 |
38- هل تعمل بيديك؟ اجلس ورتل. ولكن إن كنت لا ترغب أن ترتل بفمك فرتل بقلبك. إن الترتيل هو رفيق عظيم. لن تسبب بهذا أية خسارة (لنفسك)، بل سيمكنك أن تجلس إلى عملك كما لو كنت في ورشة. لأن ليس فقط ملائمة المكان بل التلمذة الصارمة لأخلاقنا ستمدنا بالهدوء. وبولس الرسول نفسه مارس حرفته في ورشة ولم تتضرر بذلك فضيلته. لذلك لا تصر على القول: حيث أنني فقير وأعمل بيدي كيف يمكنني أن أحيا حياة الفضيلة (حرفيًا الفلسفة). إنه لهذا السبب عينه ستستطيع أن تحيا حياة الفضيلة.
39- بالنسبة للتقوى فالفقر يخدمنا أكثر من الغنى. العمل أفضل من البطالة، خصوصًا وأن الثروة ستصير عقبة حتى لأولئك الذين لا يتكرسون لها. ومع ذلك يجب أن نضع جانبًا غيظنا ونطفئ حسدنا ونسكن غضبنا ونقدم صلواتنا ونظهر دوافع معقولة وحلمًا وعطفًا ومحبة. فكيف يمكن للفقر أن يقف عقبة في طريقنا؟ لأننا نتمم هذه الأعمال ليس بإنفاق المال بل بعمل الاختيار الصحيح. إن الصدقة فوق كل شيء تحتاج مالًا، لكن حتى الصدقة ستلمع ببهاء أفضل عندما نعطيها من أعوازنا. إن الأرملة التي دفعت الفسلين كانت أفقر من أي إنسان آخر، لكنها فاقت الكل (في عطائها).
40- لذلك ليتنا لا نعتبر أن الثروة شيء عظيم ولا نعتبر الذهب أفضل حالًا من الطين. إن قيمة المادة لا تأتي من طبيعتها بل فيما نعتقده عنها. لأنه لو كان علينا أن نفحص الأمر بدقة نجد أن الحديد أكثر أهمية من الذهب. إن الذهب لا يجلب شيئًا مفيدًا لحياتنا، بينما الحديد له استخدامات لا تُعد ويمدنا بالكثير من احتياجاتنا.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
41- لماذا أجري هذه المقارنة بين الذهب والحديد؟ إن هذه الحجارة العادية أكثر أهمية من الأحجار الكريمة. لا يمكننا أن نخرج من الجواهر شيء مفيد، لكن من الحجارة العادية يمكننا أن نبني بيوتنا والأسوار والمدن.
أروني أية منفعة يمكن أن تأتي من الأحجار الكريمة بل بالحري أروني أي ضرر لا يمكن أن يأتي منها! فكيف تلبس الياقوت وفقراء بلا حصر يتضورون جوعًا؟ إي عذر سترد به ضد هذا الاتهام؟ وأية مغفرة ستحوزها عند تصرفك هكذا؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/w73sv3p
