(مت26: 17 - 19 + مر14: 12 - 16 + لو22: 7 - 13 + يو13: 1 + مت26: 20 + مر14: 17 + لو22: 24 - 30 + لو22: 14 - 16 + لو22: 24 - 30 + لو22: 17 ، 18 + يو13: 2 - 20 + مت26: 21 - 24 + مر14: 18 - 21 + لو22: 21 - 23 + يو13: 21 - 26 + مت26: 25 + يو13: 26 - 38 + مت26: 26 - 29 + مر14: 22 - 25 + لو22: 19 ، 20)
بدأ الرب خدمته بتأسيس سر المعمودية يوم إعتمد في الأردن. وبتأسيس سر الإفخارستيا ينهى خدمته. وكما أننا في المعمودية ندفن معه ونقوم معه هكذا في الإفخارستيا نرى موته وقيامته ونشترك معه فيهما. وسر الإفخارستيا أيضًا يشير لوليمة عشاء عرس الخروف (رؤ19: 9) في السماء.
كان لليهود إعتقاد أن كل خلاص عظيم أو حدث عظيم مرتبط بليلة الفصح. وذبيحة الفصح هذه عند اليهود مميزة عن باقى الذبائح. وشريعة الفصح أعطاها الله لموسى قبل الناموس وهم بعد في مصر. وكان العهد بين الله وبينهم بدم خروف الفصح. وكانت هي سبب كل الذبائح اللاوية والعهد نفسه. ولا يمكن تصنيفها على أنها تندرج تحت أي ذبيحة أخرى بل هي تجمعهم كلهم، وتختلف عنهم كلهم. وكان كهنوت المسيح كهنوت حقيقى ولكن ليس على طقس هرون. وهكذا كانت ذبيحة المسيح ليست بحسب طقس الذبائح اللاوية بل بحسب طقس الفصح. وكما كانت إسرائيل كلها تجتمع حول خروف الفصح لتذكر عمل الله معهم في الماضى، وفي إحتفال بالحاضر وتوقع المستقبل، ويشترك الكل في خروف الفصح. هكذا تجتمع الكنيسة وتشترك في جسد المسيح لتصير في المسيح ولتصبح جسد المسيح، في تطبيق أفضل وأروع من الإشتراك في لحم خروف الفصح.
وللأسف بدأ نزاع بين التلاميذ عن من هو الأعظم بينهم، وظهر هذا عند الجلوس حول المائدة. فكان للفريسيين نظامهم في الجلوس حول الموائد بحسب درجة كل منهم. وغالبا من بدأ هذا النزاع كان يهوذا فالقديس يوحنا بدأ هذا المقطع بقوله "ألقى الشيطان في قلب يهوذا" (يو13: 2). ولم يتنازع يهوذا ويدَّعى أنه الأكبر فقط بل نفذ هذا، وجلس في مكان الأكبر بحسب التقاليد الفريسية تاليا للمسيح مباشرة وعن يساره. وكانت الموائد على شكل حرف U وكان رب الأسرة يجلس على رأس المائدة لكننا نفهم أن المسيح جلس على أحد الأطراف وجلس يوحنا عن يمينه. وأخذ يهوذا مكان الأكبر وجلس عن يسار الرب. وحينما حدث النزاع وأعطى الرب تعليمه عن أنه يجب أن نضع أنفسنا في الموضع الأخير، نجد بطرس وقد إتخذ الموضع الأخير خجلا وجلس على طرف المائدة الآخر فصار في مقابل يوحنا. لهذا إستطاع أن يومئ ليوحنا ليسأل يوحنا المسيح عمن هو الذي يسلمه. وكان يوحنا عن يمين المسيح ولهذا كان سهلا أن يتكئ على صدر يسوع ليسأله عمن يسلمه (أنظر الرسم في الصفحة القادمة) فكان الجلوس على أرائك حول المائدة وكانوا يتكئون على المائدة باليد اليسرى ويأكلون باليد اليمنى. وهذا الوضع يفسر كيف أعطى المسيح اللقمة ليهوذا إذ كان بجواره في مكان الأعظم عن يسار الرب. وكان طقس الفصح يبدأ بأن رب الأسرة يأخذ لقمة ويغمسها في طبق من الصوص ويأكلها، وحينئذ يفعل ذلك كل الموجودين بعده. وكنوع من المجاملة للأكبر يغمس رب الأسرة لقمة أخرى في الصوص ويعطيها للأكبر الجالس عن يساره في فمه. (قد يكون الأكبر هو ابنه البكر أو من يجلس عن يساره في مركز الأكبر أو الأعظم في الموجودين على المائدة). وكان طقس وضع اللقمة في فم الأكبر هو نوع من التكريم بينما أن باقى الموجودين يغمسون هم كلٌ لقمته في الصوص ويأكلونها. ولاحظ أن المسيح بهذا التصرف لم يكشف يهوذا للموجودين. فما عمله معه كان من ضمن طقوس الفصح، أن يضع رب المائدة اللقمة المغموسة في الصوص في فم الأكبر. يوحنا وحده هو الذي عرف السر وقتها على المائدة. وفي طقس الفصح يشربون 4 كؤوس من النبيذ المخلوط بالماء بنسبة 1: 2 النبيذ نصف الماء. وقبل الشرب تتلى كلمات البركة والشكر لله الذي أعطى الثمار وكل الخيرات، والبركة يتلوها رب الأسرة (وهنا هو المسيح).
وبعد أن شربوا الكأس الأول كان غسل الأرجل وربما قام بعض التلاميذ بتكرار ما عمله المسيح كنوع من التواضع. وكان التقليد المتبع في الطعام عند اليهود أن يأتي أحد بالماء لغسل أيدى الموجودين على المائدة. ولكن الرب في تعاليمه السابقة قال أن غسل الأيادى ليس مهما بل المهم طهارة القلب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولذلك فمن المؤكد أن التلاميذ قد إندهشوا أن الرب قام عن المائدة ليأتى بماء، ولكنهم فوجئوا بالرب يسوع في قمة تواضعه يقوم بعمل العبيد، فبدلا من غسل الأيدى يغسل أقدام تلاميذه الذين كانوا يتشاجرون عمن هو الأعظم. وكما رأينا كان بطرس يجلس عند طرف المائدة فبدأ الرب بغسل قدميه. وكان غسل اليدين عند اليهود يبدأ بالأكبر في الجلوس على المائدة كنوع من الإكرام للكبير. ونجد هنا الصورة قد إنعكست ويقوم الكبير حقًا وهو الرب يسوع بعمل العبيد، ويغسل أقدام تلاميذه. والأقدام تتسخ من السير في العالم والإحتكاك بالتراب أثناء السير طوال اليوم إشارة للإحتكاك بالعالم وخطاياه وهذا يحتاج لتطهير القلب. وربما لم يفهم بطرس معنى ذلك وقتها وأن عليه كراع لخراف المسيح أن يفعل الشيء نفسه مع رعية المسيح. وحينما قال له المسيح في النهاية على شاطئ البحيرة "إرع غنمى" كان هذا هو المقصود، فالخدمة هي محاولة الراعى الجادة ليكون قلب الرعية طاهرا. وبعد هذا أكملوا العشاء الربانى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/supper.html
تقصير الرابط:
tak.la/g83c859