63- تشريح صفات الشخصية الخاملة

عندما نتأمل الخصائص التي تميز الطريقة التي يتواصل بها الخاملون، فإن الأمر يبدو بحاجة لمعجزة. وإليكم بعض الخصائص الأولية إنهم لجامدون، فهم غير مبالين، طاردون، غامضون، صامتون، بلا عواطف، غير مستجيبين، ورافضون.

إنهم مع ذلك يبدون مثل (القديسين) يمتازون بالبعد عن الخطأ والغضب وهم طائعون.. منضبطون يتأملون دون ضمير حي، ولكنهم يظهرون القليل من الاهتمام بالآخرين وبحياتهم، وإذا كانوا يبتغون شيئًا. فهم لا يريدون سوى الحقائق. فسواء في العمل أو في بيئة اجتماعية فإنهم لا يسألون أحدًا أبدًا عن عطلته الأسبوعية أو عما هو جديد في حياته. وإذا طرأ حادث سعيد، فإنهم لا يقولون عنه شيئًا.

يمكن للجامدون أن ينظروا إلى الآخرين كما لو كانوا ينظرون من خلال شباك. مثل السمكة ذات العين الزجاجية التي تنظر بتبلد فما تقوله لا يهم كثيرًا، فهم لا يهتمون بشيء. قد يصدرون أصواتًا أو يزيلون أية عوائق في حناجرهم كاستجابة لشيء تقوله. إذا شعرتم بأنهم لا يرونكم وأنتم معهم، فهذا لأن المتبلدين غير مبالين.

St-Takla.org Image: Painting by D'Agaggio - Ambivalence صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة للفنان داجاجيو: تكافوء الضدين

كونت إحدى الفتيات مجموعة مغلقة على عدد من الصديقات. وعند أي اجتماع يضمهن، كان مفهومًا أنه لا أحد آخر كان يتم الترحيب به في ناديهن الاجتماعي. قالت لي واحدة من صديقاتها السابقات: "عندما حاولت أن أجلس بجوار تلك الفتاة في حجرة المائدة، استطعت أن أفهم من النظرة العصبية على وجهها أنها غير مستريحة لانضمامي لجماعتها. شعرت كما لو كنت قد عدت طالبة في المدرسة الثانوية". فالمتبلدون (خاصة النوع الدائم منهم) غالبًا يحيطون أنفسهم بزمرة صغيرة لا يجرؤ أحد على اختراقها.

من أكثر الخصال المثيرة للإحباط لدى الخاملون أننا لا نكاد نعرف ما يفكرون فيه حقًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لدينا إحساس بأن العلاقة معهم سلبية لأنهم ينسحبون منها، ولكننا لا نعرف عن يقين. ولهذا السبب، فهم يشعروننا غالبًا كما لو كنا بحاجة لأن نمشى على قشر البيض.

كالسمك تحت الماء يمكن للخاملين أن يتحركوا في صمت دخولًا وخروجًا في كل يوم. إنهم غالبًا قليلو الكلام، خاصة المتبلدون الدائمون. ففي اجتماع لإحدى اللجان، على سبيل المثال، قد لا يتحدثون. إنهم يجلسون، مع طيّ أذرعهم دون حراك، ما لم يوجه إليهم سؤال مباشر.

على الرغم من أن الخاملين فجأة قد يعبرون عن طيف شامل من العواطف، إلا أن الخاملين الدائمين يكونون دائمًا تقريبًا متزنين متسمين بالاعتدال وضبط النفس. إنهم نادرًا ما يظهرون عواطفهم الحقيقية. إننا نشعر أن خططهم قد خدرت مشاعرهم.

بالنسبة لبعض الخاملون فإن مجرد الضغط عليهم ليقولوا الأشياء التي نكون في أشد الحاجة لمعرفتها أمرًا بالغ الصعوبة. والخاملون الذين يعطون المعلومة، قد يلتفون حول الموضوع أو يتجاهلون توسلاتنا بشأن أمور نحتاج لتعاون كامل منهم. إنهم قد لا يردون على المكالمات أو المذكرات.

تصف إحدى الصديقات التغير المفاجئ في العلاقة بصديقاتها فتقول: "يبدو كما لو كنت قد بترت من المجموعة. فالشلة ببساطة لا تريد أن تقيم علاقة معي. لقد حكمت علىّ بالرفض وألقتني خارجًا". المتبلدون يمكن أن يكونوا رافضين تمامًا. ولأسباب عديدة، يبدو أنه لا توجد مشكلة بالنسبة لهم في التخلي عن علاقاتهم.