* 3) الأعمال الأخلاقية والنسكية
* Moral and Ascetical Works
يتضح انحراف ترتليان إلى المونتانية وإيمانه بمعتقداتها في أعماله الأخلاقية والروحية أكثر مِمَّا في باقي أعماله.
1) إلى
الشهداء
2) العروض والمسرحيات
3) عن ثياب النساء
4) عن الصلاة
5) عن الصبر
6) عن التوبة
7) إلى زوجته
8) حث على العفة
9) الزيجة الواحدة
10) عن خمار العذارى
11) الإكليل
12) عن الهروب في زمان الاضطهاد
13) عن عبادة الأوثان
14) عن الصوم
15) عن الاعتدال
16) عن العباءة
كان هذا العمل من أوائل أعمال ترتليان، وبالرغم من قِصَره (6 فصول فقط) وبساطة أسلوبه إلاَّ أنَّه نال إعجاب الأجيال المتتالية، وقد كتبه إلى عدد من المعترفين المحبوسين والذين كانوا على وشك التقديم للموت بسبب إيمانهم المسيحي، فيشجعهم ويحثهم على الثبات، ويُذكرهم الكاتب بالمعونة التي أخذوها من "أمنا الكنيسة"، ولم يتمنى فقط لهم أنْ ينزعوا عنهم الخوف من الاستشهاد، بل أيضًا أثار فيهم حماسة حية إذ علَّمهم أنَّ الاستشهاد أعظم الأعمال وأمجدها، فالموت من أجل المسيح ليس مجرد قبول غَير واعي للألم واحتماله بل هو اختبار لقوة النفس وجهاد بأعمق معنى للكلمة، ويختار ترتليان تشبيهاته المؤثرة من المصارعات التي تدور في المجتلد (حلبة المصارعة) ومن أوجه الحياة العسكرية.
وفى الفصل الثاني من الكتاب يحث ترتليان المجاهدين ألاَّ ينزعجوا أو يضطربوا عند انفصالهم عن العالم.
ويكرر الفصل الثالث صورة المصارعة والقتال التي دُعي إليها الشهداء، ويطلب منهم ترتليان أنْ يعتبروا السجن مكان تدريب لهم.
أمَّا الفصول من 4: 6 فتقدم أمثلة لأناس احتملوا آلامًا عظيمة بل وأيضًا ضحوا بحياتهم لأجل طموح أو غرور أو حتى مجرد ظروف اضطرارية، بينما الشهداء يتألمون من أجل الله.
هذا العمل هو إدانة ورفض شامل لكل الألعاب العامة في السيرك والإستاد والمسرح والمصارعات الرياضية، ويتكون من قسميْن: قسم تاريخي وقسم أخلاقي.
في القسم الأول: يشرح ترتليان أنَّه يجب ألاَّ يحضر أيّ إنسان مسيحي مثل هذه العروض، لأنَّ أصلها وتاريخها وأسماءها واحتفالاتها وأماكنها تُظهر جميعًا أنَّها ليست إلاَّ نوع من الوثنية وسائر المؤمنين قد جحدوها في نذر المعمودية.
وفى القسم الثاني: يوضح أنَّ هذه الأمور تثير الشهوة، فتفسد أيّ أخلاقيات، وهى بعيدة تمامًا عن إتباع المخلص، والفصل الأخير يرسم صورة واضحة لـ "المجيء القريب للرب" ويوم الدينونة الأخير.
هذا العمل موجه إلى الموعوظين كما يتضح من عبارته الافتتاحية، وقد كتبه ترتليان قبل تحوله إلى المونتانية، وقبل كتابيْه "عبادة الأوثان" و"عن ثياب النساء" لأنَّ كل منهما يشير إليه، وقد كُتب في الغالب نحو 202 م.
يُعالج ترتليان في هذا الكتاب نفس الفكرة التي تناولها في "إلى الشهداء" وفي "عن العروض والمسرحيات"، فيؤكد أنَّه لا يكفى أنْ نجحد الوثنية في المعمودية، بل يجب أنْ نحيا حياة مسيحية يومية، لذلك يحذر النساء في هذا الكتاب ألاَّ تتسلط عليهن الموضة الوثنية بل يكن متعقلات معتدلات في مظهرهن.
