St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-abdel-massih-z  >   corner-pillars
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أعمدة الزوايا - القمص بيشوي عبد المسيح

13- القديسة أكساني الناسكة

 

القديسة أكساني الناسكة (تذكار نياحتها: 29 طوبة)

 

St-Takla.org Image: St. Xene صورة في موقع الأنبا تكلا: القديسة أكساني

St-Takla.org Image: St. Xene

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديسة أكساني

وهذه أيضًا فتاة من رومية وكانت وحيدة والديها. وقد كان والد أكساني مسيحيًّا غنيًّا من أشراف رومية. ونشأت الفتاة وترعرعت في هذا البيت المسيحي وكانت تنمو في الفضيلة والمعرفة الروحية. ويُحكَى أنها منذ نعومة أظافرها كانت تداوم على الصوم والصلاة. وكان قلبها الكبير مملوءًا بالمحبة والعطف على المساكين. فقد عُرِفَ عنها أنها وهي صغيرة السن كانت تحرص على زيارة المسجونين وخدمة الفقراء والمحتاجين.

وبلغ الأمر بالفتاة أكساني أنها اعتادت بين وقتٍ وآخر أن تقضي بعض الخلوات في أديرة العذارى بمدينة رومية. وعند زيارتها لتلك الأديرة كانت أمها تُزوّدها بحاجتها من المال أو الزاد. فكانت توزِّع ما معها على الفقراء وتكتفي بالطعام البسيط الذي للراهبات كما لو كانت واحدة منهن. وكانت أثناء وجودها وسط العذارى تُلازم الكتب الروحية وتختص منها ميامر وسير القديسين تقرأها بنهمٍ وشوقٍ. ولِفَرط إعجابها بسلوك الراهبات ونُسكهن الزائد فقد كانت في صلواتها تُكثر الطلبة إلى الله أن يعينها لكي تجاهد جهادهن. وكانت تشتهي أن تنذر بتوليتها للرب مثلهن.

وبينما أكساني تُعد نفسها لحياة البتولية والرهبنة، إذ بأحد وزراء مدينة رومية يتقدم إلى أبيها ليخطبها لابنه. ففرح الأب لهذا النسب الشريف واِهتمَّ أيّما اهتمام أن ﻴُﺠﻬﱢز ابنته بكل نفيس. واشترى لها أفخر الثياب وأثمن الحُلِيّ والمقتنيات. غير أنه وقد اقترب موعد عُرسها فقد استأذنت أمها أن تذهب لكي تودع صاحباتها العذارى لئلا تتعوَّق بعد الزواج وبسببه عن زيارتهن كما اعتادت من قبل. وكانت حيلة منها فقد أخذت حُليّها وثيابها واثنتيْن من جواريها وأبحرت معهما إلى قبرص مُدَّعية أنهما أختان لها. وهناك التقت بالقديس أبيفانيوس وأخبرته برغبتها فنصحها أن تذهب للإسكندرية وتقابل في ذلك البابا الأنبا ثاؤفيلس وهو الذي يُشير عليها بما ينبغي عمله. فواصلت أكساني سفرها حيث التقت بالبطريرك الأنبا ثاؤفيلس بابا الإسكندرية الذي لمَّا عَلِمَ برغبتها بارك عليها وقصَّ شعرها وألبسها ثوب الرهبنة. وفي الإسكندرية باعت الفتاة كل ما كانت تملكه من حُليّ أو قنية وبَنَتْ بثمنها كنيسة على اسم الشهيد اسطفانوس رئيس الشمامسة. وأسكنها البابا ثاؤفيلس في دير للعذارى الراهبات.

ومارست أكساني في ترهّبها نسكيات شاقة وجاهدت كثيرًا لِقَمع جسدها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وقيل عنها، وهي الشريفة الغنية، أنها كانت تنام على الأرض وكان طعامها يتكون من القليل من البقول المبتلة بالماء مع شيء من الخبز. أما الأكل المطبوخ فلم تذقه طوال فترة رهبنتها. واستمرت في جهادها النسكي الصارم مدة أكثر من عشرين سنة كانت خلالها نِعْمَ الراهبة الناسكة التقيّة.

وبعد أن أكملت سنوات جهادها الحسن تنيحت بسلام وهي في أبهى حالات الفضيلة والعفة والنسك. وقد أظهر الرب برَّها وتقواها يوم انتقالها بآيةٍ عجيبة. فقد ظهر في السماء نحو منتصف النهار صليب من نور فاق لمعانه ضوء الشمس وحوله دائرة من النجوم المضيئة كالأكاليل. وكأن الملائكة في يوم نياحتها أَبُوا ألاَّ أن يحيطوا بها ككوكبة فرحين متهللين بانطلاق روحها وانتقالها من عالم الأوجاع إلى ديار الراحة. واستمر ظهور هذا الصليب وسط دائرة النجوم حتى وارى جسدها التراب مع أجساد مَنْ سَبقنَها من الراهبات القديسات. وقد تحدَّث الناس بعد ذلك عن فضلها وشهادة السماء لها. أما الجاريتان فلمَّا بهرتهما هذه الرؤيا السماوية ذَهبَتا إلى الأب البطريرك وسَردَتا له قصة سيدتهن شريفة رومية أكساني التي رفضت أمجاد وغنى العالم وفضَّلَت أن تسلك سلوك العذارى الحكيمات في التبتل والنسك والفقر الاختياري. ولمَّا علم البطريرك بدقائق سيرتها مجَّد الله في قديسيه وكتب سيرتها لكي تكون بركة ونورًا للراغبين سلوك حياة الكمال. بركة صلاة هذه القديسة البارة تكون معنا آمين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-abdel-massih-z/corner-pillars/axany.html

تقصير الرابط:
tak.la/ww69yb9