42- هل ترغبين في تزيين وجهك؟ لا تفعلي هذا بالجواهر بل تزيني بالتقوى والحشمة. وبتزينك هكذا سيجد الرجل منظرك مُسرًّا أكثر، لأن ذلك النوع الآخر من الزينة يثير عمومًا العثرات التي تنشئ الغيرة والعداوة والنزاع والشجار. لأنه لا يوجد شيء يدعو للاشمئزاز أكثر من وجه جميل مثير للعثرة. لكن الزينة التي تأتي من الصدقة والحشمة تطرد كل شك شرير وتجتذب إليكِ زوجك بقوة أشد من أي سلسلة (حديدية). ومن ثمَّ فحتى لو كانت المرأة جميلة، لكن زوجها يكرهها، فستبدو أمامه أقبح النساء، وإذا لم تكن المرأة جميلة لكن زوجها مسرور بها فسيجدها ألطف النساء. إن الأحكام لا تتم في ضوء طبيعة ما هو مرئي بل في ضوء دوافع ناظريه.
![]() |
43- لذلك زيني وجهك بالحشمة والتقوى والصدقة والإحسان والمحبة والرقة والتعقل والحلم والاحتمال تجاه زوجك. هذه هي ألوان الفضيلة، وبهذه الأمور تجتذبين ليس بشرًا بل ملائكة محبين لك، والله نفسه سيمدحك لأجل هذه الأمور. وعندما يرضى الله عليك سيجعل زوجك في صفك بكل طريقة، لأنه إن كانت الحكمة تنير وجه الإنسان، فالفضيلة بالأولى كثيرًا ما تجعل وجه المرأة يشع بالنور.
44- إن كنت تعتبرين أن الجواهر زينة عظيمة لجمالك، فاخبريني أية منفعة ستأتي لك من اللآلئ في يوم الدينونة؟ لكن أي حاجة هناك للحديث اليوم، إن كان من الممكن إثبات كل هذه النقاط بأدلة من الحياة الحاضرة؟
بالتأكيد الذين أمسكوا بتهمة إهانة الإمبراطور وسبه يُجرون إلى المحكمة وتصير حياتهم في خطر، فحينئذ تخلع أمهاتهم وزوجاتهم عنهن عقودهن وذهبهن وكل زينتهن وثيابهن المزركشة بالذهب ويرتدون ثياب بسيطة رخيصة الثمن ويلقين على أنفسهن الرماد ويتمرغن في التراب أمام أبواب المحكمة وبهذه الطريقة يحاولن أن يثرن شفقة القضاة.
45- لكن إن كانت الحلي الذهبية واللآلئ والثياب المزركشة يمكنها أن تخونك خيانة في محاكم هذه الدنيا حيث الدعة واللطف والرماد والدموع والملابس الزهيدة الثمن لها اعتبار أكثر لتكسب القاضي إلى صفك، فهذا الأمر سيكون محقًا أكثر في ذلك اليوم الرهيب حيث لا يمكن أن تكون هناك رشوة، لأنه أية كلمة احتياج يمكنك أن تقولينها عندما يلومك الرب فيما يخص هذه اللآلئ وعندما يأخذ إليك الفقير الذي هلك من الجوع؟ لهذا السبب قال بولس الرسول: "لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن" (1تي 2: 9) لأن كل هذه الأشياء من الممكن أن تكون مصيدة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
46- لكن حتى لو استمتعنا بهذه الأشياء يومًا في الداخل ويومًا في الخارج فسوف ننفصل عنها بالموت، لكن الفضيلة لا تتغير أو تتبدل، أنها آمنة تمامًا وهي تجعلنا أكثر أمنًا في هذا العالم وسترافقنا إلى العالم الآتي. هل تريدين أن تمتلكي اللآلئ ولا تتخلي أبدًا عن هذه الثروة؟ إذًا فلتنزعي عنك زينتكِ وضعيها في يد المسيح عن طريق يد فقيره. وهو سيحفظ كل غناك إلى ذلك اليوم الذي يرفع فيه جسدك بمجد عظيم وآنذاك سيُلبسك ثروة أعظم وزينة أوفر حيث أن ثروتك وزينتك الحالية بالحق تافهة وزهيدة.
47- تفكري إذًا في الذين ترغبين أن تسّريهم ومن هم الذين لأجلهم تلبسين هذه الزينة (أو تعرين جسدك). هل تلبسينها لكي ينظرك الترزي والنَّحَّاس والرجل الذي في السوق ويبدون إعجابهم؟ ألا تخزين وتخجلين لإظهار نفسك لهؤلاء الناس ولكونك تصنعين كل هذا لأناس لا تعتبرينهم جديرين بالتحية؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ytq24vt