ويُذكر ترتليان المرأة المسيحية أنَّ الخطية الأولى دخلت العالم عن طريق حواء المرأة الأولى، لذلك الثوب الوحيد اللائق ببنات حواء هو رداء التوبة، أمَّا الزينة الخارجية والمساحيق فهي من أصل شيطاني، ويدين العلامة الأفريقي سائر أنواع التزين مثل الذهب والفضة والمجوهرات والأحجار الكريمة، فالندرة هي السبب الوحيد الذي يجعل لهذه الأشياء قيمة.
وفى القسم الثاني من هذا الكتاب يمدح ترتليان فضيلة العفة المسيحية التي لا تسمح للنساء أنْ يُغيروا صنعة الخالق أيّ الجسد باستعمال المساحيق وصباغة الشعر، ويُقنع المرأة المسيحية أنَّ مظهرها لابد أنْ يُميزها دومًا عن الوثنيات، ثم يتحدث في الفصل الأخير عن الظروف المعاصرة له في المجتمع ويحث النسوة أنْ يكن مستعدات لقبول آلام الاستشهاد.
كتب ترتليان هذا العمل نحو عام 198: 200 م. إلى الموعوظين، ويستهله بشرحه كيف أنَّ العهد الجديد قدم لنا شكلًا للصلاة لم يكن موجودًا في العهد القديم أيّ الصلاة بالروح والحق، والصلاة في الخفاء، وضرورة إيمان الصلاة وثقتها بالله، وكل هذه السمات تظهر في الصلاة الربانية "أبانا الذي في السموات.." التي هي ملخص الإنجيل كله، ثم يقدم ترتليان شرحًا للصلاة الربانية، هو أقدم تفسير لها في تاريخ الكنيسة كله، إذ لم يسبقه أيّ تفسير آخر بأيّ لغة أخرى، ويضيف العلاَّمة عددًا من النصائح الثمينة العملية، فيُعلم أنَّه لا يمكن لأحد أنْ يشكر الله دون أنْ تكون له مصالحة مع أخيه وأنْ يكون متحررًا من الغضب واضطرابات الذهن، وهذا يتطلب قبل كل شيء نقاوة القلب، وليس مجرد غسيل الأيدي.
ويستنكر ترتليان الجلوس أثناء العبادة، فهو فعل خال من الوقار أمام عينيّ الله الحي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وينصح بالعبادة بأيادي مرفوعة وصوت خفيض وحركات عفيفة متضعة، ويجب ألاَّ يحرم الإنسان نفسه من قبلة السلام لأنَّها ختم الصلاة، والاستثناء الوحيد هو يوم الجمعة الكبيرة.
ويخبرنا ترتليان أنَّه من المعتاد السجود في أيام الأصوام وفي صلوات باكر، ولكن يُمتنع عن السجود في أيام القيامة والخمسين المقدسة، أمَّا عن مكان الصلاة، فكل مكان مناسب لتمجيد الخالق، وليس هناك وقت معين، ولكن سيكون نافعًا جدًا لنا إذا استطعنا أنْ نجمع أنفسنا في السواعي الهامة: الثالثة والسادسة والتاسعة، ويجب ألاَّ نستقبل ضيفًا أو نودعه دون أنْ نرفع أفكارنا معه إلى الله.
وفى الفصليْن الأخيريْن من الكتاب يمدح الصلاة كذبيحة روحية ويُمجد قوتها وفعاليته
وإذا قارنا هذا العمل بكتاب العلاَّمة أوريجانوس السكندري عن الصلاة، سنلحظ عدم وجود المفاهيم الفلسفية (بعكس أوريجين) واتجاه ترتليان العملي في الكتابة، إذ كان مهتمًا بالتدريب الداخلى والخارجي في الصلاة، وكان يخاطب المسيحيين بصفة عامة وليس مجرد مجموعة معيَّنة، وترجع قيمة هذا العمل الثمين ليس فقط لعمق أفكاره، بل وأيضًا لكونه تعبير روحي عن المفهوم المسيحي الحقيقي للحياة.
