الخدمة هي عمل إلهي وحضور إلهي.. فأي فرح للعامل فيها؟!
مَن يصاحب الملك يأخذ من مجد حضوره ويشارك فرح المشاركين..
وهذا ما يشجع الخادم ويؤيد خطواته ويحثه على العطاء المستمر.. ونعتبر الفرح أحد العلامات الرئيسية لضمان سلامة الطريق.. ونؤمن أن فرح الرب هو قوتنا..
أنظر كيف يخاطب معلمنا بولس الرسول أهل فيلبي وبهذا عينه:
"كُونُوا أَنْتُمْ مَسْرُورِينَ أَيْضًا وَافْرَحُوا مَعِي" (في2: 18).
"إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ وَالْمُشْتَاقَ إِلَيْهِمْ، يَا سُرُورِي وَإِكْلِيلِي، اثْبُتُوا هكَذَا فِي الرَّبِّ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ" (في 4: 1).
هناك أمور كثيرة تدعو للفرح في الخدمة.
فرح الرسالة والهدف السماوي:
.. خادم يُحضّر نفوس للمسيح.. خادم يدعو للتوبة.. خادم يدعو للصلاة والتسبيح.. خادم
يدعو للتمتع بالإنجيل (البشارة المفرحة) خادم سفير للمسيح.. خادم يصالح المتخاصمين
ويرد الضالين ويجمع المشتتين.. أي فرح يكون فيه؟
الخادم هو صديق العريس وشريك أفراحه وخيراته وبركاته.. يفرح مع كل تائب ويبتهج مع
كل راجع.. وله نصيب في أفراح وولائم السماء بالتائبين..
يفرح بنمو الخدمة وثمرها من حيث الكَيف والكم.. ويمجد عمل الله معه.. ويبارك الله الذي لكثرة صلاحه استخدم ضعفه وجعل نفوس تعرف الرب وطريق بيت الرب.. وصار منهم الخادم والشماس و...
وبدأت الكلمة تثمر وتعمل وتسكن في النفوس.
أي فرح للخادم وهو يرى أولاده يخدمون المذبح ويشتركون في الوليمة السماوية
ويتناقشون في الأمور الروحية ويلاحظ ويراقب أشواقهم وهي تنمو وتثبت.. أي فرح للخادم
وهو يرى أولاده وهم يسعون للتوبة والاعتراف حيث يقودهم ويدبر لهم ما يحتاجون..
فرح الافتقاد:
الافتقاد هو السعي وراء النفوس وتوصيل رسالة محبة
المسيح والكنيسة وأعضائها الحية
لعضو بعيد أو يشعر بغربة.. كم هو مؤثر وفعال ومُفرح
ولا يوجد خادم محب
للافتقاد إلا وذاق ثمره وفرحه في داخل نفسه كخادم قبل المخدوم..
في الافتقاد نشارك
السيد المسيح جلوسه مع المرأة السامرية ودخوله إلى بيت زكا
ونتحدث عن التوبة والرجوع... ونتقابل مع نفوس يصعب الوصول إليها ونخبرها بالرجاء
الذي لها في
المسيح يسوع ونقتنصها من أسر العدو ونردها إلى الحظيرة سالمة آمنة
فرحة.
← اقرأ كتب أخرى لنفس المؤلف هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
فرح بإخوته الخدام:
وهو يرى فيهم الحماس والحب والوحدة.. حيث يقضون معا أوقاتًا طويلة يعدون لخدمتهم كيف تكون أكثر جمالًا وتأثيرًا وفاعلية وتتكون بينهم روابط روحية مفرحة.. وكل واحد يتعلم من الآخر ويساعد الأخر وكم يكون فرحهم بنجاح عمل قاموا به معًا.. حيث تتأصل وحدانية القلب التي للمحبة.. ويذوق جمال حياة الشركة الفعلية حيث شركة الهدف والوسيلة.
فرح الوجود الدائم في الكنيسة..
الكنيسة هي الفردوس المستعاد وهي بيت
الملائكة ومسكن الله مع الناس والخدمة تجعل
الخادم يقضي أوقاتًا طويلة داخل الكنيسة مما يتيح له فرص أكثر للصلاة والتسبيح
والاطمئنان بالوجود داخل أسوار مدينة النجاة..
ما أكثر دواعي فرح الخادم..
في كل لحظة يقضيها في عمل الله وخدمته..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fahmy/servant/joy.html
تقصير الرابط:
tak.la/6n3w4vs