من مخطوط اعترافات الآباء
قال اغريغوريوس صانع العجائب أسقف قيصرية كبادوكية في ميمره لأجل الثالوث:
الابن متصل بنا، أي أنه واحد من أثنين، لاهوت وناسوت معًا، صير الاثنين واحدًا، وليس فيه إضافة إلى اللاهوت (أي إلى لاهوت الثالوث)، بل هو ثالوث بحاله أيضًا، وأقانيم الثالوث أزلية منذ قبل الأزمان، ولكن لم يعرفها أحد من الناس، إلا بعد أن تجسد الابن وأظهرها، وقال يا أبتاه قد أظهرت اسمك للبشر، فاظهر لي أنا أيضًا لكي يعرفوا أنى ابنك، وهكذا صرخ الآب أيضًا على الجبل قائلًا "هذا هو ابني الحبيب "وكذلك أيضًا على الأردن، وأعطانا روحه القدوس ليعرفنا أن الثالوث أزلي وهو متساوي، وولادة الابن من الآب غير مدركة، ولا يمكن النطق بها لأنها روحانية، لأن الروحاني لا يقدر الجسد أن يدركه، ولا يمكنه البحث عنه، لأنه لا يشبه طبيعة البشر، ولا ولادته مثلما للبشر، لأنه عظيمًا لا يدرك، أما البشرية فقد عرفنا ولادتها ولكن الروحاني يعلو على طبيعة البشرية وغير مدروك من أفكار البشر، وغير هالك، وغير مضمحل، فأما الذي لنا فهو يهلك ويضمحل فكيف يكون المحصور من ستة أركان، التي هي الرشق والغرب والبحري والقبلي والسماء والأرض، يقدر أن يعرف الذي هو من فوق السماء ومن أسفل السماء، ومن تحت ومن أسفل، ومن تحت الآفاق، وخارج عن بحري وقبلي، وهو في كل مكان، ويملأ الكل والكل فيه، ولو قدرنا فلنبحث لنعرف الجسداني أعني كيف هي ولادة الفكر من القلب، ونعرف خلقة الخليقة، وولادة النطق من اللسان كيف مثاله، فإذا لم نعرف نحن هؤلاء (أي تفسير الأمور التي فينا نحن البشر) الذين هم فينا، فكيف نقدر نعرف سر الخالق الغير مخلوق الذي يعلو كل العقول، ولو كان يمكن لإنسان أن يعرف هذا السر، ما كان يوحنا الإنجيلي الناطق بالإلهيات يشهد بأن الله لم يراه أحد... نحن نعلم أن أنفسنا ساكنة فينا، وهي متحدة بأجسادنا، فمن الذي أبصر نفسه قط، أو ما هو اتصالها مع جسدنا، ومن الذي بحث عن ذاته؟
نحن نعلم فقط أن أنفسنا ساكنة فينا، هكذا نعقل ونؤمن أن الكلمة مولود من الآب بلا بحث، ولا نعرف كيف هو، وهو قبل كل الخليقة، أزلي من أزلي، مثل ينبوع من ينبوع، ونور من نور، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. .... كلمة الله هو أزلي معه، ولم يزل غير مفترق منه، لا تفنى ولادته منه، بل هو أزلي معه في كل حين بغير افتراق، بالكلمة خلق السماء والأرض، وبه كان كل شيء، هذا هو قوة الله، وذراع الله الغير مفترق من أبيه، وليس له ابتداء مع الآب، هذا هو الذي اتخذ منا من عجنتنا التي هي مريم العذراء، فهو مساوي للآب بلا جسد وغير مفترق عنه، وهو مساوي لنا بالجسد بلا افتراق، هكذا أيضًا هو مساوي للروح القدس بلا جسد وغير مفترق عنه، وهو بلا اضمحلال ولا طبيعتين.
هي طبيعة واحدة للثالوث القدوس، من قبل أن يتجسد الابن الكلمة، وهي أيضًا طبيعة واحدة بحالها للثالوث القدوس من بعد أن تجسد الابن، والذي يضيف زيادة على الثالوث القدوس لأجل تأنس الكلمة فهو غريب عنا وعن خدمة الكنيسة الجامعة، وهذا هو تمام الأمانة المقدسة الرسولية التي لله القدوس.
والمجد للثالوث القدوس إلى الأبد آمين.
وقال أيضًا القديس اغريغوريوس في كتاب آخر "الأمانة":
الله الحقيقي الغير متجسد، موجود وظهر بالجسد، وهو تام في اللاهوت الحقيقي الكامل، ليس هو ذو شخصين ولا طبيعتين ولا نقول أيضًا أننا نعبد رابوعًا، الله وابن الله وإنسان والروح القدس، فمن أجل هذا نحرم المنافقين الذين يقولون بإنسان في تمجيد اللاهوت، فأما نحن فنقول، إن كلمة الله صار إنسانًا من أجل خلاصنا، لننال صورة الإنسان السمائي.... كصورة الابن الحقيقي ابن الله، وهو بالجسد ابن البشر، ربنا يسوع المسيح ملكنا إلى الأبد وإلى أبد الآبدين آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/st-eghrighorios/aspects.html
تقصير الرابط:
tak.la/s5vwhyd