St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-abdel-massih-z  >   corner-pillars
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أعمدة الزوايا - القمص بيشوي عبد المسيح

12- القديسة براكسية العذراء

 

St-Takla.org Image: Icon of Saint Euphrasia of Constantinople (3) صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديسة القديسة براكسية العذراء (3)

St-Takla.org Image: Icon of Saint Euphrasia of Constantinople (3)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديسة القديسة براكسية العذراء (3)

القديسة براكسية العذراء (تذكار نياحتها: 26 برمهات)

 

نبتت القديسة براكسية من أصل شريف. وكان أبواها غنيين مسيحيين من عظماء مدينة رومية وكانا من أسرة الملك أنوريوس. وقد تنيح والدها وهي بعد طفلة صغيرة جدًا دون التاسعة. ولأن استعدادها الروحي كان طيبًا فقد نما معها حب المسيح والكنيسة. وعند وفاة والدها، أوصى الملك بها.

كان لأم براكسية أملاك وحدائق فاكهة في مصر تركها لها زوجها الغني. واعتادوا من عام لعام أن يطلبوا من المستأجرين حقوقهم في الإيجار وغلاّت البساتين. وفي أحد الأيام بعد وفاة الأب سافرت الأم مع ابنتها الصغيرة براكسية إلى مصر لتحصيل أجرة الأملاك وغلاّت البساتين. ولعدم وجود بيت لهما بمصر فقد نَزَلَت الاثنتان في أحد أديرة العذارى ريثما ﺗُﺗﻣﱢم الأم أعمالها ومهمتها التي جاءت لأجلها.

وفي أثناء غياب الأم عن الدير للاهتمام بمصالحها وتحصيل استحقاقاتها، لازمت براكسية عذارى الدير. وكانت الطفلة الصغيرة معجبة أشد الإعجاب بسلوك الراهبات اللواتي كن على قدر كبير من النسك وقمع الجسد والزهد عن القِنْيَة والتَخَفُّف من كل ما من شأنه أن يُريح الجسد. وكانت أخوات الدير يَنَمْن على الأرض ولا يَذُقن الخمر ولا يأكلن الزيت ولا الأطعمة الدسمة. بل كان أكلهن بسيطًا وعيشتهن تميل إلى الخشونة والتقشف. ولجأت الطفلة لواحدة مِمَنْ كُنَّ يَقُمْن على أعمال الخدمة بالدير وأَنِسَت لها وعَرفت منها أحوال الراهبات وقوانينهن. فعاهدتها أن تُكرﱢس نفسها للسيد المسيح وأن تَحفظ نذرها وبتوليتها وأن تبقى في الدير لتترهَّب وتُشارك العذارى حياتهن.

وانتهت الأم من أعمالها وعادت إلى الدير وهمَّت لتغادره مع ابنتها عائدة إلى بيتها في مدينة رومية. غير أن الطفلة براكسية رفضت العودة مع أمها واعتذرت لها بأنها نذرت نفسها عروسًا للسيد المسيح. ولمَّا ناقشتها أمها في الأمر أجابت براكسية أنه لا حاجة لها إلى أملاك أو بساتين أو أموال وأنه يكفيها أن تقتني المسيح الذي هو بالنسبة لها كنز الكنوز واللؤلؤة الحَسنة الكثيرة الثمن. ولمَّا رأت الأم إصرار ابنتها وحيدتها في عدم العودة للعالم وزَّعت كل ممتلكاتها وأموالها على الفقراء والمحتاجين وأقامت في الدير مع ابنتها. وسلكت الأم مسلك الراهبات الناسكات وبقيت في الدير بضع سنوات تنيحت بعدها بسلام.

وسمع الملك أنوريوس بخبر براكسية ونذرها فأرسل في طلب عودتها إلى رومية. لكنها رفضت العودة إلى العالم وأجابته بأنها نذرت نفسها ولا يمكن أن ترجع عن نذرها. فأكبر الملك فيها تقواها وتركها وشأنها في الدير.

وتقدمت براكسية في طريق الفضيلة. وكانت صارمة مع نفسها قاسية في عبادتها وقَمْعَها لجسدها. وبدأت تصوم يوميْن يوميْن ثم ثلاثة ثلاثة ثم أسبوعًا أسبوعًا. وفي الصوم الكبير لم تكن تأكل طعامًا مطبوخًا. وقد اشتهرت براكسية بموهبة شفاء الأمراض. كما عُرِفَت أيضًا بشدة طاعتها لرئيسة الدير. ولذا فقد كانت محبوبة منها ومن باقي الأخوات الراهبات.

وقد حسدها الشيطان على تقواها وضربها بمرضٍ في رِجْلَها آلمها كثيرًا. ورغم طول فترة مرضها لكنها كانت تحتمله بشكر إلى أن تحنن الرب عليها وشفاها منه.

وفي إحدى الليالي رأت الأم رئيسة الدير في رؤيا أكاليل مُعدَّة من السماء. فسألت لِمَنْ هذه الأكاليل فقيل لها (إن هذه الأكاليل إنما قد أُعدَّت لاِبنتِك براكسيا التي ستتنيح بعد قليل وقت) ولم تشأ الأم أن تخبر براكسية بهذه الرؤيا وإنما حَكَتها لباقي الراهبات فقط. وأُصيبت براكسية بحمى بسيطة لكنها آذنت برحيلها وانتقالها من هذا العالم. فاجتمعت إليها الأم الرئيسة والأخوات الراهبات والخادمة التي كانت قد التقت بها أول عهدها بالدير وطلبن من براكسية أن تُصلي عنهن. ثم تنيحت بسلام وسط بكاء الراهبات تاركة بينهن ذكرى طيبة وسيرة عطرة.

وبعدها بوقت قليل تنيحت الخادمة، ثم مرضت بعدها الأم الرئيسة. ولمَّا عرفت بنياحتها طلبت من أخوات الدير أن يُدبّرن مَنْ تخلفها في رئاسة الدير. ثم تنيحت بسلام في صباح اليوم التالي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. بركة صلاة الجميع تكون معنا آمين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-abdel-massih-z/corner-pillars/praxia.html

تقصير الرابط:
tak.la/9y3k3pd