St-Takla.org  >   books  >   fr-antonios-fahmy  >   servant
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الخادم و.. (الجزء الأول) - القس أنطونيوس فهمي

11- الخادم والعثرة

 

حذرنا ربنا يسوع من العثرة وأعطى الويل لمن تأتي بواسطته العثرات..

ونتعجب أن تخرج كلمة الويل من ينبوع البركات.. ولكن هذا يستوقفنا لماذا هذا الويل..؟؟ إذًا الأمر ضروري.

يتعامل السيد المسيح مع كنيسته وأعضاؤه المقدسة على أنها عروسه ويغير عليها.. لذلك كل ما يؤثر على عروسه أي كنيسته يؤثر عليه..

فيجب أن ننتبه أكثر إلى أقوالنا وأفعالنا وسلوكنا لئلا نكون سبب عثرة لأحد..

ولأن الذي يحمل بركة خدمة المسيح يتوقع منه أن ينقل بركة المسيح ويكون صورة له.. وأي شيء يشوه هذه الصورة يسبب عثرة.. والأخطر أن هذه العثرة تُستثمَر من العدو لزعزعة نفوس هي في حقيقتها أعضاء في الجسم المقدس..

والمشكلة الحقيقية في أمر العثرة أن يكون جوهر الخادم غير مظهره وكلما اتسعت المسافة بين الجوهر والمظهر زادت مسافة العثرة.. ويحذر معلمنا بولس الرسول من العثرة.. وقال لا نجعل عثرة في شيء لئلا تُلام الخدمة..

وهذا يؤكد أن العثرة تسبب لوم الخدمة..

وبالتأكيد توجد مواقف عديدة لمخدومين صُدموا في تصرفات خدامهم.. جعلتهم لا يُعثرون فقط في الخدام بل وفي صدق الحياة الروحية في جوهرها.. وبدأت تبدو لهم كمجرد نظريات أو أفكار غير قابلة للتطبيق..

St-Takla.org Image: Various ruins and rocks on the ground - Axum archeological sites - From St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008. صورة في موقع الأنبا تكلا:  بقايا عدة وحجارة على الأرض - صور الآثار السبعة في مدينة أكسوم - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008.

St-Takla.org Image: Various ruins and rocks on the ground - Axum archeological sites - From St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008.

صورة في موقع الأنبا تكلا:  بقايا عدة وحجارة على الأرض - صور الآثار السبعة في مدينة أكسوم - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008.

رأينا أمهات تشكون من تأثر بناتهن بمظهر وتصرفات خادمات.. حيث تم التعامل معهن في رحلات واحتفالات وأكاليل.. حيث ظهرت الخادمة في صورة مختلفة تمامًا عما تعودته بالكنيسة.. مما تسببت في عثرة يصعب محوها..

أحبائي ما أجمل أن نهتم بزينة أنفسنا الداخلية.. لأن كل إناء ينضح بما فيه.. وهذا جوهر الفضيلة أي ما يفضل عن الداخل فحين يُولد التواضع في الداخل يظهر في شكل وداعة..

وحين تزداد الرحمة يزداد العطاء.. وحين تزداد مخافة الله يزداد الخشوع في الصلاة..

وإن نظرنا إلى الاحتياج الأكثر للمخدوم هو القدوة أكثر من أي كلام..

من يحتمل كلمة ويل لمن تأتي بواسطته العثرات "فَخَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحًى وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ" (مر 9: 42).

والطرح في أعماق البحر يعني أشر أنواع العقوبة، وكأنه خير لذلك الذي يرتدي ثوب الخدمة ويعثر الصغار أن يترك خدمته فإنه حتى وإن نال أشر أنواع العقوبة سيكون له أفضل من إعثار الآخرين وهو خادم، لأنه بدون شك إن سقط بمفرده تكون آلامه أقل مما لو أعثر آخرين..

فلنحذر إذًا من العثرة ونصلي مع داود المرنم نجني من الدماء يا الله.

← اقرأ كتب أخرى لنفس المؤلف هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.

الخادم هو حضرة شفافة لحضور الملك المسيح فهو إنعكاس لصورته وأفعاله وأقواله.. وهذا ما يتوقعه المخدوم من الخادم كما ذُكر عن بولس الرسول من أهل غلاطية:

" كَمَلاَكٍ مِنَ اللهِ قَبِلْتُمُونِي، كَالْمَسِيحِ يَسُوعَ" (غل 4: 14).

الإنسان في سعي دائم للمطلق وفي اشتياق لحالة الكمال التي جُبل عليها وأي انحراف عن هذا الاشتياق هو شقاء وألم للإنسان.. وعلى هذا يحضر الشخص إلى الكنيسة ليسترد ما قد فقده وليجدد ما سبق وبدده.. وليرى نماذج جديدة مختلفة عما تعودها في معاملاته الخارجية.. ومن هنا تظهر المسئولية الملقاة على عاتق الخادم الذي لابد أن يظهر في شكل وعمل وسيرة المسيح.. فلنحذر إذًا أن نقدم صورة مشوهة عنه..

+ الذي يتوقعه منا المخدومين هو احتمال ضعفاتهم وتوجيههم وتعليمهم والتأني عليهم ومحبتهم بمحبة المسيح الغير المحدودة ولا مشروطة وتقديم التعليم النقي الخالي من الظهور وبلا رياء وإعلان النموذج المفرح الجذاب وينتظروا البحث عنهم وتضميد جراحاتهم ومشاركتهم في أحزانهم وأفراحهم ومساعدتهم قدر الطاقة فماذا لو لم يجدوا كل هذا بل والأصعب لو وجدوا عكس كل هذا..

+ ما أصعب أن يتحول الخادم من طبيب يقدم شفاء وسلام وراحة للمخدومين إلى مريض يحتاج إلى شفاء بدلًا من أن يكون عمله هو جمع المخدومين وإطعامهم بكلمة الحياة وقيادتهم نحو الملكوت يكون سببًا في شقاء المخدومين وتعبهم وفقدانهم السلام بل وفقدانهم الخلاص أحيانًا نتيجة إبعاد المخدومين بسبب ذلك الخادم عن مصادر الخلاص وعندئذ يصير ذلك الخادم عائقًا نحو خلاص المخدومين..

ما أصعب أن يظهر الخادم بمظهر غير لائق بسفير المسيح..

أو ينطق بلغة العالم التي تضعف روح المسيح،

أو يغضب فيفسد روح الوداعة التي في المسيح يسوع،

أو يستهتر بالخدمة فيحضر متأخرًا ويقف خارجًا ويكثر من الكلام والمزاح فيما لا يفيد ولا يبني..

عزيزي الخادم دقق في إنسانك الداخلي وفتش في دوافعك وافحص في أفكارك وتصرفاتك وحاسب نفسك فخير لك أن تبتعد قليلًا:

"من أن تعثر أحد أولاده الصغار اللذين مات المسيح لأجلهم" (1كو 8: 16).

يُذكر عن أبونا المتنيح ميخائيل إبراهيم أنه كان يصلي دائمًا: يا رب لا تسمح أن أكون سبب عثرة لأحد.. فليعطنا الله أن نكون خدام له بلا لوم وبلا عثرة لئلا تُلام الخدمة بسببنا..


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-antonios-fahmy/servant/tumble.html

تقصير الرابط:
tak.la/96hfy67