(مت19: 16 - 22 + مر10: 17 - 22 + لو18: 18 - 23 + مت 19: 23 - 30 + مر10: 23 - 31 + لو18: 24 - 30 + مت20: 17 - 19 + مر10: 32 - 34 + لو18: 31 - 34 + مت20: 20 - 28 + مر10: 35 - 45)
قيل عنه أنه رئيس (لوقا) وهذا يعنى غالبا أنه عضو في المجمع المحلى وليس بالضرورة من السنهدريم. وجاء للمسيح بإخلاص ساجدا (مرقس) وليس كباقى الفريسيين المتكبرين ببرهم الذاتى يريدون الدخول في مناقشات وحوارات الربيين العقيمة مثل "من هو قريبي". بل هو شاب لم يتلوث بنجاسات العالم وله إشتهاء فعلى للنمو الروحي ومعرفة الحق والأفضل. والرب بدأ معه أولًا بالخطوة الأولى أي الإلتزام بالوصايا، وهذه يسهل كسرها. ويصعد به للدرجة الأعلى وهى أنه يوقظ الضمير تجاه الخطية. ويقول للمسيح حفظت الوصايا من صغرى "فماذا يعوزنى بعد" (متى). ووُجِد هذا السؤال يتكرر للربيين من تلاميذهم وتكون إجابتهم ملاحظة الناموس "لا يوجد شيء أفضل من الناموس". أما المسيح هنا فنجده يجذب لشئ آخر وهو سحب القلب تجاهه والتلمذة له. ولكن هذا الشاب كان غنيا. وفي حالة شاب صغير يكون هذا المال سببا في إنجذاب القلب بعيدا عن التقوى الحقيقية. وهو سمع عن المسيح ولأنه باحث عن الحق والعمق ذهب للمسيح في خشوع ساجدا وليس كالفريسيين المتكبرين ولذلك نظر إليه الرب وأحبه وعرف نقطة ضعفه. هو ليرتفع روحيًّا عليه أن يترك كل شيء ويتبع المسيح ويتتلمذ عليه ويكتشف مع بطرس معنى "إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك" (يو6: 68). إذًا عليه أن يترك كل شيء يمنعه عن الإلتصاق بالمسيح، وماذا يمنع هذا الشاب الغنى سوى أمواله؟ إذًا عليه أن يعطيها للفقراء ويضيع ثروته الأرضية فيكون له كنزا سماويا. ولكل منا شيء قلبه معلق به في هذه الأرض ليس بالضرورة أن يكون المال، وعلينا أن نتخلى عنه لنلتصق بالمسيح فتكون لنا الحياة السماوية. أما تعليم الربيين فهم إكتفوا بالصدقة للفقراء وكانت ممتزجة بالنفخة والكبرياء.
وهنا سأل بطرس الرب عن "ماذا سيكون لنا ونحن قد تركنا كل شيء وتبعناك" وكان رد الرب "مَنْ ترك شيئًا سيأخذ الكثير هنا على الأرض ولكن سيكون ذلك وسط إضطهادات. ثم سيأخذ الكثير في الحياة الأبدية [هناك مقولة ممتعة لمن يريد أن يصدق "الله لا يبقى مديون"]. وقبل أن يعيش تلاميذه في خيالات المجد المُنْتَظَر حَدَّثهم الرب عن الوقت الحاضر وآلامه وضرورة الصليب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فخطأ اليهود الكبير كان أحلامهم في مجد أرضى عظيم في أيام المسيا. هم يريدون المسيا ملك أرضى منتصر متوج. ولكن نجد هنا أن الرب يسوع له منطق مختلف فالمسيا المنتظر هو المسيح المخلص عن طريق الصليب. أما اليهود فهم يريدون تاج بدون صليب. وهذا كان سبب فشل اليهود في معرفة المسيح. وكل ما حدث من ألام للمسيح مشروح في النبوات، وهكذا شرحها الرب لتلاميذه هنا. ولكنهم لم يفهموا بسبب تصوراتهم القديمة عن المجد المسيانى على الأرض كما فهموه من الربيين. وهذا ما شرحه الرب لتلميذى عمواس بعد ذلك.
والعجيب أنه بعد كل شرح المسيح عن حتمية الصليب نجد إبنى زبدى، يعقوب ويوحنا يطلبون الجلوس عن يمين المسيح في مجده مستغلين قرابتهما الجسدية للمسيح فأمهما هي خالة المسيح. يعقوب ويوحنا كلهم حب مخلص للمسيح وإيمان قوى به ولكن كان فكر العظمة مسيطرا على العقول حتى هذه اللحظة. ومع أن المسيح لم يعدهما بشئ إلا أن بقية التلاميذ إغتاظوا من أجل الأخوين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/rich-young-man.html
تقصير الرابط:
tak.la/qz8avac