St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-abdel-massih-z  >   corner-pillars
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أعمدة الزوايا - القمص بيشوي عبد المسيح

14- الشهيدة سعدي القرطاجنية | فيليسيتاس

 

St-Takla.org Image: St. Felicity icon by Nicholas Papas صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديسة الشهيدة فيليستي - رسم نيكولاس باباس

St-Takla.org Image: St. Felicity icon by Nicholas Papas

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديسة الشهيدة فيليستي - رسم نيكولاس باباس

الشهيدة سعدي التي من قرطاجنة (تذكار استشهادها: حوالي 205 م.)

 

بعد فترة هدوء عمَّت الكنيسة لمدة تقارب تسع سنوات في عهد الإمبراطور سبتيموس ساويرس تنبه الإمبراطور إلى أن المسيحيين في مملكته يسعون بنشاط إلى تبشير غيرهم وضمَّهم لصفوف الموعوظين تمهيدًا لتعميدهم. ولأجل هذا أصدر الإمبراطور مرسومًا باضطهاد المسيحيين. وكان من نتيجة ذلك أن عَمِلَتْ السيوف في رقاب الكثيرين والكثيرات من الموعوظين والمُعمَّدين حديثًا في مناطق شمالي إفريقيا ومصر. ويذكر لنا التقليد من بين هذه الأسماء باسيليوس الجندي وليونيدس أبا العلامة أوريجانوس وبوطامينا وأمها مارسيلا وبربتوا وفيليسيتاس.

و"فيليسيتاس" أو "سعدي"(1) واحدة من أولئك الشهداء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكانت عبدة من قرطاجنة لكنها انضمَّت لصفوف الموعوظين مع رفيقتها بربتوا العفيفة. وكانت سعدي أَمَة شابة في العشرين من عمرها. وقد زَوَّجها سيدها من أحد الرجال ولم تلبث أن حملت منه. وفي شهرها الثامن قبض عليها جنود الإمبراطور بتهمة انتمائها للمسيحيين وحماسها للعقيدة المسيحية. وقدموها إلى الوالي إيلاريون. فلمَّا استفسر منها عن دينها اعترفت جهارًا أمامه باعتناقها المسيحية. ورغم ما لمسته من شراسة الوالي، فإنها لم تَلِنْ بل أعلنت إيمانها بكل شجاعة وثبات.

وأودعوها مع باقي المسيحيين في سجن مظلم تمهيدًا لتقديمها إلى الموت. وتَحدَّد يوم الاستشهاد. لكنها علمت أنها لن تُقدَّم للموت مع الباقين لأن القانون الروماني كان يُحرﱢم قتل الحُبلَى قبل أن تلد. وحزنت سعدي لذلك لأنها كانت تشتهي أن تشارك المعترفين إكليلهم. ورفعت سعدي قلبها إلى الله وصلَّى معها رفقاؤها طالبين لأجلها أن ﻴُﻌﺠﱢل الرب يوم ولادتها لكي تنال معهم الإكليل.

وسمع الرب لها ولرفقائها. وبالفعل جاءها المخاض في نفس اليوم الذي رفعوا فيه الصلاة لأجلها. وبينما هي تتمخض وتصرخ من الألم قال لها أحد جنود السجن "(إذا كنتِ في مخاضك لا تتحملين الألم فكيف يمكنك إذًا أن تتحملي أنياب الوحوش ومخالبها؟" فأجابته سعدي قائلة "أنني الآن أتألم لكن غدًا سيتألم ﻋنِّي آخر هو سيدي يسوع المسيح. وستنتصر نعمة الله التي فيَّ على أشد ما أعددتم لي من عذابات" وولدت سعدي بنتًا في السجن فأخذتها إمرأة مسيحية لتربيتها.

ولمَّا كان يوم الاستشهاد ضربوا سعدي بالسياط. ثم أطلقوا عليها بقرة وحشية نطَّاحة فضربتها بعنف ورفعتها إلى فوق ثم طرحتها بشدة إلى أسفل. وغابت سعدي عن الوعي ولم تشعر بشيء مما حدث لها. لكنها لمَّا أفاقت سألت رفيقتها بربتوا (متى يلقوننا أمام الوحوش؟) لأنها لم تدرِ ما كان قد حدث لها. وبعد ذلك قطعوا رأسها بحد السيف مع العفيفة بربتوا رفيقة عمرها وزميلتها في الإيمان فنالت الاثنتان إكليل الشهادة في يوم واحد معًا. بركة شفاعتهما فلتكن معنا آمين.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) وهذا هو اسمها في الكتب العربية


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-abdel-massih-z/corner-pillars/saady.html

تقصير الرابط:
tak.la/wdvsp2z