كان الفصح احتفال عائلي، الأب مع أبنائه، لكن المسيح احتفل مع تلاميذه. فهو جعلهم من عائلته بل جسده من لحمه ومن عظامه. وكان المسيح يتصرف كأنه هو المضيف والقائد للـ12 تلميذًا فهو صار رأس الجسد.
في فصح اليهود كان الكلام حول خروج أبرام من أور وعهد الله معه، ثم خروج الشعب من مصر ودخول أرض الميعاد. أما في العشاء الأخير تكلم المسيح عن العهد الجديد (إر31: 31) الذي سيحدث في زمن الخلاص (1كو11: 25 + إر31: 31 - 33).
فصح اليهود كان حول خروف مذبوح (لحمه ودمه المسكوب). ونلاحظ تشديد المشناة على أهمية أن يأتي مقدم خروف الفصح إلى الهيكل، فتقول يجب أن يؤتى بجسد خروف الفصح إلى الهيكل أمام الرب، ونلاحظ ذكر المشناة عبارة جسد الخروف، ويأتي المسيح ليلة العشاء الرباني ولا يتكلم ويشرح قصة جسد الخروف بل يشرح ما يقدمه لتلاميذه ولكنيسته كلها من بعد ذلك، ويقول "خذوا كلوا هذا هو جسدى". وكان الدم يسكب في الهيكل ثم يأتي اليهودي بالخروف إلى منزله. والمسيح حول الكلام إلى جسده ودمه. (كان اليهودي يأتي بالخروف إلى الهيكل ويذبحه، ولكن الكهنة هم الذين يجمعون الدم ويسكبونه عند المذبح، وخلال هذا كان اللاويين يرنمون).
المسيح أشار لدمه المسفوك لغفران الخطايا بدلا من سفك دم الخروف حول المذبح.
وبهذا قدم المسيح نفسه وكأنه يقول "أنا خروف الفصح الجديد... أنا الذبيحة الجديدة" إذًا المسيح حفظ الفصح القديم ولكنه غيره قاصدا إلى فصح جديد وفداء جديد وخلاص جديد، محققا بهذا ما توقعه اليهود أن الفداء الجديد يحدث من موسى الجديد ليلة الفصح القديم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وطلب المسيح من تلاميذه تكرار هذا الفصح الجديد للأبد. وبهذا كان المسيح يستعيد الكهنوت لكل الأسباط كما كان في القديم، فلم يعد الكهنوت من نسل شخص معين أو سبط معين. ففي أيام الخيمة وبعدها الهيكل كان لا يمكن أن يسكب الدم سوى الكهنة. والفصح اليهودي توقف سنة 70 م.، لكن الفصح المسيحي مستمر للأبد.
ولاحظ أن ذبيحة الفصح كانت لا تنتهي بذبح الخروف وإنما بأكله.
لذلك طلب المسيح أن يأكلوا جسده. وقال أن دمه سيسفك وأعطاه لهم ليشربونه لتكون لهم حياته حياة أبدية لهم، لِمَن يأكل من جسده ويشرب من دمه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jewish-eucharist/new-vs-old.html
تقصير الرابط:
tak.la/4nr7gn4