St-Takla.org  >   books  >   fr-antonios-fekry  >   jesus-the-messiah
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة السيد المسيح والزمان الذي عاش فيه - تأليف: ألفريد إدرشيم - ترجمة وعرض: القمص أنطونيوس فكري

23- الفصل الثاني عشر: معمودية يسوع

 

جمع صوت المعمدان المنادى بالتوبة حوله ألوان عديدة من المدن والقرى والكفور، من الفريسيين والصدوقيين والأثينيين والجنود والعشارين المكروهين. ويقول الكاتب أن هذه السنة كانت سبتية أي لا يزرعون فيها ولا يتاجرون، لذلك أتى كثيرون إلى يوحنا. وجمع كل هؤلاء رجاء إسرائيل المشترك في المملكة، وسط ظلام ليل محيط بهم لا يجدون له نهاية. وكان اليهود يدركون أن هذه المملكة هي التدبير الأخير والصورة النهائية لإسرائيل. بل ما حدث بعد السبى كان إعدادا لملكوت المسيح بمفهوم العهد الجديد:-

St-Takla.org Image: The baptism of Jesus Christ in the River Jordan, by St. John the Baptist (Matthew 3:13) - Bible Scroll. صورة في موقع الأنبا تكلا: معمودية السيد المسيح في نهر الأرد، بواسطة القديس يوحنا المعمدان (متى 3: 13) - بايبل سكرول.

St-Takla.org Image: The baptism of Jesus Christ in the River Jordan, by St. John the Baptist (Matthew 3:13) - Bible Scroll.

صورة في موقع الأنبا تكلا: معمودية السيد المسيح في نهر الأرد، بواسطة القديس يوحنا المعمدان (متى 3: 13) - بايبل سكرول.

بعد السبى وإحتراق الهيكل وتوقف تقديم الذبائح، إتجه الربيين لتعليم الشعب أن الذبائح الدموية ليست بالضرورة شيئا جوهريًّا، بل هناك شيء أهم وهو تقديم الصلوات مع التوبة والندم على الخطايا مع الأعمال الصالحة. وقال البعض أن من يقدم توبة يكون كأنه صعد إلى أورشليم وبنى الهيكل وقدم الذبائح. ولكن قطعا كان هناك معارضين وإستندوا في هذا لقول إرمياء "ولا ينقطع للكهنة اللاويين انسان من امامي يصعد محرقة ويحرق تقدمة ويهيئ ذبيحة كل الايام" (إر33: 18). [ولم يفهم أحد في العهد القديم الكهنوت المسيحي وتقديم ذبيحة إفخارستية]. ولكن سريعا ما إنتشر هذا الفكر فكانت الصلوات والدراسة لهما درجة أعلى من تقديم ذبائح دموية. بل قال أحد الربيين أن تقديم الذبائح الدموية هو فقط لحفظ إسرائيل من الوثنية وتقديم ذبائح للأوثان. وعلى النقيض كان بعض أفراد الشعب يقدمون ذبائح بالرغم من عدم وجود هيكل.

لذلك ففى كلا مدرستيّ أورشليم والإسكندرية رأى المفكرين أن وراء الذبائح الدموية شيئا آخر تشير إليه، وأن رش دم الذبائح يقدس فقط لحد تطهير الجسد، ولكن كل الشرائع الطقسية لا يمكن أن تصل لتطهير الضمير. ورأى هؤلاء المفكرين أن هذه الذبائح الدموية هي فقط ظل لأشياء جيدة لم تأتى بعد، وهى تشير لعهد جديد أفضل لم يأتي بعد. وهذا هو ما شرحه القديس بولس الرسول (عب8: 6 ، 13 + 9: 9 ، 13 ، 14 + 10: 1).

لم تتوقف أمال الشعب اليهودي لحظة عن قيام هذه المملكة -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- وكانوا متمسكين بوعود الله للأنبياء. وقالوا أنه بالرغم من الليل الطويل الذي يعيشون فيه تحت الحكم الروماني فهناك أمل. ألم يدوس المصريين والبابليين والفرس واليونانيين أرضهم سنوات طويلة ثم جاء المكابيين كنور أشرق وسط هذا الليل. وإنتظروا تكرار ما عمله المكابيين ثانية وتقوم مملكة ابن داود أقوى من الأولى. ولقد قام وسط الأمة كثيرين من المحتالين مستخدمين السيف، ولكن كلهم إنكسروا بالسيف. وها هو المعمدان يدعو للتوبة والمعمودية وقد إجتمع حوله الكثيرين. ولا نعرف من منهم قَبِل المعمودية وقَدَّم توبة ومن منهم قد رفض. وأيضًا من منهم قد إنصرف إذ لم يجد في المعمدان الصورة التي توقعها للمخلص فمضى محبطا. فهم كانوا متصورين أنه لا بد أن يسبق مجئ المسيا إستعداد بالأسلحة للمقاومة. كانت دعوة يوحنا للنقاوة الداخلية وليست لكراهية أحد أو لأى أعمال عنف. وملابسه الخشنة ليست كملابس الفريسيين الذين يطيلون أهداب ملابسهم ليراها الناس. كان متواضعا إلى أبعد مدى، لا يشير لنفسه بل لمن يأتي بعده قريبا وأن هذا الملكوت قد إقترب... فإستعدوا. ولقد تجمعت الجموع حوله وإنتشرت أخباره في كل مكان، وكان يتنقل بطول نهر الأردن. وذكر الكتاب 3 أماكن كان المعمدان يعمد فيهم. والآن قد وصل لأقصى مكان وصل إليه شمالا وهو بيت عبرة (بيت أو مكان العبور أو المراكب) وكان المكان مخاضة مشهورة في بيرية وكان يعمد هناك. وكانت بيت عبرة على بعد تقريبا 30 كم من الناصرة.

[بدأ الكاتب بعد ذلك تحليل موضوع لماذا ذهب المسيح ليوحنا ليعتمد. وأورد أراء كثيرة لكتاب غربيين لا يؤمنون قطعا بفاعلية المعمودية في غفران الخطية وولادة المعمد من الماء والروح. وهذا هو الفكر البروتستانتى. وإضطر هؤلاء ومنهم الكاتب أن يعطوا تحليلا كلٌ بحسب فكره فإختلفوا. وقطعا هؤلاء لا يرجعون لأراء الأباء كما نفعل نحن في الكنيسة الأرثوذكسية. فلقد قال الأباء أن المسيح لم يكن محتاجا للمعمودية ولكن المعمودية هي التي كانت تحتاج المسيح. المسيح بمعموديته أسس سر المعمودية، فصار كل من ينزل في ماء المعمودية يجعله الروح القدس يموت بإنسانه العتيق، ثم يخرج من المعمودية ليقوم متحدا بالمسيح رو6. وهذا ليس رمزا ولا علامة بل هو حقيقة فعالة. ولأننى لا يمكن أن أتفق مع ما قاله الكاتب فلم أورد هذه الأفكار].


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/baptism.html

تقصير الرابط:
tak.la/bf642nx