الحياة المسيحية ليست فلسفة نظرية أو مجرد معلومات تدرس...
بل حياة وسلوك وإيمان يُنقل ويُورث ويستمر عبر الأجيال...
والسيد المسيح بدأ خدمته باختيار أشخاص دعاهم تلاميذ وكانوا يرافقونه كل الأوقات ليسمعوا ويروا ويستلموا منهج حياة وليس فقط مجرد معلومات.
كما ذكر معلمنا لوقا البشير:
"وَلَّما جَاءُوا بِالسَّفِينَتَيْنِ إِلّى الْبَرِّ تَرَكُوا كُلَّ شيء وَتَبِعُوهُ" (لو 5: 11).
وامتد الأمر عبر العصور الأولى للمسيحية إذ لَقَّبَت كل من يدخل إلى الإيمان بـ(تلميذ).
وكلمة تلميذ تطلق فقط على المراحل الأولية في التعليم... لأنها تعبر عن البساطة والاتضاع والخضوع.
لذلك نعتبر مبدأ تلميذ في الكنيسة والخدمة من أهم المبادئ التي تؤمّن سلامة الخدمة...
فلا تجد في الكنيسة معلم وإلا يحسب تلميذًا لمعلم آخر...
لأن التلمذة تحفظ الإنسان من الكبرياء ومن السلوك بحسب المنهج الشخصي... وهي تضمن سلامة الطريق... وتؤمّن الهدف... وتحقق الوحدة.
وحينما يفقد الخادم محبته للتلمذة يصاب بالجمود... ويتراجع عن سماع التعاليم.. ويستكبر أن يصير تلميذًا يجلس ويستمع ويتعلم.. ويستثقل أن يحضر قداس أو عشية أو عظة... وأخطر ما يصيب الخادم أن يشعر بالاكتفاء عن التلمذة أو التعلم ويردد إني غني وقد استغنيت... ولا يعلم أنه شقي وفقير.
← اقرأ كتب أخرى لنفس المؤلف هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
رأينا تلمذة يشوع لموسى... وأليشع لإيليا... وكيف وضع الله من روح ورسالة وقلب المعلم للتلميذ... فكان امتدادًا واستكمالًا لنفس الرسالة.
وكأن الله يريد أن يعلمنا أن خطته لا تحتاج إلى جيل ولا إلى فرد... بل إلى أجيال تسير في نفس الاتجاه وهذا يؤكد ضرورة التلمذة غبر الأجيال المتلاحقة...
فالتلمذة تضمن تواصل الأجيال وتحفظ من الانفرادية وتنجي من الشعور بالاكتفاء وتضيف الخبرات العلمية.
طلب أليشع أن يكون له روحين من معلمه إيليا... ولقبه بمركبة إسرائيل وفرسانها... وهذا ما يجب أن يشعر به التلميذ تجاه معلمه... لأن الثقة في المعلم تأتي بالتلمذة الناجحة... وحينما يرى الله أن التلميذ يثق في معلمه يهبه الله لا بسبب بر بمعلمه بل بسبب اتضاعه كتلميذ.
عرّفنا آباء البرية أن من الكرامات التي لا توصف في السماء هي كرامة تلميذ خاضع مطيع...
أخي الخادم... أحبب التلمذة فهي تحميك من هم التفتيش عن الطريق.
أخي الخادم... أحبب التلمذة لأب اعترافك لأن بقدر أمانتك معه بقدر ما تلقي بهم خلاصك عليه.
أخي الخادم... أحبب التلمذة فهي خلصت كثيرين بلا تعب... وتعب كثير بدونها لا ينفع شيء.
أخي الخادم... أحبب التلمذة وأسعى ورائها لأنها تجلب الرحمة في الدينونة لأنه ليس من العدل أن يطالب التلميذ كالمعلم...
ليتك تدخل إلى الكنيسة وأنت تحسب نفسك أنك أصغر تلاميذها لتنهال عليك البركات والمراحِم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fahmy/servant/discipleship.html
تقصير الرابط:
tak.la/742kgvq