33- ليته لا يوجد من الآن أي اهتمام بالزينة الخارجية والملابس الغالية الثمن، بل لتكن غيرتكن موجهة لجعل نفوسكن جميلة وتلمع ببهاء أفضل. لا تهتممن باقتناء الملابس المصنوعة من الحرير أو العقود المصنوعة من الذهب (لتزيين الرقبة) لأن معلم المسكونة الذي يعلم جيدًا ضعف طبيعة المرأة وعدم ثبات إرادتهن لم يتردد في إعطاء أوامر بخصوص هذه الأمور. لماذا أقول أنه لم يتردد في توجيهكن بخصوص هذه الأمور؟ لأنه حينما أعطى نصيحة لكن أيتها النساء عن التزين ألم يهتف قائلًا: "لا بضفائر الشعر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن" (1تي 2: 9). أليس هذا توجيه يختص برغبتكن في تزيين أنفسكن واستجداء المديح لمن ينظر إليكن؟ إنني سأهيب بكن ليس فقط رفقاؤكم البشر، بل رب كل الأشياء ليمدحكن ويكرمكن.
 |
34- حيث أن بولس قد استهجن زينة النساء التي تعتمد على ضفر الشعر والحلي، الذهب واللآلئ والملابس الكثيرة الثمن، فلنر الآن بأي لباس سيزينهن. لأنه حتى ولو كانت الزينة التي تزين بها المرأة نفسها من ملابس وحلي ذهبية تجلب لها مسرة مؤقتة، أفلا تبلى هذه الملابس بعد فترة؟ ولماذا أقول أنها تبلى (وتتمزق)؟ بل حتى قبل أن تبلى، ألن تثير عيون الحسودين وتحث يدي الأوغاد على سرقتهم. لكن اللباس الذي به يزين بولس الرسول المرأة لا يمكن أن يُسرق أو يبلى بل يبقى إلى الأبد ويظل معنا هنا ويستمر إلى النهاية ويمدنا بدالة فائضة (أمام الله).
35- مع ذلك ينبغي أن نسمع ذات كلمات الرسول (ماذا يقول) "بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة" (1تي 2: 10) وهو يقول اعملن أعمالًا جديرة بتعهدكن وزين أنفسكن بأعمال صالحة. اجعلن الأعمال الصالحة التي تعلمتها تقتدي بتعهدكن. أنتن تعهدتن أن تعشن بالتقوى، لذلك افعلن ما يُسر الله، أي افعلن الأعمال الصالحة. ماذا تعني عبارة "الأعمال الصالحة"؟ إنها تعني المجموع الكلي للفضائل (ومنها) احتقار هذا العالم، الاشتياق للعالم الآتي، الازدراء بالغنى، العطاء السخي للفقراء، التواضع، الوداعة، السعي لاقتناء الحكمة، إعداد نفوسنا لتقيم في سلام وصحو وعدم الخنوع لمجد الحياة الحاضرة (الزائلة)، بل لنحفظ انتباهنا الدائم مشدودين إلى فوق، لكي نكون دائمًا مشتاقين للأمور السماوية لترغب في المجد الدائم.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
36- حيث أنني أوجه كلامي الآن إلى النساء، فأنا أرغب في أن أؤكد على نصائح أخرى لهن. إنني أربد منكن ليس فقط أن تمتنعن عن الممارسات الضارة الأخرى، بل أيضًا عن عادة دهن وجوهكن وإضافة مساحيق تجميل إليها كما لو كانت خلقتها غير متقنة. إنكن بعملكن هذا تهينن (الخالق)، لأنه ما الذي تحاولين أن تفعلينه أيتها المرأة؟ باستخدامك أحمر الشفاه وكحل العين لا يمكنك أن تضيفي شيئًا إلى جمالك الطبيعي أو تغيري من قباحتك الطبيعية، هل تستطيعين؟ إن هذه الأشياء لا تضيف إلى جمال وجهك شيئًا بل أنها ستدمر من جمال روحك، لأن هذا التدخل الفضولي في الطبيعة يشهد على ضعفك الداخلي وعلى الأخص أنتِ تكومين نارًا فائضة على نفسك بإثارة أنظار الشباب وتجذبين لنفسك أعين الفضوليين لتجعلين منهم زناة، وتجلبين على رأسك (دم) سقوطهم في الخطية.
37- إنه من اللائق والمفيد الامتناع تمامًا عن هذه الممارسات. لكن لو كانت النساء الواقعات في شباك هذه الرذيلة غير راغبات في التخلي عن استعمال أدوات التجميل، فعلى الأقل لا يستخدمنها عند ذهابهن إلى الكنيسة. أخبريني، لماذا عند ذهابك إلى الكنيسة تتزينين بهذه الطريقة؟ لقد أتيت لتتعبدين لله وتعترفي له بتذلل عن خطاياك، فهل هو ينظر إلى هذا الجمال؟ لا فهو يطلب الجمال الداخلي. إنه ينظر إلى العمل القلبي الذي يعبّر عن نفسه بأعمال صالحة. إنه يرغب في إعطاء الصدقة، العفة، التوبة والإيمان القويم. لكنك هجرت هذه الفضائل وتحاولين الجنوح إلى أعمال باطلة حتى في الكنيسة. لقد وصلت الميناء وتسببت في غرق سفينتك. لقد أتيت إلى الطبيب ليشفي جروحك وترحلين بعد أن صارت جروحك أسوأ. أي غفران يكون لك بعد الآن؟ إن كانت بعض النساء غير مكترثات هكذا بخلاصهن في الماضي، فالآن على الأقل ليقنعن أنفسهن بالعدول عن هذه الممارسة البغيضة. إن كان الرسول منع استخدام الملابس الغالية الثمن، فكم بالأولى يمنع المساحيق (مساحيق التجميل) وكحل العين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-baptismal-instructions/adornment.html
تقصير الرابط:
tak.la/8ra8gza
