St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-fayek  >   beneficent
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب صانع الخيرات: 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

90- الحب اختيار

 

St-Takla.org Image: Jesus' love to us, our love to God, Coptic art by Tasony Sawsan صورة في موقع الأنبا تكلا: محبة يسوع لنا، محبتنا لله - من الفن القبطي رسم تاسوني سوسن

St-Takla.org Image: Jesus' love to us, our love to God, Coptic art by Tasony Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: محبة يسوع لنا، محبتنا لله - من الفن القبطي رسم تاسوني سوسن.

أعد الله للإنسان ملكوتًا يتميز بالحب، كقوله: "الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ" (كو1: 13). إن الصفة الأساسية التي تميز الملكوت هي الحب المقدم من الله والذي تمَمه الرب يسوع المسيح بفدائه وموته على عود الصليب، كقوله: "وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: مُسْتَحِق، أَنْتَ... لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ" (رؤ5: 9). لذلك تعتبر المحبة هي الشرط الأساسي للتمتع بملكوت الله، لأن الفرح والسعادة والسلام في الملكوت أساسهم الحب.

ولكن لا يوجد حب بدون بذل، ولا يوجد بذل بدون إرادة، ولا توجد إرادة بدون اختيار حر. إن سماح الله ببعض الضيقات في حياة الناس هو الفرصة المعدة من الله لممارسة الحب، وإظهاره لنؤهل للملكوت، وهذا ما سنشرحه فيما يلي:

لقد خلق الله الإنسان عاقلًا ليكون قادرًا على تقييم أموره، وهو أيضًا مريدًا أي أنه صاحب قرار، لأنه قادر أن يسعى نحو ما يختاره، وقادرًا أيضًا أن يرفض ويبتعد عن ما يكره. إن الإنسان العاقل عمومًا يمكنه أن يحب، ويمكنه أن يكره، وهو يفعل ما يشاء كما يستحسن، ولا يجبره الله على حب ما لا يحبه أو كره ما يحبه، وهذه نعمة إلهية للبشر جميعًا.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

لذلك، فدخول ملكوت السماوات لا بد أن يكون قاصر على الكائنات العاقلة الحرة (الإنسان أو الملائكة)، لأن الكائنات العاقلة يمكنها أن تفكر وتستحسن، وأن تحب، وهي تكمل محبتها لله بالاختيار والسعي نحوه، مهما كلفها الأمر من تضحية، كقول الكتاب عن بعض المؤمنين: "لأَنَّهُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ خَرَجُوا، وَهُمْ لاَ يَأْخُذُونَ شَيْئًا مِنَ الأُمَمِ" (3يو7).

القارئ العزيز... قدم الله لك الحب، ويمكنك أن ترى ذلك في الخليقة المحيطة بك، أو من خلال تدبيره لحياتك الخاصة، أو من خلال خلاصه وفدائه الثمين، كما يكشف لك الكتاب المقدس. فهل تستحسن حب الله الصالح الرحوم؟ إن كنت تريد أن تحبه فيجب عليك أن تختاره وتفضله على حبك للعالم الذي سيزول، كقول الكتاب: "... أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ" (يع4: 4).

فإن أتت عليك بعض الضيقات فيا ليتك تظل ثابتًا في اختيارك لله ومحبًا له، وهو لن ينسى حبك له، كقوله: "لأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ اسْمِهِ..." (عب6: 10).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/love-is-choice.html

تقصير الرابط:
tak.la/yydm5mw