في سفر يوئيل:
" اِضْرِبُوا بِالْبُوقِ فِي صِهْيَوْنَ قَدِّسُوا صَوْمًا نَادُوا بِاعْتِكَافٍ. اِجْمَعُوا الشَّعْبَ قَدِّسُوا الْجَمَاعَةَ. احْشُدُوا الشُّيُوخَ. اجْمَعُوا الأَطْفَالَ وَرَاضِعِي الثُّدِيِّ. لِيَخْرُجِ الْعَرِيسُ مِنْ مِخْدَعِهِ وَالْعَرُوسُ مِنْ حَجَلَتِهَا.. لِيَبْكِ الْكَهَنَةُ خُدَّامُ الرَّبِّ بَيْنَ الرِّواقِ وَالْمَذْبَحِ، وَيَقُولُوا: «اشْفِقْ يَا رَبُّ عَلَى شَعْبِكَ، وَلاَ تُسَلِّمْ مِيرَاثَكَ لِلْعَارِ»" (يؤ 2: 12 – 17)
الخادم محب للصوم ومختبر بركاته وقدراته.. ودائمًا يدرك أن مساحة العجز في خدمته هي بسماح من الله لأنها تساوي مساحة الاحتياج للصوم والصلاة من أجل الخدمة..
ربنا يسوع هو نموذج الخادم الحقيقي الذي أتى وحل بيننا ووجدناه وقد صام عنا.. وبذلك يكون قد أسس منهجًا لكل خادم وهو أن يصوم عوضًا عن مخدوميه..
فحين يصوم الخادم من أجل خدمته يرى فيه السيد المسيح صورة الخادم الذي يريده..
ويرى فيه صورة محبوبه الإنسان الذي يصنع مرضاته ويجتهد في حفظ وصاياه.. ويراه نائبًا عن كثيرين كشفيع من أجل تعدياتهم وشرورهم فيصير صوم خدامه وأتعاب أجسادهم كذبائح سرور كاملة مرضية مقبولة أمام الله.
← اقرأ كتب أخرى لنفس المؤلف هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
وبلا شك أن الخادم يحتاج للصوم لحياته الشخصية حيث يتذوق عذوبة انتصار الروح على الجسد وبواسطته يجني من ثمر الروح المفرح.. وينفتح وعيه الروحي لمعرفة المزيد من الخبرة الروحية والإدراك الإنجيلي والكنسي فيصير هذا الخادم بحسب تعبير الكتاب:
"خَبِيرًا فِي طَرِيقِ الرَّبِّ" (أع 18: 25)
.. حيث يجد فيه المخدومين ما تعطش إليه نفوسهم.. ويصير كمدينة كائنة على جبل..
+ كثيرًا ما نجد خدامًا بالكتاب المقدس قدموا أصوامًا قُبلت أمام الله وصنعت عجائب.. واقتدرت في فعلها.. وقبلها الله كذبائح مرضية وأشتمها كرائحة سرور أمامه..
وجدنا صوم موسى النبي وداود المحبوب وأشعياء وأرميا وحزقيال ودانيال ونحميا وعزرا وغيرهم لنتعلم منهم أن الصوم عمل أساسي بالخدمة ولا تستقيم الخدمة بغير أصوام كثيرة..
يتحدث القديس بولس الرسول عن أصوامه الكثيرة التي كان يلجأ إليها لمواجهة مخاطر وتحديات خدمته الكثيرة..
"فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ، فِي أَسْهَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ، فِي أَصْوَامٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ" (2كو 11: 27)
وكأن الله يسمع ويستجيب وكان هذا منهج الآباء الرسل في أسلوب خدمتهم كما ذكر لنا سفر الأعمال: " فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا" (أع 13: 3)
يُحكى عن مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس أنه حين كان يذهب إليه أب كاهن يشكو من أتعاب في الخدمة.. كان يقول له (صلي يا بني قداسات متأخر كثير..)
إن صوم الخادم يبرهن على وضوح هدفه ويعلم أن الخدمة هي حركة سماء وليس عمل بشر وأن الله هو العامل في خدمته وهو الساهر على كلمته وهو الأمين صاحب الكرم القادر أن يتعهد ويصلح ويثبت..
ما أجمل الخادم الذي يحول أنينه وعجزه إلى توسلات وتضرعات مصحوبة بأصوام وأتعاب.. فيسمع الله ويستجيب وينزل ويخلص..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fahmy/servant/fasting.html
تقصير الرابط:
tak.la/kp38nv2