St-Takla.org  >   books  >   fr-angelos-almaqary  >   john-chrysostom-baptismal-instructions
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تعاليم للموعوظين: للقديس يوحنا ذهبي الفم - القمص أنجيلوس المقاري

46- الشهداء هم الأطباء الروحيين الذين يشفون علل النفس والجسد

 

St-Takla.org Image: Martyr Lucy and Geminianus: Martyrs Lucy and her son Geminian of Rome (303). - Menologion of Basil II, 10th century manuscript, Vatican Library. صورة في موقع الأنبا تكلا: الشهيدة لوسي وابنها جيمينيانوس من روما (303 م.). - من مخطوط كتاب خدمات الإمبراطور باسيليوس الثاني، القرن العاشر، مكتبة الفاتيكان.

St-Takla.org Image: Martyr Lucy and Geminianus: Martyrs Lucy and her son Geminian of Rome (303). - Menologion of Basil II, 10th century manuscript, Vatican Library.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الشهيدة لوسي وابنها جيمينيانوس من روما (303 م.). - من مخطوط كتاب خدمات الإمبراطور باسيليوس الثاني، القرن العاشر، مكتبة الفاتيكان.

5- ليتنا نلجأ إليهم بطريقة متواصلة بصفتهم أطباء للروح. لقد كان لهذا السبب أن الرب الصالح قد ترك أجسادهم لنا لكي نقف بجانب قبورهم ونمسك بهم بكل قوة نفوسنا، وبهذه الطريقة نحصل منهم على شفاء عظيم لمرض الجسد والنفس. لأنه إن وقفنا بجوارهم بإيمان سواء كان مرض للجسد أو للنفس فإننا لن نغادر قبورهم إلا وقد شفينا من المرض الذي سألنا لأجله.

 

6- ومع ذلك ففي حالة المرض الجسدي كثيرًا ما يلزم أن نرحل بعيدًا للبحث عن طبيب ماهر وينبغي علينا أن ندفع مقابلًا لأتعابه ونستنبط كل ما يمكنه أن يقنع الطبيب ليقدم كل خبرته ويشفينا من مرضنا، لكننا هنا لا نحتاج لشيء من هذا، لا سفر طويل أو تعب أو الذهاب هنا وهناك أو دفع أتعاب بل يكفي أن يكون لدينا إيمان صادق ونذرف دموع سخينة ونفس يقظة لنجد في الحال علاج لنفسنا وشفاء لجسدنا.

 

7- هل ترى مقدرة أطبائنا؟ هل ترى جودهم؟ هل ترى مهارتهم التي لا يستعطي عليها مرض؟ مع أنه يحدث كثيرًا في أمراضنا الجسدية أن المرض يستعصي على مهارة الطبيب لكن هنا نحن لا نتوقع إطلاقًا مثل هذا الاستعصاء إن اقتربنا من الشهداء بإيمان فنستمتع في الحال بمعونتهم. لا تتعجب من هذا أيها الحبيب. لقد كان من أجل الرب واعترافهم بالإيمان به أن الشهداء احتملوا كل عذاباتهم. لقد كان من أجله أنهم جردوا أنفسهم للقتال (ضد قوات الظلمة). لقد كان من أجله أنهم جاهدوا ضد الخطية حتى إلى سفك دمهم. لذلك فإن الرب في حبه العطوف يريدهم أن يضيئوا بضياء أكثر مقابل دمائهم التي سفكوها وهو لا يزال يرغب في أن يستزيد لهم هذا المجد حتى في هذا العالم الزائل وأن يكرمهم وهو مشتاق أن يمنح عطاياه لأولئك الذين يقتربون من شهدائه بإيمان.

 

8- إن ما أقوله ليس مجرد كلمات بل خبرة تحمل برهانها وتشهد لصدقها. وأنا أعرف جيدًا أنكم أنتم أنفسكم ستقولون وتشهدون بهذا. إن تلك المرأة التي كان زوجها بعيدًا في أرض الغربة وكانت تعاني من هذا البعد. ألم تأت إلى هنا وقدمت صلاتها للرب متشفعة بالشهداء وعاد إليها زوجها سريعًا من أرض الغربة. وأيضًا ألم تكن هناك امرأة أخرى رأت طفلها قد تحطم من شدة المرض وكانت تتمزق من الألم الذي يخترق أعماقها، لكنها أتت إلى هنا وسكبت دموعًا سخينة وحرضت هؤلاء الشهداء القديسين أبطال المسيح ليتوسلوا إليه من أجلها. ألم تطرد المرض في الحال وجعلت طفلها يستعيد صحته.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

9- لقد وقع كثيرون في مشاكل ورأوا أخطار لا تحتمل تتساقط على رؤوسهم جاءوا إلى هنا وبعد صلاة بإلحاح أفلتوا من كل هذه البلايا المميتة. ولماذا أتحدث فقط عن الأمراض الجسدية ونكبات الدهر؟ إن كثيرين من الذين طغى عليهم إبليس نفسه ومرض النفس ألمَّ بهم، جاءوا إلى الشهداء -أطباء الروح- وتذكروا خطاياهم الشخصية وكشفوا ما يمكن أن ادعوه "جروحهم" ونالوا هكذا العزاء من هذا الاعتراف، حتى أنهم شعروا في الحال أن ضميرهم قد سقط عنه حمله الذي يحمله وذهبوا إلى منازلهم وهم ممتلئون راحة وطمأنينة.

 

10- إن الرب تعطف وأعطانا قبور الشهداء لتكون ينابيعنا الروحية التي يمكن أن تسكب المياه بفيض. توجد ينابيع طبيعية في متناول كل من يرغب في أخذ ماء منها، وكل من يريد، يأخذ على قدر ما يستطيعه وعاؤه ويرحل. ويمكنك أن ترى أن نفس الأمر ينطبق هنا على هذه الينابيع الروحية، فهذه الينابيع تقدم مياهها للكل ونحن لا نجد هنا تمييز بين الأشخاص سواء كان الإنسان غنيًا أو فقيرًا، عبدًا أو حرًا، ذكرًا أو أنثى، فكل إنسان ينال بركات من هذه المياه الإلهية بقدر عظمة غيرته واشتياقه للمساهمة بما يتوجب عليه.

 

11- إن الأوعية والأواني تقيس حجم الماء المأخوذ من الينابيع الطبيعية، لكن مياه الينابيع الروحية تُقاس بإدراكنا (فهمنا)، برغبتنا الحارة، بالصحو الذي به نقترب إليها. إن الذي يأتي بهذه الدوافع ينال في الحال بركات لا حصر لها، إذ أن نعمة الله تعمل بصورة غير منظورة فتخفف حمل ضميره وتقدم له طمأنينة فائضة وتعدّه ليُقلع من شاطئ الأرض ويضع مرساته في السماء. لأنه من الممكن لإنسان لا يزال ملتحفًا بالجسد ألا يكون له شيء من الاهتمامات الأرضية، بل يرفع أنظاره لأفراح السماء ويتأملها بلا انقطاع.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-baptismal-instructions/spiritual-physicians.html

تقصير الرابط:
tak.la/f4r42pw