St-Takla.org  >   books  >   fr-antonios-fekry  >   jesus-the-messiah
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة السيد المسيح والزمان الذي عاش فيه - تأليف: ألفريد إدرشيم - ترجمة وعرض: القمص أنطونيوس فكري

90- الفصل الثالث: اليوم الثالث في أسبوع الآلام - السؤال عن سلطان يسوع - سؤال الجزية لقيصر - فلسيّ الأرملة - اليونانيين يطلبون أن يروا يسوع - ملخص خدمة الرب يسوع

 

(مت21: 23 - 27 + مر11: 27 - 33 | لو20: 1 - 8 + مت22: 15 - 22 + مر12: 13 - 17 + لو20: 20 - 26 + مت22: 41 - 46 + لو21: 1 - 4 + يو20:20 - 50)

أحداث كثيرة حدثت في هذا اليوم وهو آخر يوم يوجه الرب يسوع تعاليمه وأحاديثه وحواراته للشعب، وتحذيراته للفريسيين والصدوقيين، وكان آخر يوم ينادى فيه للكل بضرورة التوبة. وبدأ اليوم بملاحظة التلاميذ لشجرة التين التي يبست. ونلخص أحداث اليوم في نقاط.

St-Takla.org Image: Question mark symbol (11) صورة في موقع الأنبا تكلا: شكل علامة استفهام (11)

St-Takla.org Image: Question mark symbol (11)

صورة في موقع الأنبا تكلا: شكل علامة استفهام (11)

1) بدأ اليوم بتعليم الرب للناس في الهيكل. فكان التعليم في الهيكل مسموحا به. ولكن بالنسبة للرب كانوا يراقبون ما يقوله وما يعمله، ولكنهم كانوا خائفين من التعرض له وسط الجموع. وكانوا يحاولون إصطياد شيء عليه لإثارة الجماهير ضده. وبدأت مشاورات السلطات لكى يجدوا طريقة لوقف هذا الخطر القادم. والمعروف أن التعليم في الهيكل يحتاج لموافقة السلطات والتأكد أن التعليم متفق مع التقاليد ومن أي مدرسة للربيين، بل ومن أي معلم تسلم تعليمه. فالتعليم يتم تسليمه من معلم لمعلم آخر. وكان هناك نظام لإعتماد أي معلم ويلزمه لذلك شهادة من ثلاثة ربيين معروفين، وتصريح من السنهدريم. ولذلك نجدهم هنا يسألون السيد وهو يُعلِّم في الهيكل عن من أعطاه السلطان ليفعل هذا، أو هل معه تصريح. وإذا لم يُظهر مصدر تعليمه فسيقولون أن بعلزبول هو الذي يقوده، ويثيروا الناس ضده. والسؤال أيضًا كان يشمل ما فعله في اليوم السابق بتطهيره للهيكل. وهذا السؤال لأى معلم يقوم بالتعليم لهم الحق فيه. ولكن سؤالهم للمسيح كان فيه تحايل وجبن. فأراد الرب أن يكشفهم ويسألهم عن معمودية يوحنا من أين كانت من السماء أم من الأرض؟ ويوحنا كان كنبى بين اليهود وشهد للمسيح. فلو قالوا من السماء سيكون الرد ولماذا لم تؤمنوا بي فهو قد شهد لى. ولو قالوا من الأرض لهاجت عليهم الجماهير. وبهذا السؤال أسكتهم الرب في هذه النقطة.

 

2) بعد أن أحبط الرب محاولتهم الإيقاع به مع السلطات الدينية كانت المحاولة الثانية ضد الرب هي محاولة الإيقاع بينه وبين السلطات الرومانية، بسؤاله عن دفع الجزية. وكان هذا من الممكن أن يؤدى به لعواقب وخيمة لو قال بعدم دفع الجزية، فسيتهمه بيلاطس أنه من الثوار القوميين، ويواجه بطش بيلاطس البنطى، وكان سيواجه نفس مصير يهوذا الجليلى. وكان باركوكبا الذي إدعى أنه المسيح قد قام بسك عملة خاصة ونهايته كانت القتل. وكانت العملة الرومانية عليها صورة قيصر أما العملات المحلية في أيام هيرودس، وإبنه أنتيباس بدون صورة. ولم تُسَّك عملة خاصة باليهود كمملكة سوى أيام المكابيين. ولأول مرة إتفق فيها الفريسيين مع الهيرودسيين ليوقعوا بالرب يسوع لأن الفريسيين يكرهون هيرودس. لكن كان هيرودس خائفا من أن يتخلص من المسيح حتى لا يُهيِّج ثورة شعبية ضده بعد أن قتل المعمدان قبلها. فأرسل رجاله ليقفوا مع الفريسيين ليوقعوا بالمسيح، ويظل هو بعيدا عن ثورة الجماهير ضده. وكانت هناك أحزاب المتدينين الذين يعتبرون دفع الجزية خيانة ليهوه ملك إسرائيل. وهؤلاء إعتبروا أن كل الكوارث التي حلت بإسرائيل كان سببها خضوع اليهود لملك أجنبى ودفع الجزية له. وكانت العملة التي قدمت للرب يسوع عملة رومانية عليها صورة قيصر. وكان معنى رد المسيح عليهم أن هناك فصل كامل بين الدين والدولة فمملكة المسيح ليست أرضية.

 

3) في مشهد مناقض لمناقشات الصدوقيين ومعارضات الكتبة، نجد مشهد مختلف لأرملة فقيرة تضع في صندوق الهيكل مبلغًا بسيطًا من أعوازها في محبة لله. وكانت الصناديق موجودة في رواق النساء ليوضع فيها التبرعات. وكان هناك 13 صندوق كل منها مكتوب عليه في أي وجه تستعمل هذه النقود (ذبائح - بخور - أخشاب - الفقراء...) وكانت فتحة الصناديق على شكل بوق فيسمع صوت النقود حين توضع. وكان هناك من يدخل في تفاخر وتباهٍ ويضع النقود، لكن هذه المرأة وضعت من إحتياجها في صمت.

 

4) طلب اليونانيين أن يروا يسوع وذهبوا لفيلبس الذي من بيت صيدا الجليل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهم غالبًا يعرفونه، فالجليل بها عدد ضخم من اليونانيين. وهؤلاء يونانيين بالمولد أي أنهم كانوا من الأمم. وكما إستقبل المجوس الأمميين المسيح عند مولده، هكذا نرى هؤلاء اليونانيين الأمم يذهبوا إليه قبل صلبه بأيام. وهذا لأن المسيح جاء ليصبح الجميع أبناء لله. وكما شهد الآب لإبنه يوم المعمودية التي كانت إعلانا عن قبول المسيح للموت وقيامته ليصبح الكل بالمعمودية أبناء لله "هذا هو إبنى الحبيب الذي به سررت". هكذا قبل الصلب مباشرة يأتي صوت من السماء شهادة من الله لإبنه بأنه سيمجده [بالجسد لنتمجد نحن الذين صرنا أبنائه معه].


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/holy-week-day-3a.html

تقصير الرابط:
tak.la/xztj9mt