St-Takla.org  >   books  >   fr-antonios-fekry  >   jewish-eucharist
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الأصول اليهودية لسر الإفخارستيا - برانت بيتري - ترجمة وعرض: القمص أنطونيوس فكري

20- خبزنا كفافنا (الذي للغد) أعطنا اليوم

 

الأولى:- خبزنا كفافنا (الذي للغد) أعطنا اليوم

Give us this day our daily bread (MAT). Give us each day our daily bread (LUK).

وهنا يثور سؤالين...(1) هل يُعَلِّم المسيح تلاميذه فعلًا أن يصلوا ويطلبوا الطعام اليومي.  (2) لماذا تكرار كلمة DAY إذ نرى في نفس الآية DAY & DAILY والتكرار إن لم يكن مقصودا به شيئا لا يحدث في الكتاب المقدس. ولماذا لم يقل المسيح Give us our daily bread"" ولكن السبب أن الأصل اليوناني غير واضح تمامًا.

وأصل كلمة DAILY باليونانية إبيوسيوس. Give us our epiousios bread ولا نعرف الأصل العبري أو الأرامي الذي علم به الرب يسوع هذه الصلاة الربانية. وكلمة إبيوسيوس اليونانية هي كلمة نادرة في اليونانية ولم تستخدم سوى هنا. والقديس جيروم ترجمها SUPERSUBSTANTIAL فإذا كانت كلمة SUBSTANTIAL تعنى الشيء الرئيسي أو الجوهري (أي ما يحتاجه الإنسان ليعيش)، تكون كلمة SUPERSUBSTANTIAL تعنى الشيء الذي يفوق ما هو جوهري أو الشيء الرئيسي. هو شيء فائق للطبيعة. وترجمها القديس كيرلس أسقف أورشليم خبز مقدس وفائق. والقديس جيروم والقديس كيرلس حللوا الكلمة هكذا (EPI وتعنى على أو أعلى أو فوق + OUSI وتعنى ما يحتاجه الإنسان ليعيش). وترجمها قديس آخر هكذا "خبز سمائي أو طعام الخلاص".

St-Takla.org         Image: The Lord's Prayer in Coptic and Arabic languages, by Kami Nassief صورة: الصلاة الربانية: أبانا الذي في السماوات باللغة العربية و اللغة القبطية، فن كامي نصيف

St-Takla.org Image: The Lord's Prayer in Coptic and Arabic languages, by Kami Nassief

صورة في موقع الأنبا تكلا: الصلاة الربانية: أبانا الذي في السماوات باللغة العربية و اللغة القبطية، فن كامي نصيف

أما الآخرون فقد قسموا الكلمة بطريقة أخرى، واستنتجوا أن معناها خبزنا أي احتياجاتنا اليومية وهؤلاء حللوا الكلمة هكذا (epi ten ousan) وهذه تعنى للوقت الحالي وهي التي أدت لترجمة "خبزنا كفافنا". واستبعدت كنيستنا هذا التحليل كما سنرى حالا السبب في ذلك.

وقال آخرون أنها كلمة جديدة مستحدثة ومركبة استعملها القديس يوحنا.

ولا يمكن أن يقال عن الطعام العادي أنه SUPERSUBSTANTIAL ولكنه الخبز المقدس.

والخبز المقدس كما يفهمه اليهود هو المن النازل من السماء بطريقة معجزية. وربما أنه في عصرنا الحالي قد لا يدرك السامع ما يقصده المسيح في الصلاة الربانية بقوله خبزنا الذي للغد أو خبزنا الفائق للطبيعة أو خبزنا الإعجازي النازل من السماء... إلا أن اليهود الذين كانوا يسمعون المسيح أدركوا أنه يتكلم عن المن السماوي الخاص بالخروج الجديد الذي ينتظرونه. وهذا متفق مع بقية الصلاة الربانية والتي نطلب فيها قائلين "ليأتي ملكوتك".

والحقيقة أن الكلمة لندرتها لم يتفق المترجمون على ترجمة واحدة لها، ولكن يصح ترجمتها هكذا بالطريقتين فالله مسئول عن كلا الخبز اليومي والاحتياجات اليومية، ومسئول أيضًا عن الطعام السمائي ويعنى الشبع بالمسيح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. والكنيسة علمتنا بأن نصليها "خبزنا الذي للغد أو خبزنا الآتي"، كما علمنا المسيح"لذلك أقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون. ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس. انظروا إلى طيور السماء. أنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم انتم بالحري أفضل منها. ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدة. ولماذا تهتمون باللباس. تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو.لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فان كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا أفليس بالحري جدا يلبسكم انتم يا قليلي الإيمان فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس. فان هذه كلها تطلبها الأمم. لان أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها لكن اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم. فلا تهتموا للغد. لان الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره"(مت6: 25 - 33). ومن تعليم الرب في هذه الآيات، نفهم أنه لا يعقل أن يعلم المسيح أن نصلى ونطلب الطعام فهذا يتعارض مع تعاليمه. بالإضافة لأن الطعام العادي يعطيه الله لكل الخليقة حتى أصغر حشرة. بل ونفهم أن باقي الصلاة الربانية كلها هي طلبات تخص السماويات فهل تخرج هذه الآية عن سياق الموضوع وتنزل بنا للأرضيات. وهل يسبق طلب الطعام الجسدي طلبنا أن يغفر الله لنا خطايانا وأن يحفظنا من الشرير.

ونلاحظ أن الشعب اليهودي لم يكن محتاجا للمن في مصر ولا يحتاج المن في أرض الميعاد، لكنه احتاج المن بعد الخروج، أي بعد أن افتتح موسى الخروج القديم. وهكذا في الخروج الجديد فنحن نحتاج للمن (الإفخارستيا) بعد أن بدأ المسيح الخروج الجديد. وسنظل نحيا عليه حتى دخول السماء (أرض الميعاد). الآن ونحن ما زلنا في هذا الجسد الترابي الذي سكنت فيه الخطية (رو7: 20) والخطية هي موت (رو5: 12). لأننا بالخطية ننفصل عن الثبات في المسيح فلا شركة للنور مع الظلمة (2كو6: 14)، ولا يوجد من لا يخطئ (1يو1: 8، 10). لذلك نحتاج للإفخارستيا غفرانا للخطايا ولنظل أحياء. أما في السماء فلا خطايا، فالسماء لا يدخلها شيء دنس (رؤ21: 27)، وهناك نتخلص من الأجساد الترابية ومن شهواتها. ولأنه لا خطية فسيكون إتحادنا بالمسيح نهائي. ولن نحتاج للإفخارستيا لنثبت في المسيح بعد انفصال كان يحدث على الأرض بسبب خطايانا.

وأتصور وهذا تصور شخصي، أن الروح القدس هو الذي أوحى للقديس يوحنا ليستخدم هذه الكلمة. وأن ذلك كان لنفهم أن الله مسئول عنا في كل شيء - فالكتاب كله موحى به من الله ويوحنا كتب إنجيله باليونانية. وهذا لأن ليس كل الناس على نفس المستوى الإيماني، فمن هو مبتدئ تجده مهتم بطلب الخبز اليومي والاحتياجات اليومية. وتجده مطمئنا حين يطلبها من الله. أما الفاهمون فهم يهتمون بطلب ملكوت الله أولًا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jewish-eucharist/daily-bread.html

تقصير الرابط:
tak.la/a8gyd49