وفي أيام المسيح كان اليهود يتوقعون هذا الخروج الجديد. حتى أن بعض المغامرين استغلوا هذا وقاموا بثورات ضد الحكم الروماني. وكان من هؤلاء ثوداس ورجل آخر مصري، وهؤلاء ادعوا النبوة وأنهم سيعملون كموسى ويشوع ويشقوا الأردن، ويهدموا أسوار أريحا (وهؤلاء أشار لهم غمالائيل أع5: 33 - 39). والولاة الرومان قتلوا ثوداس وقتلوا 400 من تابعي المصري أما هو فهرب. أما المسيح فقد عمل معجزات فعلًا. ولذلك كان الكثير من أعمال المسيح وأقواله تشير لهذا الخروج الجديد وأنه موسى الجديد:-
صام المسيح في بداية خدمته 40 يومًا في الصحراء كما عمل موسى.
أول معجزات المسيح تحويل الماء إلى خمر، وآخر أعماله تحويل الخمر إلى دمه. وأول معجزات موسى تحويل الماء إلى دم.
في العشاء الأخير يردد ما قاله إرمياء "دمى الذي للعهد الجديد.. يسفك عنكم".
حينما سأله تلاميذ المعمدان إن كان هو المسيح (مت11: 4، 5 + لو4: 18، 19) أشار للمعجزات في (إش35: 5 - 10) ومعنى هذا أن معجزاتي التي رأيتموها والتي أعملها تشير للخروج الجديد الذي تكلم عنه إشعياء. وأنني أنا المبشر بالخلاص.
أتى المسيح للتلاميذ سائرًا على الماء الذي جمده كما عمل موسى (مت14 وراجع خروج 14 ومقدمات الأناجيل في العلاقة بين أعمال المسيح والفكر اليهودي). ولاحظ أن المسيح صنع معجزات كثيرة وآخرها إقامة لعازر قبل دخوله إلى أورشليم. ودخل أورشليم راكبا على حمار كما علمهم الربيين أن المسيا سيعمل هذا مثل موسى. وذلك كما كانوا يتوقعون أن يعمل المسيح، وكان كل هذا سر الاستقبال الرائع للمسيح يوم أحد الشعانين.
في حادثة التجلي تكلم موسى وإيليا مع المسيح عن "خروجه المنتظر من أورشليم" (لو9: 28 - 31). وكلمة خروج هنا تشير لمعنى *مغادرة كما خرج اليهود من مصر. ولكن الكلمة تشير أيضًا *للموت أي لمغادرة العالم. ولكن في أيام المسيح كانت تشير لتطلعات اليهود *للخروج الجديد. وبهذا نفهم أن *موت المسيح بالجسد بعد أن *أخرجوه من أورشليم حاملًا صليبه ليصلبوه خارج أورشليم، كان هذا بدءًا *للخروج الجديد عن طريق المسيح موسى الجديد. ويكون *الخروج بالمنظور المسيحي هو التحرر من عبودية الشيطان لنعبد الله، وتكون لنا علاقة بالله ونصير ابنه البكر الجديد، نصير في المسيح أبكارًا.
وبهذا كان المسيح يربط أقواله وأعماله بأقوال الأنبياء ومفاهيم وتقاليد الربيين اليهود عن المسيا المنتظر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكأنه يقول لتابعيه... أنه هو موسى الجديد جاء ليبدأ الخروج الجديد ويحقق أمال الشعب في مخلص جديد. بل وفي التجلي يقول الآب "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" كما قال عن إسرائيل من قبل "ابني البكر". إذًا لم يكن المسيح فقط هو موسى الجديد بل هو إسرائيل الجديد الذي سيحقق الخروج الجديد في نفسه بآلامه وقيامته ليقود شعبه للأرض الجديدة والخليقة الجديدة.
والآن إن كان هناك خروج جديد فلا بد من فصح جديد (عبور جديد).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jewish-eucharist/jesus-exodus.html
تقصير الرابط:
tak.la/46wfrv5