St-Takla.org  >   books  >   fr-athnasius-fahmy  >   tertelian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب العلامة ترتليان، من آباء أفريقيا - القمص أثناسيوس فهمي جورج

14- التوبة

 

St-Takla.org Image: Jan. 21. – (Luke 3: 1-17): Golden text. – Prepare ye the way of the Lord. – (Luke 3:4). - Truth. – All need to repent. - from Providence Lithograph Company Bible Illustrations صورة في موقع الأنبا تكلا: يناير 21. (لوقا 3: 1-17) - أعدوا طريق الرب. (لوقا 3: 4). - الكل محتاج للتوبة. - من صور الإنجيل من شركة بروفيدينس المطبوعة حجريًا

St-Takla.org Image: Jan. 21. – (Luke 3: 1-17): Golden text. – Prepare ye the way of the Lord. – (Luke 3:4). - Truth. – All need to repent. - from Providence Lithograph Company Bible Illustrations

صورة في موقع الأنبا تكلا: يناير 21. (لوقا 3: 1-17) - أعدوا طريق الرب. (لوقا 3: 4). - الكل محتاج للتوبة. - من صور الإنجيل من شركة بروفيدينس المطبوعة حجريًا

8) التوبة

للعلامة ترتليان أهمية خاصة في شرح قوانين التوبة المسيحية الأولى، واستمر تأثيره لعدة قرون من الزمن، وكان أول كاتب يقدم لنا صورة واضحة عن إجراءات وشكل التوبة، وهو يؤكد أن هناك غفرانًا ثانيًا للخطية بعد المعمودية والذي به يعود الخاطئ إلى حالة النعمة مرة أخرى.

وفي توبة الخاطئ تسنده الكنيسة بصلواتها، وكان ترتليان دائم التأكيد على أهمية هذا الملمح الجوهري في عملية التوبة، ويرى أن الخطوة الأخيرة في التوبة هي الحل الكنسي من الأب الأسقف الذي يملك أيضًا سلطان الحرمان، وبصفة عامة، أي إنسان خاطئ -حتى أردأ الخطاة- يمكن أن ينال المغفرة، ويفرق ترتليان بين الخطايا الجسدية والخطايا الروحية، أي بين الخطايا التي تقترف فعلًا وبين الخطايا التي يشتهيها الإنسان فقط، ويعلم ترتليان أن كلا النوعين يقع تحت دينونة الله، فقد قال رب المجد أنه ليس فقط الذي يزنى فعلًا هو فقط زاني بل والذي يشتهى أيضًا، لكن كل هذه التعديات يمكن أن تغفر.

والله نفسه الذي وضع العقوبة والدينونة، هو نفسه يهب الغفران عن طريق التوبة "توبوا وارجعوا عن كل معاصيكم ولا يكون لكم الإثم مهلكة" (حز 18: 30)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فالتوبة هي "الحياة".

ولا يستقصى العلامة ترتليان أي خاطئ من نوال نعمة التوبة الثانية "السموات والملائكة تكون هناك، تفرح بتوبة الإنسان، آه أيها الخاطئ فلتفرح وتتهلل".

وأيضًا يقدم أمثلة الدرهم المفقود والخروف الضال والابن الضال كتشبيهات توضح مدى فرح الله بالإنسان التائب، ويستشهد برؤيا يوحنا اللاهوتي والرسائل إلى الكنائس الخمس ويذكر خطايا كل منهم مؤكدًا أن الروح القدس بالرغم من ذلك يهب هذه الكنائس فرصة للتوبة.

ويؤكد ترتليان أن الاعتراف بالخطية يهونها، بقدر ما إن إخفائها يكبرها، لأن الاعتراف قرين الرضى، والخفاء هو قرين التمرد.

ولكن لا يكفى فقط الإتيان بالتوبة داخل الضمير، بل يلزم أيضًا التعبير عنها بالعمل، هذا العمل يعبر عنه عادة بالاصطلاح اليوناني Eξομολγησισ أي "الاعتراف"، وبه نعترف بخطايانا للرب، ليس لأنه لا يعرفها بل لأجل أن ننال الرضى بالاعتراف، وبالاعتراف تنشأ التوبة، وبالتوبة نسكن غضب الله.

فالاعتراف هو النظام الذي يلزم إنسان أن يسجد ويتضع إذ يفرض عليه حتى أسلوب لبسه وطعامه سلوكًا معينًا يجتذب إليه الرحمة.. لهذا حينما يضع الإنسان نفسه يرفعها الله، وحينما يتهمها، يبررها الله، وحينما يدينها، يحلها الله، و"بقدر ما ترفض أن تشفق على نفسك بقدر ما يشفق الله عليك".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/tertelian/repentance.html

تقصير الرابط:
tak.la/8hnxc4t