48- كيف يمكنك إذًا أن تضحكين للمنظر الذي وصفته؟ لنفترض أنك تذكرت ِ الكلمات التي نطقتِ بها يوم العماد: "أجحدك أيها الشيطان وكل بهرجاتك وخدمتك". إن جنون التزين باللآلئ هي واحدة من بهرجات الشيطان. لقد نلتِ الذهب ليس لكي تربطي به جسدك بل لكي تساعدي وتطعمي الفقير. ومن ثمَّ واصلي ترديد الكلمات: أجحدك أيها الشيطان. ليس شيء سيجعلنا أكثر أمنًا من هذه الكلمات طالما نحن نبرهنها بأعمالنا.
![]() |
49- وأنا أسألكم يا من أنتم على وشك أن تعتمدوا وأن تتعلموا هذه الكلمات، فهي تشكل عقدًا بينكم وبين الرب. عندما نشتري عبيدًا، أول شيء نسأله للمعروضين للبيع هو إن كانوا راغبين في خدمتنا. إن المسيح يفعل نفس الشيء. فهو يسألك أولًا عندما يكون مزمعًا أن يأخذك في خدمته ما إذا كنت راغبًا أن تتخلى عن ذلك السيد المتوحش والفظ، وهو يقبل منك هذا التعهد وهو لا يفرض ربوبيته عليك.
50- انظر لمحبة الله المتحننة. فقبل أن ندفع الثمن نسأل العبيد المعروضين للبيع، وفقط عندما نعلم أنهم راغبين في خدمتنا، وحينئذ ندفع الثمن. لكن المسيح لا يتعامل معنا بنفس الطريقة، فهو قد دفع دمه الثمين ثمنًا لنا كلنا. وبولس الرسول يقول "قد اُشتريتم بثمن" (1كو 7: 23). وبالرغم من هذا، فهو لا يجبر أحد على خدمته من أولئك الرافضين أن يفعلوا هكذا. إنه يقول ما لم تكن شاكرًا وراغبًا من ذاتك وبرضاك أن تعتبرني سيدًا لك، فلن أجبرك أو أرغمك على هذا.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
51- نحن أنفسنا لا نختار أن نشتري عبيدًا أشرارًا، وحتى لو حدث واخترنا هكذا (الشرير) واشتريناه ودفعنا الثمن فهذه الصفقة ناتجة عن سؤ اختيار. لكن عندما يشتري المسيح عبيدًا طائشين ومتمردين فهو يدفع ثمنًا أعظم جدًا، والثمن من العظمة التي لا يمكن للعقل أو الذهن أن يدرك عظمته. لأنه قد اشترانا ليس بإعطاء السموات والأرض والبحر (كثمن) بل بما هو أكثر قيمة من كل هذه الأشياء إذ اشترانا بدمه ذاته. وبعد كل هذا لم يطلب شهودًا أو عقودًا منا، بل اكتفى بمجرد أن نقول عبارة "أجحدك أيها الشيطان وكل بهرجاتك"، ولو قلناها من عمق القلب يكون قد نال كل ما سأله.
52- لذلك فلنقل هذه الكلمات: "أجحدك أيها الشيطان" عالمين أننا سنُدعى لنعطي عنها حسابًا في يوم الدينونة. فلنحفظها لكيما نرد بالكامل كل ما قد عُهد به إلينا. وبهرجات إبليس هي المسارح (ومراهنات) سبق الخيل وكل تدقيق خاص بالأيام والعرافة والفأل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/555s3jk