يبدأ الكتاب باعتراف متضع من المؤلف أمام الله أنَّه كان تهور منه -إنْ لم يكن عدم حكمة- أنْ يتجرأ ويكتب عن الصبر، لأنَّه هو نفسه لم يستطع أنْ يقتنى هذه الفضيلة بعد وأنْ يحيا ما يكتب، لأنَّه إنسان بلا صلاح.. ولكن مناقشة الإنسان للأمور التي لم تُعطى له ستكون نوعًا من التعزية له.
يرى ترتليان أنَّ مثال الصبر ورمزه هو خالقنا الذي يشرق بهاء نوره على الأبرار والأشرار، وقد قدم لنا السيد المسيح أعظم مثال للصبر في تجسده وحياته وآلامه وموته، ووسيلة الإنسان لبلوغ هذا الكمال هي على وجه الخصوص الطاعة، أمَّا عدم الصبر فهو أُم جميع الخطايا والشيطان هو أبوها، وهذه الفضيلة، فضيلة الصبر تنبع من الإيمان وتتبعه لأنَّه هو أيضًا لا يمكن أنْ يوجَد بدونها.
ثم يمدح ترتليان بركات الصبر الذي يقود للتوبة ويخلق المحبة، ويقوى الجسد ويدربه على اقتناء العفة وعلى قبول الاستشهاد بثبات، ونجد الأمثلة البطولية لذلك في العهد القديم والجديد مثل إشعياء النبي واستفانوس أول الشهداء.
ولابد أنَّ ترتليان كتبه ما بين عام 200: 203 م.، ويعتبر مصدرًا هامًا لمعرفتنا بشخصية المؤلف، وقد استعان به القديس كبريانوس في عمله "عن الصبر الحسن".
يتمتع هذا الكتاب بأهمية فائقة في تاريخ قوانين التوبة في الكنيسة، خاصة وأنَّ المؤلف الأفريقي كتبه قبل انحرافه عن الإيمان المستقيم، وقد وضعه في الغالب نحو عام 203 م، ويتكون من قسميْن:
القسم الأول: التوبة التي يجب أنْ يقدمها الإنسان الموعوظ قبل أنْ ينال نعمة المعمودية.
القسم الثاني: يتحدث عن التوبة الثانية التي بعد المعمودية.
ورغم أنَّ ترتليان يُحذر قُراءه في هذا العمل من التهاون اعتمادًا على وجود توبة ثانية، إلاَّ أنَّه يُحذرهم بالمثل من السقوط في هاوية اليأس وقطع الرجاء.
ويشرح ترتليان أنَّ التوبة الثانية لابد أنْ تتبعها مصالحة كنسية، ولتحقيق هذه المصالحة، لابد للخاطئ أنْ يعترف اعترافًا علنيًا ويخضع لقوانين توبة، فيجب أنْ تقترن التوبة بالندم والحزن والاتضاع الحقيقي والخضوع والبكاء والنحيب كما أيضًا بالصلوات والميطانيات metanoia.
وفى الفصل الأخير يُصور ترتليان العقاب الأبدي الذي لهؤلاء الذين يتهاونون بخلاصهم دون أنْ يُقدموا توبة ثانية.
كتب ترتليان ما لا يقل عن ثلاثة كتب عن الزواج وتكرار الزيجة، الأول كتبه أيام أنْ كان مستقيم الإيمان، والثاني أيام أنْ كان نصف مونتاني، والثالث بعد أنْ قطع نفسه من الكنيسة المقدسة وسقط في البدعة المونتانية، والكتاب الأول "إلى زوجته" هو أفضل هذه الثلاث، وقد كتبه ما بين عاميّ 200: 206 م.، وهو يتكون من قسميْن، ويتضمن نصائح لزوجته كي تسلك بحسبها بعد نياحته، والتي يتركها في شكل وصية ميراث روحية لها.
ينصح ترتليان زوجته أنْ تظل أرملة وألاَّ تتزوج ثانية لأنَّ هناك أسباب عميقة هامة تؤيد ذلك، بينما لا يوجد أيّ سبب حسن للزيجة الثانية، فالجسد والعالم وشهوة النجاح يجب ألاَّ يدفعوا الإنسان المسيحي إلى الزواج ثانية لأنَّ خادم الله يرتقى فوق هذه الأمور كلها، والروح أقوى من الجسد لذلك يجب أنْ تخضع أمور الأرض لأمور السماء.
