كل كلام عن المسيح لا يؤدي إلى الإفخارستيا هو مجرد تمرين عقلي ولا يعطي حياة من المسيح..
لذلك فلنحذر إخوتي الخدام ألا تكون الإفخارستيا هي محور ورجاء خدمتنا.. ولننتبه أن كثرة أنشطة الخدمة التي لا تؤدي إلى الاشتراك في الإفخارستيا هي تُبعد عن المسيح ولا ترضيه..
بالإفخارستيا نتقبل عمل القدوس وتنسكب علينا رائحة الخلاص وتفوح من رائحة المسيح لكل الخليقة.
عطية الإفخارستيا هي من عطايا الثالوث للكنيسة من أجل خلاصها وثباتها ومن أجل الشهادة في وسط عالم غارق في سبات الزمنية والمادية الميتة..
يجب أن نستوعب جيدًا كلمات السيد المسيح حين قال:
"أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ" (يو 6: 51).
← اقرأ كتب أخرى لنفس المؤلف هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
يجب أن يكون وعي الخادم بكلام المسيح ناتج عن خبرة تفاعلية.. ونلاحظ أن الكنيسة الأولى تأسست على الشركة وكسر الخبز بمواظبة..
وكسر الخبز.. إنما يشير إلى الإفخارستيا كمصطلح ليتورجي يعبر عن الممارسة في الكنيسة. نجد هذا التعبير في معجزة إشباع الجموع.. ولقاء تلميذي عمواس اللذان لم يستطيعا التعرف عليه إلا من خلال عملية كسر الخبز.
الإفخارستيا تجعلنا نرفض الاكتفاء بمعرفة المسيح كمجرد مسيح تاريخ الماضي.. ولا مجرد ذكرى ذهنية لا تقدر أن تشفي أسقام الإنسان.
من كان بعيدًا عن المذبح فهو يحرم نفسه من خبز الله.. إنه الحرمان الأقصى في الحياة إنه الحرمان من المسيح.
وهذا ما تلجأ إليه الكنيسة كأقصى عقوبة تمتلكها مع المخالفين لها وربما تكون هي العقوبة الوحيدة. وهي الحرمان من الإفخارستيا.. فكل خادم لا يصل بتعاليمه وممارساته بمخدوميه للاقتراب من الإفخارستيا فهو يوقع عليهم أقصى عقوبة تملكها الكنيسة..
كيف نتكلم عن المسيح دون أن نتحد به في الإفخارستيا.. كيف ننال غفران خطايانا التي كثيرًا ما تئن ونحزن من سلطانها على حياتنا بدون الإفخارستيا القادرة وحدها على انتزاع سم موت الخطية من أعضائنا
وكيف ننال الوحدة بين جماعاتنا المتناثرة دون الدخول في شركة الجسد الواحد في الإفخارستيا.
وكيف ننال ميراث الحياة الأبدية ونحن لا نقترب من سر الحياة الأبدية..
أحبائي.. لننتبه أن يكون عدو الخير شجعنا على تقديم اجتماعات كثيرة لنسكّن بها ضمائرنا بينما هو يلهينا عن الإفخارستيا...
أحبائي.. لننتبه لأننا كثيرًا ما نتحمس لكل ما هو غير الإفخارستيا أكثر من الإفخارستيا.. أليس هذا أمرًا يدعو إلى القلق..
ولنحذر أننا بينما ندعو إلى الإتحاد بالمسيح نجد أنفسنا قد بعدنا عنه.. وخرجنا من جسده..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fahmy/servant/eucharist.html
تقصير الرابط:
tak.la/9wv8s5d