محتويات:
(إظهار/إخفاء) الغريزة والنضوج النفسي
(1) مرحلة المهد (النرجسية)
(2) المرحلة الأوديبية
(3) المرحلة المثلية
(4) المرحلة الجنسية الغيرية العامة
(5) المرحلة الجنسية الغيرية الأحادية
تبدأ الغريزة الجنسية كبقية الغرائِز مع الإنسان منذ ولادتهِ وتستمر معه طُوال العمر وحتُى اللحد.. وتُشبه الغريزة تيار النهر الذي لا يُرى واضحًا عند منبعه ولكنه يظهر في مجراه عندما يحدد طريقه وتتضح ضفتاه والنهر إذا اعترضته صخور كبيرة أو أية موانع تعطَّل سير مجراه الطبيعي وتوقف تياره.
الأمر هكذا بالنسبة للغريزة.. فإنه إذا حدثت خبرات سيئة أو عُقد نفسية تختص بشئون الجنس فإنها تُوقف أو تُضعف السير الطبيعي للتيار الجنسي حتُى يكاد يقف عند مرحلة معينة ويعجز عن أن ينمو ويتقدم لمرحلة أخرى أكثر نُضجًا.
وعلينا أن نُدقق في فهم هذه المراحل ليسهُل تشخيص وعلاج أي انحراف في المفاهيم والممارسات الغريزية.
وهي مرحلة عِشق للذات حيث يكون النشاط النفسي كُلّه مُركزًا حول الذات وهي تُسمى بالمرحلة النرجسية إشارة إلى نارسيوس Narcissus أحد فِتيان الإغريق وإذ كان صاحب جمال نادر.. أعجب بصورته في الماء فوقع في غرام نفسه وظلَّ مستلقيًا على بطنه متأملًا في وجهه في الماء حتُى نسى نفسه وسقط ومات.
وفي هذه المرحلة تكون الطاقة الجنسية شاملة جميع أنسجة الجلد وبالذات للفم والشرج.
وينفصل الطفل من هذه المرحلة حتّى يخرج من مرحلة المهد إلى مرحلة الطفولة المبكرة لتتسع فيها ميوله للخارج ويترك الأحاسيس الخارجة من جسده ليُوثِّق علاقاته بمَنْ يتصل بهم في بيئته المنزلية.. وتظهر عليه في هذه المرحلة تعبيرات عن الحنو والألفة تجاه الآخر.
والإشارة هنا إلى الملك أوديب اليوناني Oedipus الذي يُقال أنه قتل أباه وتزوج أمه.. وهذه المرحلة يظهر فيها اتجاه الابن إلى الأم في حنان غريب مع غيرته من الأب.. وكذلك البنت إلى أبيها مع غيرتها من الأم.
وهي بين السادسة والحادية عشر تقريبًا وهي مرحلة يميل فيها كُلّ جنس إلى جنسه ويُقاوم الجنس الآخر ويحدث خلافات بينهما.. وكأنَّ الطبيعة تعمل هذه المرحلة كدفعة وقائية للتيار الجارف في المرحلة التالية.. وتبدأ الطاقة الجنسية تتركز حول العضو التناسلي.
وفي أثناء هذه المرحلة تبدأ حالة المراهقة الُمبكِرة.. وكلمة "مراهقة" أي اقتراب (رَهَق الشيء أي اقترب إليه).. فهي تعنى البداية والاقتراب بعد أن يكون الفتى انحل من الرباط الأوديبي والتمركز النرجسي. وهنا تبدأ التغيرات الفسيولوجية التي تُعد الصبي ليكون شابًا ثم رجلًا بسبب هذه التغيرات التي تدفع المراهق إلى أن يبحث عن الآخر، وهو كثيرًا ما يجده في كائن من جنسه. وهذا ما يفسر وجود نزعة إلى الجنسية المِثلية في مرحلة هذا العمر العاطفية.
وبعد أن يتحرر الإنسان تحرر تام من النرجسية والأوديبية والمِثلية ينتقل الاهتمام الجنسي من الأنا إلى شخص آخر من جنس آخر.. حيث ينجذِب الُمراهق إلى العديد من الفتيات وربما يستخدم العواطف كسِتار يخفى الميل الجنسي وهنا يجب أن نُحذر من عدم الانضباط العاطفي والنفسي في هذه المرحلة التي ربما تُؤدى إلى تجارُب جنسية بالغة الضرر... حيث قيادة الغريزة للجنس الآخر دون تمييز لشخصية بعينها..
حيث يتقدم النمو العقلي والنفسي والجنسي في هذه المرحلة إلى أن تتحدد الرغبة بدلًا من الجنس بأكمله إلى فتاة واحدة.. ويكون هذا في المستوى الزمني تقريبًا نهاية المرحلة الجامعية.. حيث يبلُغ إلى الجنسية الغيرية الأحادية.. حيث يجد كُلّ صفات الجنس الآخر التي يرغبها في شخصية واحدة.. تقنعه تمامًا ويحبها حبًا صادقًا نقيًا.. تؤهله للارتباط بها لتشترك معه في إكمال رحلة عمره كُلّها.. حتّى يبلُغا معًا غاية الحياة.. وهي الأبدية السعيدة.
يكون هذا الاختيار سليمًا إذا كان قد عَبَرَ جميع المراحل السابقة (النرجسية - الأوديبية - المِثلية - الجنسية الغيرية العامة - الجنسية الغيرية الأحادية) واجتازها بنجاح دون معوقات وإن لم تتتابع عمليات النمو الكاملة يصير النمو الجنسي قاصرًا.. فالشخص الذي يبلُغ من العمر خمس وعشرين عامًا وهو لا يطلب إلاَّ ما يُشبع ذاتيته وأنانيته ولا يحب الآخر بل نفسه فقط ويريد أن يتركز اهتمام الجميع حول ذاته هو إنسان نرجسي المرحلة ولم يتعداها رغم أنه قد يكون حائزًا على شهادات ومراكز مرموقة من الجميع.
والفتاة أو الشاب الذي يتعلق بأحد والديه تعلُّقًا عاطفيًا شديدًا رغم زواجه من شريك آخر يُثبت وجود بقايا أوديبية.
والفتاة أو الشاب الذي يثبُت عند الجنسية المِثلية ويميل إلى المعاملة والسلوك الشاذ مع جنسه هو يحتاج إلى علاج نفسي وجسدي.
والشخص الذي يتوقف عند المرحلة الجنسية الغيرية العامة ولا يحدد لنفسه إنسانة واحدة.. بل ينجذب إلى كُلّ الجنس الآخر ويميل إلى كُلّ الجنس الآخر ويشتهى كُلّ الجنس الآخر.. فهذا يُعبِّر عن خلل في نموه النفسي والجنسي.
وهكذا نجد أنَّ المراحل متتابعة وتُكمِّل بعضها البعض من أجل إنسان سوي متكامل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. يصل إلى الصورة التي أرادها الله من أجله.. لذلك يمكننا أن نقول أنَّ هناك جزءًا كبيرًا من السلوك الغريزي يحكمه اللياقة النفسية التي ينميها ويسندها روح القداسة لأنَّ الإنسان العفيف لاشك في أنه متمتع بشخصية سوية نفسيًا.. ونعرف أنه لا يمكن بحال إقامة أي بناء روحي سليم فوق أرضية نفسية هزيلة.. لأنَّ عناصر الإنسان الثلاثة النفس والجسد والروح مرتبطة ببعضها البعض ارتباطًا وثيقًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fahmy/purity/steps.html
تقصير الرابط:
tak.la/yscd69d