وإذا أراد الله لأرملة أنْ تفقد زوجها بنياحته، يجب ألاَّ تحاول هي بزواجها ثانية أنْ تستعيد ما أخذه الله، وهذا الاتحاد ما هو إلاَّ عائق في طريق القداسة (!!).
وبالطبع هذه المحاججات والبراهين ليست مقنعة تمامًا، لذلك يناقش المؤلف في القسم الثاني من الكتاب احتمال أنَّ زوجته لا تريد أنْ تحيا وحدها بعد نياحته، وفي هذه الحالة يلتمس منها أنْ تختار إنسانًا مسيحيًا، لأنَّ زواج المؤمنين من غير المؤمنين أمر خطر على الإيمان وعلى الأخلاق.
وهناك خطر كبير على الإنسانة المسيحية التي تتزوج من أحد الوثنيين، إذ قد تضطر إلى الاشتراك معه في طقوس العبادة الوثنية في أعياد الشياطين، وأعياد الحكام، والسبب وراء هذه الزيجات هو ضعف الإيمان واشتهاء غنى ومسرات هذا العالم، ويقارن ترتليان بين مثل هذه الزيجة، وبين زيجة اثنيْن مسيحييْن متفقيْن في العبادة والصلاة والروح.
وجَّه ترتليان هذا الكتاب إلى أحد أصدقائه الذي فقد زوجته حديثًا، وإذ ينصحه ترتليان ألاَّ يتزوج ثانية، يتناول مرة أخرى موضوع الزيجة الثانية الذي يرفضه ويعتبره مخالفة لإرادة الله، بل إنَّه يرى أنَّ الزواج الثاني ما هو إلاَّ نوع من الزنا (!!) وهنا يتضح ميله إلى المونتانية، فبينما في كتابه "إلى زوجته" يمدح بركات الزيجة الثانية المسيحية، يبدو أنَّه يندم هنا أنَّه سمح بها وينظر إليها كمجرد زنا، ويستشهد بكتابات مونتانية في هذا العمل الذي يبدو أنَّه كتبه ما بين عاميّ 204: 212 م.
هذا العمل هو الثالث في ترتيب الكتب التي وضعها ترتليان عن الزواج، وهو أكثرهم حسنًا في الأسلوب وانحرافًا في المضمون، ومن المقدمة يتضح لنا أنَّ ترتليان قد ترك الكنيسة الأرثوذكسية المستقيمة وانضم إلى المونتانيين منحرفي الإيمان، ويرى في هذا الكتاب أيضًا أنَّ الزواج الثاني ما هو إلاَّ نوع من الزنا (!!)، ويعود تاريخ وضع هذا الكتاب إلى نحو عام 217 م.
يُعالج هذا الكتاب موضوعًا كان ترتليان يرى فيه أهمية قصوى، ويتضح من المقدمة أنَّه قد كتب قبلًا باليونانية عن نفس هذا الموضوع.
بعد التحدث عن هذه العادة وتطورها التدريجي، يوضح ترتليان أنَّ التقاليد المعاصرة له التي تحث المرأة أنْ تخفى وجهها في مناسبات عديدة، تنطبق على المتزوجة وغير المتزوجة، دون أنْ يُستثنى أحد من هذه القاعدة، إذ أنَّ الكتاب المقدس والطبيعة والسلوكيات الحسنة جميعها تحث العذراء على تغطية رأسها، وإذا كانت تفعل ذلك خارج الكنيسة فَلِما لا تفعله داخلها؟
وقد كتب ترتليان هذا العمل نحو عام 207 م.
