1- إن قلت: لماذا توجد في العهد القديم والجديد مخاطر وتجارب وفخاخ كثيرة؟ فأعلمني ما هو السبب؟
 |
إن الحياة الحاضرة، هي ميدان مصارعة، ساحة ألعاب رياضية، جهاد، بوتقة، محل صباغة حيث تصنع الفضيلة. وكما أن الصباغين يأخذون الجلود، يخمرونها أولًا، ثم ينشرونها ويدقونها ويضربونها على الحوائط وينشفونها، وبألف وسيلة أخرى يجعلونها جاهزة لأخذ الصبغة، وهكذا يجعلونها تأخذ صبغة جميلة.
2- كما أن الصاغة يلقون الذهب في النار مسلّمين إياه إلى تمحيص الأتون ليجعلوه أكثر نقاوة، وكما أن المدربين يجتذبون الذين يدربونهم لتدريبات شاقة، ويهاجمونهم بشدة أكثر من خصومهم ليقوّموهم أثناء التدريب، ليكونوا مؤهلين في المباراة، وجاهزين لمواجهة ضربات خصومهم والإفلات منها بسهولة، فهكذا الله يتصرف بالمثل في الحياة الحاضرة(89)
3- مريدًا إعداد النفس لفضيلة تناسب أهدافه فيضعها في البوتقة ويسلّمها لمحنة الآلام، لكيما يشدد من قد فقدوا الشجاعة ومن صاروا غير مكترثين، وليتح لمن قد برهنوا على ثباتهم أن يبذلوا المزيد أيضًا لكي يجعلهم أكثر مناعة ضد فخاخ إبليس وشباك الشياطين، وجديرين تمامًا لنوال الخيرات الآتية.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
4- وفي الواقع يقال أن الإنسان الذي لم يُجرب لا يساوي شيئًا. وبولس الرسول يقول: "الضيق ينشئ صبرًا والصبر تزكية" (رو 5: 3-4) والله إذ يريد جعل البشر أكثر قوة وأكثر صبرًا، فإنه يدع النفس (حرفيًا العملة النقدية) تُجرب بكل أنواع الطرق.
5- إن الله قد ترك أيوب ليعاني ما عاناه، فهذا لكي يظهر صلابته في التجربة وليسد فم الشيطان. وإن كان أرسل الرسل (للكرازة وسط ظروف صعبة) فهذا لكي يجعلهم أكثر شجاعة وليظهر هكذا قوته فيهم. وإظهار قوته في ضعفهم ليس بالأمر القليل الأهمية، حتى أن بولس عندما أراد أن يتملص من البلايا التي اجتاحته قال له الرب: "تكفيك نعمتي، لأن قوتي في لضعف تكمل" (2كو 12: 9).
_____
(89) رجاء أن نضع في اعتبارنا أن الترقيم الموجود في النص الأجنبي أحيانًا يفسد المعنى لو نسينا انسيابية وتسلسل الكلام في الواقع العملي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-providence-of-god/many-trials.html
تقصير الرابط:
tak.la/zgj2pk5
