3- الافخارستيا
أكد القديس ايريناؤس على الوجود الحقيقي لجسد ودم الرب في الافخارستيا، ويستدل على قيامة الجسد البشرى من حقيقة أن هذا الجسد قد تغذى بجسد ودم المسيح:
"عندما ينال الكأس الممزوج والخبز المصنوع كلمة الله Επιδέχεται Τον Λόγον Του Θεού تصير الافخارستيا جسد ودم المسيح، ومنها يتغذى ويحيا جسدنا وينمو، كيف إذا يؤكدون أن الجسد غير قابل على تقبل عطية الله التي هي الحياة الأبدية، وهو الذي تغذى من جسد ودم الرب والذي هو عضو فيه.......؟ هذا الجسد الذي تغذى بالكأس الذي هو دمه ونال نموا من الخبز الذي هو جسده". (1)
"والآن كيف يقولون أن الجسد يمضى إلى الفساد ولا يتشارك في الحياة، وهو الذي يتغذى بجسد الرب ودمه، أما أن يغيروا رأيهم أو يكفوا عن تقديم التقدمات التي ذكرتها، لكن رأينا هو في توافق وهارمونية مع الافخارستيا، والافخارستيا تؤكد رأينا، ونحن نقدم له مما له معلنين شركتنا ووحدتنا، معترفين بقيامة الجسد والروح، لأنه كما أن الخبز الذي من الأرض، بعد أن ينال استدعاء الله
Πιρασλαβόμενοσ Τήν'Επικλησιν Του Θεου
لا يعود بعد خبزًا عاديًا بل يصير إفخارستيا مكونة من عنصرين أرضى وسماوي، كذلك أيضًا أجسادنا، باشتراكها في الافخارستيا لا تعود للفساد Corrupible بعد أن نالت رجاء القيامة الأبدية". (2)
وكانت السمة الذبيحة للإفخارستيا واضحة لايريناؤس، لأنه يرى فيها الذبيحة الجديدة التي تنبأ عنها ملكى صاداق:
"بعد أن أوصى تلاميذه أن يقدموا لله أبكار خلائقه- ليس كما لو كان محتاج إليها، بل لكي لا يكونون هم أنفسهم بلا ثمر أو غير شاكرين- أخذ خبزًا، وهو جزء من الخليقة، وشكر قائلا "هذا هو جسدي" وأخذ الكأس وهي أيضا جزء من الخليقة التي نحن منها، وأعلن أنها دمه، وعلم القربان الجديد الذي للعهد الجديد، والكنيسة إذ استلمت هذا من الرسل، تقدمه لله في العالم كله، لذاك الذي يعطينا أبكار عطاياه في العهد الجديد من أجل حياتنا وغذائنا.
وملاخي من بين الاثني عشر نبيا، تنبأ قائلًا: "ليست لي مسرة بكم قال رب الجنود، ولا أقبل تقدمة من يدكم، لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها اسمي عظيم بين الأمم وفي كل مكان يقرب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة لأن اسمي عظيم بين الأمم قال رب الجنود" {ملاخي 1: 10-11} فبهذه الكلمات شرح بوضوح أن الشعب السابق (إسرائيل اليهودي) سيكف عن تقديم القرابين والتقدمات لله، لكن في كل مكان ستقدم ذبيحة له، ذبيحة طاهرة وسيتمجد اسمه بين الأمم". (3)
وقد شرح القديس ايريناؤس الفرق بين ذبائح العهد القديم وبين ذبائح كنيسة العهد الجديد فهو يقول:
"نوع الذبيحة بصفة عامة قد ألغى وبطل لأنه كانت هناك تقدمات في ذلك الحين، وهنا أيضا تقدمات الآن، كانت هناك ذبائح وسط الشعب، والآن هنا ذبائح أيضًا في الكنيسة، لكن نوع الذبيحة فقط هو الذي تغير، لان الذبيحة الآن ليست ذبيحة عبيد بل ذبيحة أحرار، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ...... كان اليهود يقدمون عشور خيراتهم وثمارهم له، لكن الذين نالوا الحرية تركوا كل ما لديهم وكل ما يملكون للرب، مقدمين بفرح وحرية ما هو أقل قيمة بالنسبة لهم، لأن لهم رجاء في الأمور الأعظم، مثل تلك الأرملة الفقيرة التي وضعت كل معيشتها في خزانة الرب {لوقا 21: 1-4}". (4)
كما وأكد القديس على الحياة الباطنية لمقدم الذبيحة والحذر من المظاهر (المظهرية) وأهمية انجماع الفكر والطهارة الداخلية:
"لأنه منذ البداية نظر الله بسرور ورضى لتقدمة هابيل، لأنه قدمها بانجماع في الفكر وببر، ولم يرض بتقدمة قايين، لأن قلبه كان منقسم بالحسد والحقد على أخيه، كما قال الله عندما وبخ أفكاره الخفية "إن أحسنت أفلا رفع، وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابطة واليك اشتياقها وأنت تسود عليها" {تك 4: 7} لان الله لم يقبل الذبيحة، لأنه إن حاول أحد أن يقدم ذبيحة بطهارة تقديما صحيحا قانونيا لمجرد المظهر الخارجي، بينما هو في داخله لا يتشارك مع جاره في هذه الأخوة، فهو يحفظ خطية في داخله، ولا يخدع الله بهذه الذبيحة التي هي صحيحة ظاهريا (وشكليا)، ومثل هذه التقدمة لن تفيده شيئًا إلا إذا ترك ما هو مخبأ داخله". (5)
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/st-erinaos/euncarist.html
تقصير الرابط:
tak.la/taafb85