 |
38- بعد ذلك فأنا أنصح كل من الرجال والنساء أن يتجنبوا القسم والخرافات. إن هذه ممارسات طائشة لليونانيين (الذين يعيشون في الخلاعة).
ولأولئك الذين لا يزالون في الضلال (نقول): يا لهذا الانخراط من جانبكم في موضوع صياح الديك وصوت الفئران (التفاؤل والتشاؤم)، ومسرتكم بملاقاة أولئك الذين يعيشون في الخلاعة بينما تتحاشون مقابلة الناس الأتقياء والمخلصين كما لو كانوا هم سبب شرور عظيمة. انظروا كم هي كثيرة حيل الشيطان!
إنه يرغب ليس فقط في تجريدكم من الفضيلة لكي نبعد بعيدًا عن أولئك الساعين إليها، وأيضًا هو ليس فقط يرغب منا أن نسعى إلى الشر، بل هو متلهف ومشتاق أن يكيفنا لها بجعلنا نفرح بملاقاته.
39- هل تعتقدون أن هذه الأمور تافهة وغير ذات قيمة. يمكن لهذه الأمور أن تجعل نفوسكم تغرق وتهبط إلى هاوية الشر نفسه، فهذه هي خطة الشيطان الخبيثة أن يوقعكم في حبائله بهذه الأمور التافهة. فمن الآن فصاعدًا اقطعوا -أنتم جنود المسيح الجدد رجالًا ونساء، لأن جيش المسيح لا يعرف فرقًا في الجنس- كل عادة من هذا النوع، لأنكم مزمعين أن تناولوا (داخلكم) ملك الملوك؛ فطهروا أذهانكم بتدقيق شديد حتى لا تعتم القذارة أفكاركم.
40- أن كان لأحد عدو فليصالحه ولينظر إلى الخير العظيم الذي سيناله من الرب حتى لو كان غارقًا في بحر عظيم من الخطايا وليغفر إساءات أخيه إليه، فالكتاب المقدس يقول: "لا يفكرن أحد بالسوء على قريبه في قلوبكم" (زك 8: 17). لذلك إن كان لأحد رباطات متعددة الاهتمامات (غير المفيدة) فليقطعها، لأنه مكتوب "حل قيود الشر" (إش 58: 6) ولنضع هذه الأمور بصيغة بسيطة فنقول: دعه يأخذ سبق الزمام في إظهار سخاؤه حتى ينال بفيض عظيم من سخاء وكرم الرب.
41- وفوق كل شيء علّموا ألسنتكم أن تحتفظ بنقاوتها في موضوع يمين الأقسام. لست فقط أقصد هذه الأقسام التي هي مثل اليمين الكاذب، بل أيضًا تلك التي تقال باندفاع وباطلًا، التي تضر أيضًا أولئك الذين أقسموها والرب يخبرنا: "أنه قيل للقدماء لا تحنث... أما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة" (مت 5: 33-34). ها أنتم تسمعون الرب يقول لا تحلفوا البتة، فكفوا من الآن عن التدخل فيما لا يعنيكم من الأمور التي رتبها الرب (أي لا ترتئوا فوق ما ينبغي) ولكن وجهوا أنظاركم نحو من أوصاكم أن تعملوا بوصاياه وطهروا أذهانكم تمامًا.
42- ليته لا يوجد كلام بعد عن حلبة المصارعة والمشاهد الخليعة في المسرح لأنها تمد الهوى الشهواني بوقوده. ليته لا يكون هناك حديث عن المسرة البشعة النابعة من رؤية العراك بين بشر وحيوانات مفترسة(94)، لأنه أية مسرة هناك في رؤية إنسان له نفس طبيعتك تفترسه الحيوانات الضارية؟ ألا تخاف؟ ألا ترتعد لئلا تأتي عليك صاعقة من السماء وتحرقك، لأنه يمكن للمرء أن يقول أنكم أنتم الذين تشحذون أسنان الحيوان الضاري، لأنكم بهتافكم يكون لكم دور شخصي في القتل إن لم يكن بأيديكم فعلى الأقل بألسنتكم.
_____
(94) مما يؤسف له أن رؤية مصارعة الثيران من الأمور المحببة لدى الشعب الأسباني رغم مرور قرون طويلة على دخولهم المسيحية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/k6264bz
