1- مقدمة: أخوات ولكن..

تشرق الشمس فتطير العصافير حتى تستقر على نافذة "ماجد" في بيت الطلبة والتي تجاورها غرفة "سمير" التي أمامها غرفة "أشرف" التي بجانبها غرفة "نادر" فهؤلاء الأربعة هم كالأخوة، عاصروا مع بعض العديد من السنين الجميلة منذ الطفولة حتى الكبر فإن أعمارهم متقاربة. ولكن بعد انتهاء كل منهم مشوار دراسته اتخذ كل منهم طريقًا يختلف عن الآخر في عمله وحياته حسبما يتناسب مع قدراته وشخصيته.

* فلقد عمل "ماجد" مديرًا لشركة من شركات التصدير والاستيراد فكان يحب كل العاملين لديه وأيضًا يحبه كل من يتعامل معه.

ولكنه سريع الانفعال، وعندما ينفعل كان من الصعب عليه أن يهدأ، ولكنك دائمًا ما تجده متفائلًا واجتماعيًا يحب كل الناس.

* أما "سمير" فيعمل سكرتيرًا للعلاقات العامة في إحدى الشركات الكبرى. كان سمير إنسانًا عاطفيًا جدًا وإذا طلب منه عمل يقوم بإنجازه بدقة وهو أيضًا يتسم بشدة التفاؤل. ولكن لكل شخص عيوبه فقد كان سمير عنيفًا في بعض الأوقات وكثير النقد للأشياء.

ولكنه من الصعب أن يصاب بالاكتئاب، لأنه نشيط للغاية ويكون سعيدًا عندما يكون مشغولًا، ومشكلته أن يومه لا يكفى لمشروعاته.

* أما "أشرف" فأتخذ طريقًا مختلفًا تمامًا. فلقد كان "رسامًا" وكان يرى كل شيء جميل ويقدر قيمته، وكان دائم السعادة، ولكنه في بعض الأوقات تجده يجلس بمفرده بعيدًا عن من حوله.

وكان لأشرف كثير من الأصدقاء، ولكن من عيوبه إنه كان دائمًا يريد المثالية في كل شيء، ودائمًا يطلب من الآخرين ومن نفسه ما لا يستطيع هو أو الآخرون الوصول إليه، ولكنه يفتخر بشخصيته الدقيقة.

وكان أشرف لا يحب اللعب مع الأطفال ولا يحتملهم، ولكن أشرف بطيء الغضب متزن في انفعالاته، ولكنه في أوقات تجده ينفجر بدون مبرر.

* أما "نادر" فكان أشدهم ذكاءًا، فقد كان "طبيبًا" فإذا نظرت إلى وجهه تجد الابتسامة هادئة، وهو بإمكانك أن تعتمد عليه وكان يتحلى بخفة الظل، وأيضًا فإن غضبه قليل ولكنه أحيانًا كان يميل للكسل، وأحيانًا تجده عنيدًا جدًا في بعض المواضيع ومتردد في قراراته.

وعلى الرغم من اختلاف "ماجد - سمير - أشرف - نادر" في كثير من الطباع ولكنهم كانوا متألقين جدًا، وتنمو وسطهم محبة شديدة ويقضون أيامهم بسلام حتى تنتهي، ويذهبون إلى الغرف ليلقوا بأجسادهم على الفراش للاستراحة وينامون، وتمر الساعات حتى تشرق الشمس وتطير العصافير لتستقر صباحًا على النوافذ مبشرة ببداية يوم جديد.