يوليطة الأم (تذكار استشهادها: 15 أبيب)
وهذه يوليطة أخرى لكنها من مدينة أيقونية بآسيا الصغرى(1). ويوليطة هذه كانت متزوجة وأمًا لطفل في سن الثالثة اسمه قرياقوس. ونحن لا نعرف عن زوج يوليطة شيئًا وأن كان من المؤكد أنه كان مسيحيًا غنيًا مات بعد أن ولد له هذا الطفل. ولما اشتعلت نار الاضطهاد وتعرض الكثيرون من المسيحيين للتشريد والتعذيب والقتل هربت يوليطة من موطنها أيقونية. وكان ذلك في عام 305 أيام الملك دقلديانوس.
ولما اكتشف الوثنيون في مدينة طرسوس وجود إمرأة مسيحية غريبة بينهم وفدت إليهم من أيقونية سعوا بها إلى الوالي. وحاول الوالي أول الأمر استمالتها بلطف لكي تتعبد للأصنام لكنها رفضت. ولما ألح عليها أن تذعن لطلبه وتترك المسيح أجابته بالقول "إن طلبك هذا لا يرتضيه طفل ابن ثلاث سنوات"، فاستحضر الوالي ابنها الصغير وقال لها أمامه "إذا فلنسأل ابنك هذا". ولما سأل الطفل الصغير، نطق الله على لسانه بصوت عال وبأسلوب فصيح قائلا: "إن أصنامك صناعة خشب وحجارة وهي صنعة الأيدي. أما الإله الحقيقي الوحيد فهو سيدي يسوع المسيح". وتعجب الحاضرون من اعتراف الطفل ومجدوا الله الذي قال على لسان داود المرنم في المزمور "من أفواه الأطفال والرضع أسست حمدًا بسبب أضدادك لتسكيت عدو ومنتقم" (مز 8: 2). وقال القوم ساعتئذ "ما رأينا مثل هذا قط من قبل".
ولما انكشف أمر الوالي وافتضح كذبه وتبين للحاضرين صدق اعتراف الطفل الصغير وإيمانه، أخذه الوالي إليه وعذبه عذابات تفوق احتماله وسنه. كما أذاق أمه يوليطة أيضًا صنوفًا من العذاب. وكان الرب في كل مرة يقيم قرياقوس وأمه سالمين. وشهد جمهور كبير من الناس يوليطة وابنها في ساحة التعذيب والرب يقيمهما ويشفيهما في كل مرة. فجاهروا جميعًا هم أيضا بإيمانهم بالرب يسوع المسيح ونالوا إكليل الشهادة. وأخيرًا أمر الوالي بقطع رأس يوليطة الأم وقرياقوس صغيرها. وكان ذلك في اليوم الخامس عشر من شهر أبيب المبارك. بركة صلاة هذه الشهيدة يوليطة وابنها قرياقوس تكون معنا آمين.
_____
(1) بلاد تركيا الآن وتقع أيقونية على حدود فريجية وليكاونية. وقد تتبعت لكل من هاتين المقاطعتين على التوالي. كما قيل أنها صارت إحدى مدن غلاطية. وهي قريبة من لسترة ودربة. كما أنها تقع شمال غربي مدينة طرسوس. وإلى هذه المدينة أيقونية جاء بولس وبرنابا الرسولان. والثابت أن بولس زارها خلال رحلتيه التبشيريتين الأولى والثانية وأقام فيها قسوسًا (أع 14: 21-23، 16: 2) وربما زارها بولس أيضًا في رحلته الثالثة (أع 18: 23) ومكانها الآن المدينة التركية قونيا حيث استشهد أكيلا زميل بولس في الخدمة وزميله أيضًا في صناعة الخيام.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-abdel-massih-z/corner-pillars/julitta-cyricus.html
تقصير الرابط:
tak.la/2apfkmn