرض مصر بضربات عشر موجعة، ففزع عبيد فرعون، وطلبوا منه أن يُخرِج بني إسرائيل من مصر، قائلين: "... إِلَى مَتَى يَكُونُ هذَا لَنَا فَخًّا؟ أَطْلِقِ الرِّجَالَ لِيَعْبُدُوا الرَّبَّ إِلهَهُمْ. أَلَمْ تَعْلَمْ بَعْدُ أَنَّ مِصْرَ قَدْ خَرِبَتْ؟" (خر10: 7).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ثم أخرج الرب شعبه بمعجزة عظيمة بعد أن شَقَّ البحر الأحمر أمامهم، وعبرهم على أرض يابسة، وقد أعطى الله شعبه قبل خروجهم من مصر نعمة في عيون المصريين، فزوَّدوهم عن طيب خاطر بالكثير من الخيرات اللازمة للطريق، كقوله: "وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهذَا الشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ" (خر3: 21).
القارئ العزيز... إن قوة الله تعمل في وقت الضعف بطريقة أكثر فعالية، وفي وقت الشدة تَكثر عجائب الله. لقد تضرع معلمنا بولس الرسول لله وقت ضعفه ومرضه ليشفيه، لكن الله أجابه: "فَقَالَ لِي: تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ. فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ" (2كو12: 9). وهكذا تعلم الرسول أن يقبل الضعفات والشدائد مبتهجًا بسبب النعمة والقوة التي ترافقه وقت الضعف.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/my-power.html
تقصير الرابط:
tak.la/57phv7h