St-Takla.org  >   books  >   fr-antonios-fahmy  >   servant
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الخادم و.. (الجزء الأول) - القس أنطونيوس فهمي

17- الخادم والأنشطة

 

"فَإِنْ كَانَ وَعْظٌ مَا فِي الْمَسِيحِ إِنْ كَانَتْ تَسْلِيَةٌ مَا لِلْمَحَبَّةِ إِنْ كَانَتْ شَرِكَةٌ مَا فِي الرُّوحِ" (في 2: 1).

كثرت الأنشطة بالكنيسة في عصرنا الحالي وتعددت نتيجة زيادة الاحتياجات وتغيرات وسلبيات المجتمع وتضاعف الأعداد..

ولما نشأت احتياجات كثيرة في الآونة الأخيرة وجدت الكنيسة أنه من الواجب عليها أن تقدم لأبنائها ما يحتاجون في كافة المجالات الروحية والنفسية والاجتماعية والرياضية

ولأن الكنيسة تعلمت من سيدها يسوع المسيح كيف تقدم خبزًا للجائع وماء للعطشان وسندًا للمريض وعزاء للمتضايق..

ولأن الكنيسة بلا شك هي التي تحتضن العالم وتقدسه وترقيه وتربيه في
المسيح يسوع.

فقدمت الكنيسة كل جهدها لتقديم المعونة لأبنائها..

ولكن مع تزاحم الأنشطة وجب علينا أن ننتبه دائمًا إلى مراجعة الهدف باستمرار لئلا يضيع هدف الخدمة الحقيقي وسط تداخلات الاحتياجات (وهو التوبة والتقديس وربح الملكوت ومجد المسيح على الأرض) لئلا تتحول الكنيسة إلى مؤسسة زمنية اجتماعية تقدم الكورال والتمثيل والكومبيوتر والنادي والمسرح دون هدف واضح وبحسب نصيحة معلمنا بولس الرسول:

"فَإِنْ كَانَ وَعْظٌ مَا فِي الْمَسِيحِ إِنْ كَانَتْ تَسْلِيَةٌ مَا لِلْمَحَبَّةِ إِنْ كَانَتْ شَرِكَةٌ مَا فِي الرُّوحِ" (في 2: 1).

وما نخشاه أن تكون قوة الاستجابة لمثل هذه الأنشطة تمثل تعويضا عن الضعف الروحي وتقصيراته الداخلية..

فتجد الكنيسة مكدسة بأعداد المترددين للأنشطة بينما العبادة متناقصة.. ونصل إلى حالة اكتفاء كاذب.. ونتائج غير حقيقية.. ويتردد المخدومين على الكنيسة بشكل دائم مما يفقدهم الكثير من هيبة وكرامة الكنيسة.. وتتحول العبادة والأسرار إلى مجرد فواصل بين الأنشطة..

لذلك وجب تقنين ومراجعة الأنشطة بشكل أكثر تدقيقًا.. ويجب أن نتحلى بالحكمة والتأني في اختيار النشاط ومراجعته باستمرار.


St-Takla.org Image: The servant (Arabic word) with arrows. The church servant dealing with various issues. صورة في موقع الأنبا تكلا: الخادم، وأسهم. خادم الكنيسة في تعامله مع عدة أمور.

St-Takla.org Image: The servant (Arabic word) with arrows. The church servant dealing with various issues.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الخادم، وأسهم. خادم الكنيسة في تعامله مع عدة أمور.

لأن هناك دوافع خاطئة للأنشطة منها:

1- نشاط يغذي ذات الخادم ويعلن عن شخصه.

2- التنافس أي نفعل لمجرد أن نقدم ونعلن وننافس ونقلل (رد فعل).

3- نشاط للنشاط..

4- نشاط لإرضاء المخدومين.. دون النظر إلى نوعه.

ه- الأعداد والإبهار.

6- هدف غير نقي (مادي - صراعات داخلية - علاقات بين جنسين..)

← اقرأ كتب أخرى لنفس المؤلف هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.

 

من هنا وجب على الخادم أن يضع في قلبه عدة أمور:

1- الأنشطة هي وسائل وليست أهداف.

2- يراعى فيها تقديم الاحتياجات الروحية من خلالها.

3- الأنشطة فرصة لجذب نوعيات نعجز عن الوصول إليها.

4- هي من أجل نمو روح الشركة والحب بين الخادم والمخدومين، والمخدومين وبعضهم البعض.

5- هي فرصة للتعرف على المخدوم وضعفاته وجذبه بشكل أقوى من خلال الاحتكاك المباشر به والتودد إليه.

6- اكتشاف مواهب المخدومين والارتقاء بها.

7- حفظ المخدومين من الفراغ والعثرات.

8- غرسهم في الكنيسة والاندماج مع عباداتها لئلا يصاب بالاغتراب في الكبر.

وأخطر ما في الأمر أن تكون دوافع الخادم مثل دوافع المخدوم في أي نشاط.. فقد يحضر المخدوم للنشاط فقط من أجل قضاء وقت مع الأصدقاء أو للتسلية أما الخادم فيجب أن يرى أبعد من ذلك بكثير.. وبحسب قول القديس يوحنا ذهبي الفم إنه يجب أن يكون الفرق بين الخادم والمخدوم كالفرق بين الراعي والقطيع..

الراعي يهتم بأمور أبعد ما تكون عن فكر القطيع فهو يدبر المراعي الخضراء والماء والأماكن الآمنة ويتعهد سلامة القطيع في كل الأحوال.

كذلك الخادم فهو يصلى ويدبر ويعد ما هو مُشْبِع ومسر لنفوس مخدوميه.. لئلا نقدم النشاط ونخسر القطيع.. ونشبه نحاسًا بطن أو صنجًا يرن.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-antonios-fahmy/servant/activities.html

تقصير الرابط:
tak.la/sak4hbr