يخاطب معلمنا بولس الرسول تلميذه تيموثاوس:
"وَأَمَّا أَنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي، وَسِيرَتِي، وَقَصْدِي، وَإِيمَانِي، وَأَنَاتِي، وَمَحَبَّتِي، وَصَبْرِي" (2تي 3: 10).
وهنا يركز على السيرة أي السلوك الفعلي والمبادئ والتصرفات وردود الأفعال والاهتمامات وإجمالًا الحياة الطبيعية اليومية..
فما رآه التلميذ تيموثاوس في سيرة معلمه بولس يحقق كل ما تعلمه منه وكل ما علم به أمامه تحول إلى حقيقة..
وهذا ما هو أهم من التعليم في حد ذاته.. فلا يطلب في الخادم أن يكون مدرسًا بقدر ما يكون درسًا..
فلو كان التعليم بدون سيرة يتحول إلى نظرية.. ولو كانت السيرة عكس التعليم صارت عثرة:
"وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ
السَّمَاوَاتِ"
(مت 5: 19).
+ الخادم عمله الأول هو التأثير.. وأهم ما يؤثر هو السيرة وليس مجرد الأقوال.. فليس أسهل من الكلام وليس أجمل من السيرة والتطبيق.. فنجد في شخص يسوع المسيح المبارك أن كل ما قاله فعله.. بحسب ما قال معلمنا بطرس الرسول:
"لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ فَإِنَّ
الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا،
تَارِكًا لَنَا مِثَالًا لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ" (1 بط 2: 21).
وليس مجرد مجموعة كلمات ونظريات..
فقد علم أن من أراد أن يكون أولًا فليكن آخر الكل.. وأن لا تهتموا بما تأكلون أو
بما تشربون.. وأن نحمل الصليب.. وهذا كله رأيناه في شخصه القدوس..
← اقرأ كتب أخرى لنفس المؤلف هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
+ على الخادم أن يكون صادقًا فيما يقول وفيما يفعل.. وأن يكون واحدًا في السر كما
العلن..
أكبر خطر يهدد حياة الخادم الانفصام بين الخفاء والعلن، وبين السلوك والسيرة، بين
المعرفة والأفعال..
وهنا نتذكر رفقة زوجة إسحق حين كانت عاقرًا وقد صلى إسحق من أجلها فولدت ابنيها
عيسو ويعقوب.. وإذ كان في أحشائها جنينان تزاحما معًا فقالت رفقة:
"إن كان هكذا فلماذا أنا؟!".
بمعنى ما فائدة حياتي؟
هذا الصراع بين عيسو ويعقوب ظهر وهما بعد جنينان وكأن الأحشاء الواحدة لم تحتملهما
معًا ويرى بعض الآباء في هذا الصراع صورة للصراع المستمر بين الشر والخير حتى في
داخل أحشاء النفس الواحدة أو داخل مجال العمل الكنسي.
وهذا هو أنين رفقة التي تمثل الكنيسة إلى الآن ونراها قد ضاقت نفسها جدًا من هذا
الصراع..
أحبائي.. الله يطلب السالكين بالدِعة.. العارفين بالهتاف.. الساجدين بالروح والحق..
افحص داخلك واسأل دوافعك.. ابحث في أعماقك عن محبة العالم والتعلق به.. محبة المال
والاتكال عليه.. عن رغبات الجسد وحركاته والخضوع له.. عن الدافع الحقيقي للخدمة
وتنقيتها من أي شوائب..
عن سلوكك بين زملاء العمل والأسرة والغرباء.. هل تسلك كخادم..
هل يمكن أن يتبعك شخص فيتبع سيرتك وتعليمك فيتمثل بك كما
بالمسيح..؟
فالله لا يطلب أوان ذهبية أو فضية بل أوان نظيفة ليقدم خلالها بركات خلاصه..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fahmy/servant/demeanor.html
تقصير الرابط:
tak.la/fhq4g7q