1. فالانطباعات وليست الحقائق هي التي تحرك عقل الانفعاليون والنظرة العامة السطحية غير الدقيقة وليست الفاحصة التي تعتني بالتفاصيل هي طريقهم الوحيد في التفكير.
فإذا عرضت عليهم صورة بها بقعة من الحبر تقول الشخصية الانفعالية: "(بشعة) أو (شكل الخفاش) فإذا سألت (ما الذي جعلك تفكرين في أنها شكل الخفاش؟) تقول: (لا أعرف حاجة جعلتني أكره شكلها). فالانفعال وليس التفكير المنطقي هي طريقهم في تناول العالم حولهم بل أنهم لا يهون ولا يقدرون على النظرة الفاحصة المدققة التفصيلية أن معظم آرائهم هي تخمينات وتوقعات أو إلهام يحدث لهم بالإجابة أو إحساس عام بالحب أو الكره أو الخوف من شيء ما دون ركائز تعتمد على التفاصيل فالمهم الانطباع.
إنك إذا نظرت إلى وردة. فإنك لا تحلل وتقول هذه وردة لونها الأحمر مع البقع البيضاء تجعلها جذابة بالإضافة إلى الرائحة الجميلة والتفاصيل الأخرى إن الإنسان العاطفي يرى الوردة فيقول (الله) أو (روعة) دون تحليل وهو على حق في ذلك خاصة إذا كان الموضوع يتعلق برؤية جمالية شخصية لشيء أو منظر طبيعي ولكن الواقع يحتاج منا أحيانًا إلى الخوض في داخل الأمور.
2. أما التأثر بكلام الناس وآرائهم فهي صفة لأخرى لهذه الشخصية فما يعجب الناس من الموضات والتقاليع والاتجاهات.. إلخ. يجعلهم يسايرونه ويتأثرون به.
3. أما الصفة الثالثة فهي السطحية وعدم التعمق في المعرفة ونقص المعلومات، ولماذا يجمعونهم وهم لا يعتمدون عليها في بناء القرارات أو في خطوات الحياة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. أنهم يبنون قراراتهم على تراكم الخبرات بنفس الشيء مما يجعل هذه الشخصية غائبة في مجال الدراسات العلية والأكاديمية. أنهم يقرأون عناوين الأخبار في الصحف فقط ثم ينتقلون فورًا لصفحة الحوادث والكلمات المتقاطعة للتسلية.
4. والصفة الرابعة في مجال.. العقلي للشخصية الانفعالية هي عدم التركيز حتى على النقاط الأساسية التي تبدو واضحة للكل. وقد تجعل هذه الصفة العملية أصحاب الشخصية الانفعالية يبدون بسطاء أو ساذجون فهم لا يركزون على الشيء المهم بل على الشكل الخارجي أو ما يثرهم ويحركهم أو ما يذكرهم بشيء يحبونه أو يكرهونه أنهم قد يتضايقون أو يتقززون أو يشعرون (بالقرف) من شيء عادى أو قد يقعون في حبه وينجذبون إليه من أول نظرة.
على أننا لا بُد ألا نشك في (إخلاص) الانفعاليون حين يشرحون أوهامهم وأحاسيسهم المبالغ فيها فهم مقتنعون تمامًا بما يشعرون به في هذه اللحظة ولذا فإن الناس يصدقونهم وينبهرون بهم إلى حين.
إن في حب الانفعاليون للآخرين ثم في تقلبهم وإنهاءهم للعلاقة فجأة وتدميرهم لكل ما هو اجتماعي تعبير عن قلقهم العميق وعدم شعورهم بالأمان والثقة وكأن لسان حالهم يقول: "شفت، حتى أقرب الناس لا يهتمون بي). أن أعينهم وأيديهم تطلب حب الناس بتضرع أما قلبهم فيظل متأكدًا من أن الكل سوف يتركونهم (ربما كما أهملتهم الأم أو غيرها من الكبار).
إن رغبتهم العارمة في الحياة النشطة المكثفة الجذابة والملفتة تنتهي برغبة عكسية في الفناء وتدمير النفس والعلاقات فاضطراب هذه الشخصية يكون في داخلها وليس فقط في مظهرها الخارجي المبالغ فيه وكما تخشى هذه الشخصية الانفصال عن الناس وتكره الوحدة فهي تخشى بنفس القوة الاتصال والالتزام بالعلاقات السوية!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonious-kamal-halim/difficult-characters/emotional-thinking.html
تقصير الرابط:
tak.la/w37s4rv