ما أجمل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية التي تستطيع بغنى الروح العامل فيها وبمهارة آبائها ومعلميها أن تحول المناسبات الكنسية ليس مجرد تذكارات ولكن أحداث فعلية..
فتنقل العابدين فيها إلى قلب وجوهر الحدث.. فمن يحضر إلى الكنيسة في أي عيد لا يخرج منها إلا ويشعر أنه أتى إلى بيت لحم أو حضر إلى الجلجثة أو عاين القيامة..
نتعجب يا أحبائي من عمق كلمات الألحان ونغماتها وما اختاره الروح على يد معلمي الكنيسة من قراءات تنقل مشاعرنا وأرواحنا إلى السماء حيث نشارك الملائكة والقديسين في تسبحة البهجة والخلاص الذي لنا..
ومن الخطورة أن نحضر دون إدراك أو تفاعل.. هذا يحول العبادة إلى روتين ثقيل خصوصًا على المخدومين.
وهذا ما يجب تداركه ومعالجته لأننا نرى أن الفجوة تتسع بين العيد والمرجو منه..
فليست المناسبات في الكنيسة مجرد تذكارات ماضية.. أو احتفالات شكلية ولكن أحداث فعلية حاملة لبركات كثيرة..
والخادم مدعو بالأكثر لهذا التفاعل الكنسي الذي يرفع بركات المسيح لكنيسته من أحداث زمنية إلى بركات فوق زمنية..
والخادم مؤتمن على مذاقة الروح الكنسية لينقلها إلى مخدوميه.. ليصل بهم إلى فعل وتأثير المناسبة..
← اقرأ كتب أخرى لنفس المؤلف هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
وحين ينصرف الخادم عن حضور المناسبات الكنسية ولا يتفاعل معها لينال مفاعيلها وبالتالي لا ينقل لمخدوميه أهميتها وتأثيرها.. ولا يشوق مخدوميه للحضور إلى الكنيسة لنوال بركات المناسبة.. هذا يؤدي بالمخدومين إلى هشاشة روحية..
فنجد من يركز على حفلة العيد أكثر من قداس العيد.. ومن يركز على شكل العيد أكثر من جوهر فعل العيد..
وفي جيلنا الحالي يستخدم الخدام وسائل الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عن الاجتماعات والندوات والحفلات والرحلات.. ونكتب post وندعو بـevent.. فهل لنا هذا الحماس والإيمان بالمناسبات الكنسية لنحمس المخدومين ونشرح لهم تفاصيل طقس اليوم وبركاته..
كل مناسبة نحن فيها.. ومن أجلنا.. فالتجسد لنا والختان لنا ومعمودية السيد المسيح لنا والصليب لنا والقيامة لنا والصعود لنا..
وفي كل مناسبة لنا نصيب فيها.. نتقدس بها ونفرح بها ونرتفع بها..
حين نتفاعل مع كلمات وأنغام الألحان.. وحين ندرك أعماق طقس المناسبة.. نجد أننا قد نلنا أفعال الحدث واشتركنا في بركاته..
ليتك عزيزي الخادم:
أن تحيا المناسبة وتتفاعل مع أحداثها فتدعو مخدوميك بكل شغف وحماس للحضور إلى الكنيسة وتفرح بوجودك في وسطهم وتراهم قد اشتركوا في الذبيحة الإلهية وخرجوا محملين ببركات المناسبة فتطمئن على ثباتهم وسلامتهم..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fahmy/servant/events.html
تقصير الرابط:
tak.la/gcakh57