![]() |
1- ولكن ليس الموضوع موضوع تقشف، فبعيدًا عن الانسياق لموانع ومحاذير لأن (الاعتدال) هذا هو الأساس للصحة ومن أجل حياة طبيعية جيدة، و(أنت) ستجد أنها أفضل من حياة الملذات. فهي تسمح أولًا بصحة جيدة وبالتالي لا نتعب من أي من هذه الأوجاع التي وجع واحد منها كفيل بذبول كل لذة واقتلاعها من جذورها بسبب الأكل نفسه. كيف هذا؟ لأن اللذة سببها الشهية، والشهية ليست التخمة أو امتلاء البطن، بل الذي يخلقها هو الحاجة والعوز، ولكن هذا العوز لا يوجد على موائد الأغنياء بل دائمًا موجود على موائد الفقراء، فقلة الطعام تحيل طعمه لمذاق أحلى من شهد العسل بما لا يفلح أن يفعله طعام كبار الطباخين في الفنادق، لأن الأغنياء يأكلون دون أن يجوعوا ويشربون دون أن يعطشوا، ويناموا قبل أن يدركهم سلطان النوم الذي لا يُقاوم، والفقراء اختبروا كل عوز دون أن ينالوا الكفاية، لذلك فهم يتلذذون بكل ما يأكلونه.
2- أتوسل إليك، لماذا سليمان نفسه أكد على حلاوة نوم عبده بهذه الكلمات "نوم المشتغل حلو إن أكل قليلًا أو كثيرًا" (جا 5: 12)، هل هذا بسبب نعومة مرقده؟ مع أنعم غالبًا يفترشون الأرض أو على القش ينامون، إذن فهل بسبب حياتهم البسيطة. ولكن حياتهم قطعة منسوجة من التجارب والبؤس. فما هو إذن الشيء الذي يجعل نومهم لذيذ هكذا؟ إنه الإجهاد والاحتياج الذي يجوزوه طيلة نهارهم.
أما الأغنياء إن لم يأت الليل ويباغتهم وهم سكارى فلن يستطيعوا أن يناموا للحظة إذ يرجعون وهم هائجين بدون توقف (من السُكر) ليتمددوا على أسرّتهم الناعمة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-virginity/devoid-of-pleasures.html
تقصير الرابط:
tak.la/64p9c85