عندما مات الإمبراطور سبتيموس ساويرس Septimius Severus في 4 فبراير عام 211 م.، قرر أبناؤه صرف منحة نقدية لكل جندي في الجيش، وعند توزيع هذه المنحة في إحدى المعسكرات، تقدم الجنود ليستلموها وهم يرتدون أكاليل من الغار، فيما عدا جندي واحد فقط كانت رأسه عارية ويحمل إكليله في يديه، لذلك بدأ الجميع ينظرون إليه باستغراب وكثر الكلام عنه، وبلغ القائد الذي استجوبه في الحال وسأله عن السبب وراء عدم ارتدائه الإكليل مثل زملائه، فأجابه أنَّه لا يستطيع أنْ يرتدى الإكليل مثل باقي الجنود، ولما سأله عن سبب ذلك أجاب "أنا مسيحي" فانتقل الموضع إلى ضابط أعلى ثم إلى الحاكم وفي النهاية تزين هذا الجندي بإكليل الاستشهاد.
وبعد أنْ يسرد ترتليان هذه الواقعة يطرح السؤال "هل يجب ألاَّ يرتدى المسيحيون أكاليل؟" ويكتب مدافعًا عن هذا الجندي موضحًا أنَّ ارتداء الأكاليل لا يتفق مع الإيمان المسيحي، ويقول أنَّها عادة وثنية مرتبطة بعبادة الأوثان، ولم يحدث أنْ ذكر العهد القديم أو الجديد هذه العادة.
وتسود في هذا الكتاب الأفكار المونتانية التي سقط فيها ترتليان، ويرجع تاريخ الكتاب لعام 211 م.
يطرح ترتليان في هذا الكتاب سؤالًا هامًا: هل يُسمح للمسيحيين أنْ يهربوا في زمان الاضطهاد؟
وتأتى إجابته بالنفي، لأنَّ الهروب يخالف إرادة الله، لأنَّ الاضطهادات تأتى بسماح منه كي يتقوى إيمان المسيحيين، رغم أنَّنا لا نستطيع أنْ ننكر أنَّ للشيطان دورًا فيها.
وإنْ اعترض أحد واستشهد بقول المخلص في (مت 23:10) "وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى"، يجيبه ترتليان موضحًا أنَّ هذا القول يقتصر على الرسل وعلى زمانهم وظروفهم، لكن ليس في الوقت الحالي، وكذلك لا يُسمح لأحد أنْ يهرب من الضيقات والاضطهادات بدفع الأموال، لأنَّ السبب وراء ذلك هو الخوف من الاستشهاد، فافتداء إنسان من الاستشهاد بالمال، وهو نفسه الذي افتداه المسيح المخلص بدمه، هو عمل غير لائق بالله.
وقد أرسل ترتليانوس هذا الكتاب إلى صديقه فابيوس Fabius ويسود في هذا العمل أيضًا فكره المونتاني، لذلك لابد أنَّه كتبه نحو عام 212 م.
يتناول ترتليان في هذا الكتاب سؤالًا هامًا: هل يُسمح للمسيحي أنْ يخدم في الجيش؟
ولكنه يخرج من هذه النقطة إلى موضوع آخر، إذ يريد أنْ يحرر المؤمن من كل شيء يربطه بالوثنية، ولا يكتفي بإدانة صانعي وعابدي الصور الوثنية بل يدين أيضًا كل مهنة أو فن لها علاقة بالوثنية، لذلك يرى أنَّ علماء الفلك والتنجيم والرياضيين والمدرسين وأساتذة الأدب، بجانب السحرة ومدربي المصارعين وخلافهم هم جميعًا مرفوضون من الكنيسة.
في هذا الكتاب يهاجم ترتليان المونتاني الكنيسة المقدسة في موضوع الصوم.
مثل الكتاب السابق، يهاجم ترتليان الكنيسة في هذا العمل، ولكن في موضوع أكثر أهمية وهو سلطان المفاتيح، والذي يحسب المونتانية لا يخص الهيرارخية الكنيسة، بل الروحية أي الرسل والأنبياء (!!).
وهو أصغر أعمال ترتليان ويتكون من 6 فصول فقط، وقد كتبه مدافعًا عن نفسه عندما انتقد بسبب تغير سلوكه في الحياة اليومية، إذ ترك عنه ارتداء العباءة العادية وبدأ يرتدى التوجة toga (وهو ثوب روماني فضفاض).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/tertelian/moral.html
تقصير الرابط:
tak.la/mntah8r